الرجوب يستعرض الأوضاع الفلسطينية والاسرائيلية
شارون يواجه ما زرعته يداه في المستوطنات
القيادة الفلسطينية والرئيس عرفات هما الشريك لصنع السلام
ننسق مع الاخوة المصريين الجهود والرؤية المشتركة للمستقبل
القدس - محمد ابو خضير - قال العميد جبريل الرجوب مستشار الرئيس ياسر عرفات للشؤون الامنية عضو مجلس الامن القومي الآن. ورأى في تصريحات خاصة بـ «القدس» ان مظاهرة اليمين المتطرف والمستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة بالقرب من منزل شارون في القدس الغربية مساء امس الاول ما هي إلا من زرع يديه ومشكلته وهو الذي حرض هؤلاء المستوطنين المتطرفين على احتلال التلال الفلسطينية ومنع الانسحاب الاسرائيلي سابقا من الاراضي المحتلة.
وقال الرجوب الذي شارك في اطلاق الحملة من اجل تحالف السلام الفلسطيني - الاسرائيلي برئاسة (ياسر عبدربه ويوسي بيلين) امس في فندق الاميركان كولوني: ان الاسرائيليين مضللون فيما يتعلق بقضية وجود شريك فلسطيني لصنع السلام، مؤكدا ان الشريك موجود، وهو الذي وقع مع الاسرائيليين اتفاق «اوسلو» وسلسلة من الاتفاقات ذات العلاقة بالتعاون السياسي والامني والاقتصادي.
واكد ان الاسرائيليين يعانون من ثلاث مشاكل اساسية، الاولى الامن والثانية لها علاقة بالديمغرافية والثالثة في الاقرار بوجودهم، ليس من الفلسطينيين فقط، ولكن من الشعوب العربية ايضا.
الاعتراف بالحق الفلسطيني
وقال ان المدخل لحل هذه المشاكل التي تشكل عناصر قلق لهم لن يكون إلا بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني واقرارهم بأن مصدر هذا القلق هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي والاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
واضاف: ان السلام هو الذي يحقق للاسرائيليين حلا لهذه المشاكل وخاصة المشكلة الديمغرافية والامنية ويمهد للاعتراف العربي بهم.
واضاف الرجوب ان الذي يغرر بالاسرائيليين بالزعم انه لا يوجد شريك فلسطيني وعربي، هو اليمين المتطرف الذي يخدعهم وما زال يعتقد انه بالقوة يستطيع حل كافة المشاكل، مؤكدا ان الاحتلال هو مصدر المشاكل الاسرائيلية، وهو البنية التحتية للارهاب ومصدر معاناة الفلسطينيين والاسرائيليين.
حل الدولتين هو الحل
واوضح انه لا بد ان نسارع الى تحقيق السلام، وان المسألة مسألة وقت ان عاجلا ام آجلا فالحل واحد. دولتان لشعبين مهما طال الزمان او قصر، وان نحققه اليوم افضل من ان نحققه بعد شهر او سنة وكم سنوفر دماء وعناء على الشعبين.
واكد ان النضال لم يكن في يوم من الايام هدفا بل وسيلة لدحر الاحتلال، وتحقيق السلام والامن والاستقرار للشعب الفلسطيني.
واوضح الرجوب: انه رغم الاعتقال والمكوث في السجون الاسرائيلية والابعاد، إلا انني لم احقد على اليهود، بل على العكس آمنت وما زلت بأن الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ضحية لليمين الاسرائيلي الذي يسعى الى استمرار دائرة العنف بين الشعبين بناء على اوهام واستراتيجيات خاطئة.
واضاف: لقد آن الاوان للشعبين ان يهبوا ويوحدوا جهودهم لاسقاط كل القوى اليمينية ومشاعر العداء والحقد، ويلتزموا بصوت الحق والمنطق، الذي اصبح يمثل الغالبية العظمى للشعبين والمجتمعين، والذي يضع خيار الدولتين اساسا للحل والامن والاستقرار، ويرى بالاعتراف المتبادل في حدود 1967 هو المدخل لتحقيق الامن والسلام.
اربع حقائق
واكد ان كل الذين على علاقة بالصراع العربي - الاسرائيلي يدركون ان هناك اربع حقائق بعد هذه المواجهات التي جرت علي مدار السنوات الاربع الماضية وهي:
1- لا حل عسكريا لهذا الصراع - وان الحل العسكري فشل في تحقيق اهداف الطرفين.
2- نظرية الامن الذي يجلب السلام فشلت وتبين للجميع ان السلام هو الذي يجلب الامن للجميع.
3- وصلت الثقة بين الطرفين الى الصفر.
4- الطلاق او الانفصال او فك الارتباط هو الحل الوحيد للطرفين على ان يحقق هذا الانفصال او الطلاق الاهداف المرجو تحقيقها، الامن للاسرائيليين والحرية والاستقلال في حدود الرابع من حزيران 67 للفلسطينيين.
وقال انه لا يمكن تحقيق هذه الاهداف إلا بالاتفاق بين قيادتي الشعبين، مؤكدا ان الانفصال الاحادي الجانب وفق خطة شارون لن يحقق الامن والسلام.
