جبريل الرجوب: الرئيس بوش أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا

رشيد هلال – شبكة فلسطين الاخبارية

استعرض العميد جبريل الرجوب مستشار الرئيس ياسر عرفات لشئون الأمن واقع الساحة الفلسطينية ، وما ما تعانيه من اضطراب جراء فقدان البرنامج السياسي النضالي حتى اللحظة ، وأكد على ضرورة إيجاده لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني أرضا وشعبا ، وأقر العميد الرجوب بأخطاء تكتيكية نضالية فلسطينية ارتكبتها فصائل العمل الوطني والإسلامي أدت  إلى عزل الفضية الفلسطينية .

الشبكة : كيف تنظرون لتواصل العدوان  العسكري الإسرائيلي على شمال غزة ؟.

العميد الرجوب : عمليات التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصلة في غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية يعكس المأزق السياسي والأمني والنفسي والاقتصادي الذي يعيشه النظام السياسي الإسرائيلي وعلى رأسه رئيس الوزراء شارون والذي  يسعى القيام بعملية التفاف على الاستحقاقات المطلوبة منه في عملية السلام على المستوى الإقليمي والدولي ، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني السياسية .ولكن هذا سيفشل .

الشبكة : شارون يتحدث عن خطة الانسحاب أحادي الجانب  من غزة ، وفي ذات الوقت يصعد عدوانه تحت مبررات كثيرة ، فكيف ترى تصريحات شارون ؟.

العميد الرجوب : شارون يسعى إلى إعادة صياغة المنطقة ، وتحديد قواعد لعبة الحل والتسوية بالمفهوم والمنظور الشاروني ، وهو يعتمد في تحقيق ذلك على القوة والتصعيد العسكري والعدوان احادي الجانب الذي يشنه على الشعب الفلسطيني في محاولة لفرض املاءات وحقائق تتعارض مع مصلحة السلام وتتعارض مع طموحات الشعب الفلسطيني وتتعارض مع الشرعية الدولية .

الشبكة : حديث شارون عن خطة الانسحاب ، وتصريحه  بأنه متمسك بخطة خارطة الطريق أمام الكنيست ، فكيف ترى يتمسك بخطوات أحادية ، وفي الوقت ذاته يتمسك بخارطة الطريق ، هل هناك تفسير وأنت متابع لعقليتهم  ؟.

العميد الرجوب : هناك كذبة شارونية لها علاقة بسلسلة من الخطوات أحادية الجانب لفرض حقائق على الأرض ، سواء كانت في موضوع الانسحاب من غزة أو الجدار والاستيطان والحرب أو في موضوع اتخاذ سلسلة من الخطوات  الميدانية أحادية الجانب ، أعتقد أن ما قاله شارون داخل الكنيست أو خارجها  هو ليس أكثر من ضريبة كلامية للالتفاف على الاستحقاقات المطلوبة منه ، أما ما قاله مدير متبه دوف فايسغلاس  قبل عدة أيام   فهو الذي يعكس ويعبر عن جوهر سياسة شارون وسياسة حكومة اليمين التي تقوم بكل جرائمها بدعم وتأييد  ورعاية من الإدارة الأمريكية ، وأنا أشكك في صدقية شارون بألتزامه بخارطة الطريق ، لأن المعطيات  والإجراءات والخطوات على الأرض في الضفة الغربية بشأن الاستيطان ، وفي غزة بشأن التصعيد العسكري العدواني تدحض وتتعارض مع ما يقوله شارون من تصريحات . وفقط ما يقوله شارون هو ضريبة كلامية للأسرة الدولية فقط .

الشبكة : هناك من يقول أن شارون أراد عدوانه الشامل على غزة ليتخلص من خطته الأحادية ، هل توافق على مثل هذا الرأي ؟.

العميد الرجوب : لا أعتقد أن شارون بالأصل صادق ، فهو على مدار العشرة شهور الماضية يتلاعب بالأسرة الدولية في قضية الانسحاب أحادي الجانب من غزة ، فكا يطرحه شارون لحكومته أو شعبه أو للرباعية وحتى للولايات المتحدة مفاهيم متناقضة ، وفي النهاية ما أقر داخل حكومته هو إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي وليس انسحاب ، لأنه يريد السيطرة على الأجواء والمعابر والمياه الإقليمية ، وهذا يعني انتشارا وليس انسحابا .

