الناطق بلسان كتائب شهداء جنين:
لدينا اعترافات كثيرة أدلى بها الجبالي، ومسؤولون آخرون ، لسنا راضين عن التغيير الذي أحدثه عرفات وسنقوم بخطوات هي الأخطر إذا لم يحدث تغيير
الرسالة - باسم ابو عطايا - في خطوة وصفها الكثير من الجهات الرسمية والشعبية، بأنها نوع من التسيب والانفلات الأمني، وعدم سيطرة الجهات الأمنية على الوضع، أقدمت مجموعة تطلق على نفسها كتائب شهداء جنين -وهي إحدى أذرع لجان المقاومة الشعبية- على اختطاف القائد العام للشرطة الفلسطينية اللواء غازي الجبالي.هذه الخطوة التي أقدمت عليها هذه المجموعة بقيادة محمود نشّبت من مخيم البريج، اعتبرها البعض أنها خطوة يقف من ورائها سياسيون أو بعض الشخصيات صاحبة النفوذ والتي هدفت إلى الاستفادة من أحداث البلبلة وخلق مثل هذه الحالة من التسيب والانفلات.الغريب أن هذه الخطوة تزامنت مع قيام مجموعات ما يعرف بـ "كتائب أحمد أبو الريش" باختطاف مجموعة من المتعاطفين الفرنسيين مع الشعب الفلسطيني في خان يونس. أيضاً أقدمت مجموعة ثالثة على اختطاف قائد الارتباط العسكري "أبو العلا" في خان يونس.
حول هذا الوضع غير الطبيعي والذي مر به القطاع الأسبوع الماضي، وما نجم عنه من إفرازات سواء على المستوى السياسي حيث قدم رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع استقالته إلى الرئيس عرفات، وإقدام الرئيس على توحيد الأجهزة الأمنية في ثلاثة أجهزة وإجراء بعض التعديلات في قيادة هذه الأجهزة.التقينا "أبو إياد" الناطق الرسمي للجان المقاومة الشعبية - كتائب شهداء جنين، والتي تبنت مسؤولية اختطاف الجبالي وكان لنا هذا الحديث:
*لماذا اللواء غازي الجبالي؟
الهدف ليس غازي الجبالي كموضوع سيادي إنما جاءت هذه الخطوة لأن الجبالي استهدف كشخص وكعنوان من عناوين الفساد في هذا البلد ولأن تصرفات الجبالي وممارساته تجاوزت كل حد وأصبحت فوق الاحتمال. ولن يكون الجبالي الأول وليس الأخير فهو رقم في سلم الفساد في السلطة وإذا استمر هذا المسلسل فإن يدنا ستصل إلى غيره.يوجد لدينا توثيق لأكثر من شخصية من مسؤولي السلطة وقد تم استدراجهم وسحب اعترافات خطيرة جداً منهم، وتم تركهم بعد أن حصلنا على تعهدات منهم بتقديم استقالاتهم وترك مناصبهم وهذه الشخصيات على المستوى السياسي والأمني.
*لماذا هذا التوقيت بالذات بعد تصريحات لارسن عن الفساد في السلطة واختطاف الفرنسيين في خانيونس واختطاف مسؤول الارتباط العسكري... هل هناك ربط بين هذه الأحداث؟
لقد نما إلى مسامعنا أن هناك محاولات حثيثة وجادة لإخراج الجبالي خارج البلاد بطرق دبلوماسية فكان لابد من الإسراع بمحاسبته وخصوصاً أن لدينا اعترافات بأن الجبالي له حسابات في بنك الأردن تصل إلى 17 مليون دولار، غير ما ينسب إليه من سرقة الأموال والجرائم الأخلاقية الخطيرة التي ارتكبها بحق أبناء شعبنا وبناتنا فكان لابد من محاسبته.أما بخصوص التوقيت فلم يكن هناك أي تنسيق مع أي جهة وإنما وقعت هذه الأحداث مصادفة في نفس اليوم، على العكس هذه الخطوات عقدت خطواتنا، وجعلتنا نسرع في إنهاء القضية فقد كنا قد أعطينا مدة 72 ساعة لإطلاق سراح الجبالي لكن ما حدث في خانيونس عجّل في ذلك.
*كيف تم الإفراج عن الجبالي؟ وما هي شروط الإفراج عنه؟
بعد تدخل قادة مثل أبو ماهر حلس والأخ رشيد أبو شباك وتدخل الرئيس طوال فترة الحوار تم إطلاق سراح الجبالي على أساس:
- إقالة غازي الجبالي من منصبه
- محاسبته على جميع الأعمال التي قام بها
- إقالة كل من تم إعادته على يد الجبالي إلى سلك الشرطة أمثال طلال أبو زيد وغيره.
*هل نفهم من ذلك أنكم ستنصبون أنفسكم كسلطة قضائية؟
لن نسمح لأنفسنا أن نكون سلطة قضائية لكن إذا بقيت السلطة على ما هي عليه سوف نصبح نحن القانون.. وسوف نحدث التغيير بأنفسنا والشعب من خلفنا ولقد لاحظتم فرحة الشارع بعد اختطاف الجبالي وذهابه.
*وهل أنتم راضون الآن على التغيير الذي أحدثه الرئيس عرفات؟
نحن غير راضين بالمطلق عن التغييرات التي حدثت حتى الآن، وغير راضين عن الأسلوب الذي انتهجه.
*وكيف ستعبرون عن عدم رضاكم؟
قد تكون الخطوة القادمة هي الأخطر ، لن نقبل أن نُستدرج ، نحن نتبنى هدفاً عاماً وأي حالة تغيير لا تشمل أوجه الفساد في السلطة سوف نلاحقها ولن نسلم بها.
*هناك من اتهمكم بأن جهات تقف خلفكم الاستخبارات مثلاً...
نحن لا يقف خلفنا أحد ولا نأخذ أوامرنا من أحد، فالاستخبارات أول من سجننا واعتقل مقاتلينا ولم نطالب بإقالة الجبالي من أجل وضع صائب العاجز أو موسى عرفات، قرارنا مدعوم من الشعب والشعب هو الذي يقف خلفنا، ولم نلجأ لمثل هذه الخطوة إلا بعد أن استنفدنا كل الطرق سواء وزير العدل أو المجلس التشريعي أو مجلس الوزراء، وحتى الرئيس نفسه طالبنا بمحاسبة هؤلاء الفاسدين وتنحيتهم من مناصبهم إلا أنهم كانوا يُكافَؤون دوماً بالترقيات. وأما حدث بعد إطلاق سراح الجبالي كان صاعقة وصدمة كبيرة بالنسبة لنا ولن نقبل به.
*هل ننتظر منكم خطوة مماثلة لما حدث للجبالي؟
نحن لسنا إعلاميين وسوف تكون خطواتنا هي التي تحدد كيف سيكون ردنا واعتراضنا على ما حدث، وستكون لنا كلمتنا وسيكون لنا دورنا إن لم تقم السلطة بالإصلاح.
*هل تأمنون الآن على أنفسكم من أجهزة أمن السلطة وردة فعلها؟
نعرف أن السلطة عصابات ونتوقع منها رد فعل تجاه الأشخاص الذين قاموا بخطف الجبالي، لكن لا نخشى أحدا منهم لأن الشعب هو السند الذي نرتكز عليه ولن نكون لقمة سائغة لها