وان الانفصال الاحادي دون افق سياسي ينهي الاحتلال هو تصعيد للعنف والمواجهة ولمظاهر التوتر وسيجلب على الاسرائيليين الكوارث ولن يحقق لهم الامن.
محاولة للالتفاف
وتابع يقول: ان الموقف الرسمي للحكومة الاسرائيلية من مسألة الانفصال، له علاقة بمحاولتها الالتفاف على الاستحقاقات المطلوبة منها بالنسبة لعملية السلام، وهي محاولة لمواجهة بعض المبادرات الاسرائيلية، مثل مبادرة جنيف، وايلون - نسيبة وبعض الاستحقاقات المطلوبة من خلال جهد اقليمي ودولي لاحتواء العدوان الاسرائيلي وفرض الشرعية الدولية.
واشار الى ان اكبر مشكلة يعاني منها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو فقدان الامل بالمستقبل.
وقال: ان تجديد الامل ممكن، ويبدأ باعتراف الطرف الاسرائيلي بالشعب الفلسطيني وحقوقه في تقرير مصيره وحقه في اقامة دولته على الاراضي المحتلة عام 67.
مبادرة جنيف
ويرى الرجوب ان مبادرة جنيف اجابت على جزء كبير من هذه المسائل وتكتمل الدائرة عندما يتم تبني هذه المبادرة من قبل الحكومة والشعب الاسرائيلي.
واكد انه ليس من حق الاسرائيليين ان يحددوا من يمثل الشعب الفلسطيني وقيادته.
وقال: ان الاكذوبة عن الرئيس ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية محاولة لتضليل الشعب الاسرائيلي بعدم وجود شريك.
الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية
وذكر بأن الرئيس عرفات هو الذي اعترف بحق اسرائيل في الوجود في المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر عام 1988، وهذه القيادة الفلسطينية هي التي وقعت على اتفاق «اوسلو» وهي التي نسقت امنيا في العام 1996 عندما كان هناك امل لدى الشعب الفلسطيني، حيث كان الاسرائيليون يتجولون في المدن الفلسطينية وعلى شواطئ تل ابيب بحرية وامن.
واوضح ان شارون ومجموعته وحكومته الحالية هم الذين عارضوا مدريد واوسلو وكافة الاتفاقيات التي وقعت مع القيادة الفلسطينية.
وقال: يجب ان لا نخدع انفسنا فاذا ما تم التوقيع على اتفاق سلام سيكون هناك بعض الافراد من الطرفين، وبعض المجموعات التي تحاول تدمير هذا السلام بالعنف وهناك اسباقيات، مذكرا بأن اول عمل ارهابي بعد اتفاق اوسلو قام به المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين عندما اقتحم الحرم الابراهيمي في الخليل على مصلين ابرياء في صلاة الفجر وقام بمهاجمة مصلين في دار للعبادة حيث استشهد 83 فلسطينيا وجرح العشرات، ومع كل ذلك استمرت العملية السلمية لأننا ادركنا ان غولدشتاين لم يكن مرسلا من رابين وبيرس، وانه ينتمي الى مجموعة استيطانية متعصبة مشددا على ان مخاطر السلام اقل من مخاطر استمرار الحرب والمواجهات.
الوفد الامني في القاهرة
واضاف: ان الوفد الامني الفلسطيني الذي يجري محادثات امنية في القاهرة توجه بهدف التنسيق مع الاخوة المصريين الذين ابدوا استعدادهم للنهوض بالمؤسسة الامنية الفلسطينية، واعادة تنظيمها وهيكلتها بما يضمن ان تكون مؤسسة قادرة على الايفاء بالاستحقاقات الوطنية المطلوبة منها، في تحقيق الامن وسيادة القانون والنظام في المجتمع الفلسطيني، وتهيئة هذه المؤسسة للايفاء بالاستحقاقات المطلوبة مستقبلا، اذا كان هناك استئناف لعملية السلام.
وقال: ان الاخوة المصريين ابدوا استعدادهم وجاهزيتهم وان الوزير عمر سليمان دعا قادة الاجهزة الامنية في محاولة لتنسيق هذه الجهود والرؤية المشتركة المستقبلية بيننا وبين اخواننا المصريين لاعادة صياغة هيكلة الاجهزة، مذكرا بالمرسوم الرئاسي الفلسطيني الذي صدر في 17/7/2004 بتوحيد الاجهزة الامنية بثلاثة اجهزة فقط، وان هذه هي قاعدة الحوار والنقاش والجهد الفلسطيني المصري المشترك مستقبلا.
واكد انه سيتم وضع ورقة عمل تلخص الاحتياجات الفلسطينية الامنية، وكافة مقومات النجاح التي نراها والمطلوب توفيرها لانجاح مهمتنا في المستقبل، على جميع المستويات، خاصة البنية التحتية والتجهيزات واعادة بناء المقرات وان الاهم من كل ذلك وقف العدوان والاجتياحات الاسرائيلية للمناطق الفلسطينية.
واوضح ان الفلتان الامني الذي عم الاراضي الفلسطينية هو نتيجة طبيعية للاحتلال والعدوان الاسرائيلي، وهو هدف الاحتلال والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني مؤكدا ان انهاء هذا الفلتان له علاقة بالاحتلال واستعداده لوقف العدوان وهجماته على الشعب الفلسطيني.