الشبكة : رغم حديث شارون عن تمسكه بخطته وتطبيق الانسحاب من غزة ، إلا أنه عارض ما نقلته وسائل الأعلام عن مصادر الجيش الإسرائيلي بأن العمليات العسكرية في قطاع غزة محدود ة ، وقال نحن عازمون على الاستمرار  في العمليات العسكرية دون تحديد سقف زمني ، ماذا يعني ذلك من الناحية العسكرية ، وما هي تأثيراته الميدانية على الأرض ؟.

العميد الرجوب : دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بعمق أربعة نصف كيلو متر إلى خمسة كيلوات  ، وقامت هذه القوات بعمليات تجريف للأشجار  والشوارع ، وتدمير المنازل ، وانتشرت القوات الإسرائيلية في محاولة واضحة لممارسة الضغوط على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية لمحاولة كسر إرادته . ولكن ما يهدفه شارون ويحاوله يجب أن يوجه إلى الأسرة الدولية والرباعية  ويسألان إلى متى سيستمر شارون في عدوانه واحتلاله وعمليات القتل والأبادة الجماعية  التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني وبحق أرضه .

الشبكة : أنت قلت أنه ليس لدى شارون أية نية للانسحاب من غزة ، إلا أن الأسرة الدولية توافق شارون على تصريحاته خاصة المتعلقة بخطة الانسحاب ، وكادت بعض الاطراف أن تتبنى خطة الانسحاب التي طرحها شارون على وسائل الاعلام فقط دون تنفيذ على الأرض ؟.

العميد الرجوب : أرى أن هذا الكلام غير دقيق ، فالأسرة الدولية ضد شارون وضد سياسته ، وهو معزول بأستثناء موقف الإدارة الأمريكية التي هللت وطبلت لخطوته ، ولكن الجميع بما فيهم الأمريكيون قالوا يجب أن  تكون خطة الانسحاب أحادي الجانب من غزة جزء من خارطة الطريق .ولا أعتقد أن هناك أي جهة دولية بما فيها الإدارة الأمريكية يمكن أن تدعم خطوة الانفصال عن غزة كخطوة أولي وأخيرة .

الشبكة : نبقى في الأسرة الدولية ، في لوكسمبورغ ، فالاتحاد الأوروبي دعا السلطة الفلسطينية إلى العمل بحزم من أجل وقف ما أسمته بالعمليات (الإرهابية ) في إشارة إلى صواريخ القسام ، وفي ذات الوقت قالت أنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ، فما هو القراءة في الموقف الأوروبي ؟.

العميد الرجوب : الأوروبيون حلفاء للقضية الفلسطينية ، ولا يمكن أن يكونوا جزءا من العدوان الإسرائيلي ، وفي هذا السياق يجب أن نقر أن هناك بعض التكتيكات النضالية الخاطئة حدثت بعد 11سبتمبر وكان يجب أن ندرك ابعادها على قضيتنا ونوقفها ، وأعتقد أن هذه هي أحدى الأشكاليات التي يجب أن تحسم في الحوار الوطني بحيث يكون النضال الوطني والمقاومة متناغمة ومنسجمة مع قرارات وتوجهات الشرعية  الدولية ، بمعنى أن تكون المقاومة ضد الاحتلال في المناطق المحتلة عام 67 لأنهاء الاحتلال ، والمقاومة تكون أحد الخيارات ، وخيار الحوار والمفاوضات يجب أن يكون عنصر قائم في الموقف الفلسطيني السياسي .

هناك حوار جاد ويجب أن يتوصل إلى نتيجة في هذا الاتجاه .

الشبكة : قبل الانتقال إلى الحوار نود الوقوف قليلا على إطلاق الصواريخ ، وسائل الأعلام ركزت كثيرا على أن العدوان الإسرائيلي سببه إطلاق صواريخ القسام ؟.

العميد الرجوب : العدوان الإسرائيلي ليس بحاجة إلى ذرائع ومبررات ، وهو ليس بحاجة إلى صواريخ أو غيرها ، وأعتقد أن شارون دائم البحث عن ذرائع للاستمرار في عدوانه  ، وكان هناك أكثر من فترة توقفت بها كل الذرائع التي يحاول شارون استغلالها ، ومع ذلك استمر في عدوانه .

ولكن في السياق الاستراتيجي لا بد من موقف سياسي نضالي فلسطيني له علاقة بالشرعية الدولية ، ويجب أن لا نخجل ونقول بأن هناك بعض التكتيكات النضالية الخاطئة أو على الأقل لا تخدم مصلحتنا  ومواقفنا ، ومنها جزء من الصواريخ والعمليات داخل الخط الأخضر .

نحن معركتنا مع الاحتلال والمحتلين على أرضنا المحتلة عام 67 في إطار الشرعية الدولية .

أعتقد أن استمرار عزل القضية الفلسطينية هي مصلحة شارون ، ونحن يجب أن نساعد على فك العزلة عن قضيتنا من خلال برنامج سياسي نضالي قابل للتحقيق وواقعي وشعبنا قادر على حمله ويكون جزءا من المبادرة العربية ولا يتعارض مع الشرعية الدولية ، هذه المسألة يمكن أن تشكل أساس لدحض كل الذرائع  شارون على الأقل أمام الأسرة الدولية ، في ذات الوقت يمكن أن تعيد القضية الفلسطينية إلى حيويتها وحركتها في البعدين الإقليمي والدولي .

الشبكة : تطالب ببرنامج سياسي نضالي ، هل يعني اننا من عام 2000 حتى هذه اللحظة لا نملك أي برنامج ، وما نقوم به ليس سوى ردات فعل ، وما هو المطلوب لتحقيق برنامج نضالي وسياسي بعيدا عن الانفعالية ؟.

العميد الرجوب : لا أستطيع القول أن القضية قضية انفعالية والانتفاضة كانت عفوية وردة فعل طبيعية على الاحتلال وعلى العدوان وعلى الاستيطان وعلى التنكر للاتفاقات وعلى تصعيد وتيرة القمع والحصار على الشعب الفلسطيني  هذه حقيقة غير خاضعة للنقاش ، وفي الطيف السياسي الفلسطيني ، هناك الفصائل التي لكل منها أجندة سياسية خاصة بها وأهداف ومبادئ ومنطلقات . وبرأيي أنه وبعد أربع سنوات من الانتفاضة آن الأوان لأعادة النظر في مجمل الأهداف والمنطلقات لكافة القوى السياسية بما يضمن برنامج أجماع وطني يحقق للشعب الفلسطيني حد أدنى من الحرية والاستقلال ، وفي ذات الوقت العرب يكونوا قادرين  على حمل هكذا برنامج ، وأن لا تعترض عليه الشرعية الدولية ، هذه قضية ضمن أبجديات العمل السياسي النضالي ، مسألة برغماتية وواقعية واستخلاص العبر ، والتكيف مع موازين القوى ، ومع الظروف الموضوعية التي تعيشها حركة التحرر وهي جزء من النهج والفهم التي مرت به حركات التحرر عبر التاريخ ، وأن يأتي الخير متأخرا خيرا من أن لا يأتي .

فوجود برنامج سياسي يمكن للعرب والأروبيون والروس من تبني مشروعنا لمواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يسعى إلى نفي فلسطين كأرض وشعب  بقوة القوة ويسعى إلى قتل فكرة وجود دولة قابلة وقادرة على الحياة .

النضال يجب أن لا يكون شكل من أشكال الانتحار ، بل وسيلة ليحقق هدف شعبنا للعيش بكرامة وحرية على أرضه وينهى معاناته وآلمه وحصاره واحتلاله .

الشبكة : الحوار الوطني أين هو  من هذا البرنامج ؟ كانت هناك جلسات للحوار  عقدت في القاهرة ، وتم الاتفاق على وثائق معينه ، ولكن هذا الملف لم ينهى ، ما هو المبرر وراء ذلك ؟.

العميد الرجوب : الحوار  هو الوسيلة لتحقيق البرنامج السياسي النضالي ، وهو متواصل في رام الله وغزة وفي القاهرة ، حوار مباشر وثنائي أيضا ، ومن خلال الاتصالات بين كل الأطياف السياسية الفلسطينية مع فتح والسلطة ، لم ولن يتوقف إلى أن يتم إقرار  برنامج سياسي نضالي .

ولكن التصعيد العسكري الإسرائيلي وبعض العمليات الإسرائيلية الخارجية لنقل بعضها إلى ساحات دمشق شوشت وتشوش على التوصل إلى هكذا برنامج ، ولكن رغم المرارة والقسوة والوضع الصعب الذي نعيشه لن نيأس وسنواصل الحوار وسنكثفه بما يضمن برنامج سياسي نضالي مثلما قلت قابل  للتحقيق ، وممكن أن تكون الدول الصديقة والحليفة قادرة على تسويقه في كل المنابر والمستويات الدولية .

الشبكة : هل ينعى أن كل الفصائل كانت موافقة على هذا الملف " برامج الحد الأدنى" ؟.

العميد الرجوب : بتقديري أن كافة الفصائل لم تكن بعيدة عن المفهوم ، وكانت هناك مواقف مواقف واضحة من كل الأطياف السياسية ، بعض القوى أبدت قلقها وهي تريد ضمانات بالنسبة لإسرائيل وضرورة التزامها بما يجب أن يرتب على هكذا ا مواقف له علاقة بوقف العدوان والاغتيالات والحصار والانسحاب  إلى 28 سبتمبر ، وهذه الضمانات لم تتوفر .

فالإدارة الأمريكية متورطة في هذا  العدوان ، وشارو نلا مصلحة له لأن يكون هناك اتفاق فلسطيني له علاقة بالشرعية الدولية وله علاقة بالواقع والمنطق .

الشبكة : إذن يمكن أن تكون أحد الأهداف على العدوان على غزة هو تعطيل الحوار الوطني للحد من الدور المصري ، أم أن هناك تفسير أخر ؟.

العميد الرجوب : العدوان الإسرائيلي له مصلحة بأفشال كل الجهود  الاقليمية والدولية التي تسعى إلى إحتواء العدوان ، وكذلك تسعى إلى افشال الحوار وكذلك قضية تأهيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأعادة صياغتها في مؤسسة مهنية حسب خارطة الطريق .

الشبكة : الان نأتي على الدور الأمريكي  ، فما يؤكده الرئيس الأمريكي هو رؤياه بأقامة دولة فلسطينية ، وفي ذات الوقت فهو يهاجم الرئيس عرفات ؟.

العميد الرجوب : الرئيس بوش هو أسوء رئيس في تاريخ أمريكا بالنسبة للعرب وللمسلمين ، فهذه الإدارة تبنت الموقف الإسرائيلي وكذلم من الحرب على العراق حيث لها علاقة بأمن إسرائيل وبالنفط وليس لها علاقة بخلع نظام ، لأن ما يحصل في العراق من جرائم الأن أسواء مما كان يحصل في العراق من جرائم زمن صدام حسن .فصدام كانت عنده دولة وأمن واستقرار ، والأن لا يوجد أي عراقي يشعر بالأمن حتى بمن فيهم جماعة أمريكا وعلى الجلبي .

وفي موضع التهديدات للرئيس عرفات ، أعتقد أنها ورقة يستخدمها بوش في محاولة لتبرير عجزه ، أو عدم رغبته في ممارسة الضغط الكافي على إسرائيل لوقف عدوانها العسكري أحادي الجانب .

وبتصرف الإدارة الأمريكية المنحاز كليا لإسرائيلي والتي جعلت الإدارة الأمريكية علاقاتها الدولية صعبة بدلا من قيادة العالم بقيم واقتصاد وبرامج سياسية حتى برامج الأصلاح السياسي والاقتصادي من موقع التزامها بمواثيق الأمم المتحدة تتصرف من موقع إصرارها على فرض إرادتها ومصالحها ، وتتصرف على أساس أن إسرائيل هي جزء منها وتسعى لتوفير أمنها وحماية عدوانها .وأرى أن كل الملفات مفتوحة ، فشارون في عام 83 إدين  في المحاكم الإسرائيلية ، وفي الخمسينات إدين في جرائم ، زقال عنه رئيس الوزراء الأول لإسرائيل بن غورين بأنه مفطوم على الكذب ، وشارون رفض أوسلو وكل الاتفاقات ، وما زال يرفض اعتبار الأراضي الفلسطينية أراضي محتله متنكرا لكل المواثيق الدولية ، وشارون في نظر الإدارة الأمريكية الحالية داعية سلام وهذا ما يعكس عمق ارتباط العدوان الإسرائيلي بالإدارة الأمريكية .

الشبكة هناك من يقول بأن اللجانب الفلسطيني لم الأمريكي جيدا ، ام ان الولايات المتحدة لم تمنح الفرصة للجانب الفلسطيني للحديث معه بصراحة ووضعها أمام مسئولياتها خاصة بالنسبة لخارطة الطريق ؟.

العميد الرجوب : بلا شك أنه كان لدينا تكتيكات خاطئة ، ولكن هذه التكتيكات الخاطئة لا علاقة لها بطريقة عرضنا لموقفنا مع الإدارة الأمريكية فهي اتخذت موقف معادي من اليوم الأول من استلام جورج بوش لسدة الحكم ، فالرئيس بوش رفض مصافحة الرئيس عرفات قبل 11سبتمبر ، وقبل خارطة الطريق ، وهذا يؤكد أن لهذه الإدارة منذ اليوم الأول انسجام مع المشروع الإسرائيلي اليميني  الذي يعرض مصالح اتلأمريكيين للخطر . ولكن هذا لا يعي أن لا يكون هناك تقييم ودراسة لتكوين علاقات مستقبلية مع الأمريكيين .

الشبكة : هل يعني هذا اننا سنهيد ترتنيب الأوراق نحو الأمريكيين ، خاصة وهي على أبواب الانتخابات ، فربما يفوز بوش مرة أخرى ، أو كيرى ، فهل سنرتب أوراق أخرى إذا ما جاء بوش ؟.

العميد الرجوب : يجب تقييم أوراقنا وخطواتنا وتحركاتنا دوما ومع كل الأطراف الدولية وبشكل خاص مع الإدارة الأمريكية فهو الطرف الوحيد القادر في التأثير على الساحة أكثر من أي جهة أخرى . ولكن الذي يتحمل مسئولية عدم وجود جسور مع السلطة الفلسطينية هو الطرف الأمريكي .

حيث أخذت موقف معادي ، وقررت قطع كل علاقاتها واتصالاتها مع السلطة ، وسعت إدارة بوش لإيجاد قياد فلسطينية بديلة ، وبحثت عن فلسطيني يكون مندوبا ساميا لإدارتها ، والكرة الأن في ساحة الإدارة الأمريكية الأمريكية الجديدة . ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد على الجانب الفلسطيني استحقاقات والتزامات يجب القيام بها ، فيجب ترتيب بيتنا ، وطرح برنامجنا وأهدافنا التي نسعى إلى تحقيقها ووسائلنا التي سنمارسها لتحقيق هذه الأهداف ، وإذا ما تم ذلك فأن الإدارة الأمريكية ستكون في موقف حرج على الصعيد الدولي ، وبرأيي أن الانتخابات الأمريكية محطة مهمة ، بحيث يجب أن نصل إلى هذه المرحلة وبيتنا مرتب ، إن كان ذلك في تنظيم أجهزتنا الأمنية أو في الاتفاق على برنامج سياسي أو في إقرار الوسائل النضالية والأتفاق على الجغرافيا التي يجب أن يكون عليها النضال بحيصث نكون واضحين ، فالنضال والمقاومة بالنسبة لنا  وهو انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، ووقف معاناة شعبنا .

الشبكة : الحديث المتكرر حول الصلاحيات الكاملة لرئيس الوزراء أحمد قريع بما يتعلق بالملف الأمني ، والدعوة إلى الرئيس عرفات بمنح رئيس الوزراء هذا الملف ، فكيف ترى هذا الحديث ، هل هو فعلا من أجل المضي قدوما  خطوات نحو تطبيق خارطة الطريق كما تقول الإدارة الأمريكية ، أم هو فرض الأمور على الواقع الفلسطيني الداخلي ؟.

العميد الرجوب : هذه ذرائع سخيفة ، وأنا لا أعتقد أنه يجب أن نأخذ بتعليمات  من البيت الأبيض . الرئيس ياسر عرفات ما دام هو الرئيؤس المنتخب فلديه كل الصلحيات التي ينص عليها القنون والنظام والتي يجب أن يمارسها .

لقد أرادوا محمود عباس أبو مازن رئيسا للوزراء ، وعملوا مع أبو مازن على مدار 130 يوم  فماذا قدموا لأبو مازن ، لم يقدموا أي شئ . ما يقال عن نقل الصلاحيات لرئيس الوزراء كلمة حق يراد بها باطل في بعض الجوانب  ، والأهم من ذلك أن  الرئيس عرفات لم يمنع وزير الداخلية أو رئيس الوزراء من ممارسة صلاحياتهما ومسئولياتهما .

إن ممارسة الصلاحيات والمسئوليات لها علاقة  بوقف العدوان ، وإذا لم يمارس الجانب الأمريكي ضغوطه على الجانب الإسرائيلي لوقف عدوانه وتمكين السلطة من بناء أجهزتها وتفعيل دورها لتحقيق الأمن العام للمواطن .

لقد صادق الرئيس عرفات في السابع من شهر تموز الماضي على مرسوم يعيد صياغة الأجهزة إلى ثلاثة أجهزة ، والجانب المصري سيساعدنا في ذلك . والإسرائيليون منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة يحاولون تقويض أي جهد له علاقة ببناء المؤسسة الأمنية أو بأصلاحها .

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع