رسالة مفتوحة الى المجلس التشريعي الفلسطيني..يوسف الشرقاوي


بسم الله الرحمن الرحيم


الإخوة هيئة الرقابة الموقرة في المجلس التشريعي،

 الأخ الدكتور حسن خريشة المحترم


تحية الوطن،


يدخل مجلسكم الموقر اليوم امتحانا صعباً ليس أقله نزع ثقة الشعب بأدائه التقليدي المتمثل بسن القوانين ومراقبة وتصويب أداء السلطة التنفيذية بعد أن نجحت وتمكنت هذه الأخيرة من تهميش دوركم بسبب مواقف بعضكم الهشة وضعف إرادتهم في أن يأخذ المجلس دوره كاملاً في الحياة السياسية أسوة بالمجالس النيابية في الدول الأخرى. هؤلاء البعض يوالون السلطة التنفيذية من أجل الفوز بمنصب وزاري أو الحصول على مغنم مادي. إنهم لا يصرون على مبدأ الديمقراطية والمحاسبة لما في ذلك من إخلال بمصالحهم الخاصة التي تغذت دائما على مصالح الوطن والمواطنين. لقد حولكم هؤلاء وهم كثرة إلى مجرد أداة بيد السلطة التنفيذية تحرككم حسب أهوائها في منح الثقة أو سحبها.


مجلسكم، أخي الكريم، ليس مجلسا تشريعيا يحرس الشعب وإنما مجلس مستوزرين. هكذا ينظر إليكم الشعب الذي يعبر دائما عن خيبة أمله وسوء صنيعكم. كان لدى الشعب أمل في تصحيح الأوضاع ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، لكن مجلسكم كافأ الفاسدين ونصبهم وزراء وناقض كل الثوابت والأخلاق الفلسطينية.
كما أن مجلسكم لم يحرك ساكنا في مواجهة الذين يفتحون خطوطا مع جهات دواية معادية متعددة. بعض المستوزرين ومن أعضاء المجلس يذهبون إلى واشنطون للمساومة على فلسطيني، وآخرون يقابلون طوني بلير العدو اللدود لنا وللعرب، بينما ينسق آخرون جهودهم مع صهاينة للخروج بحل يطلعون له على هذا الشعب الذي يقدم التضحيات الجسام.

 
وعلى الرغم من أن بعض الموقعين على وثيقة جنيف أعضاء في مجلسكم الموقر، قدورة فارس وحاتم عبد القادر، والبعض الآخر وزراء سابقون، ياسر عبد ربه ونبيل قسيس وهشام عبد الرازق، ومستوزرون جدد مثل احمد اغنيم أو من وقف خلفهم وأيدهم وتمنى أن يكون معهم، محمد الحوراني وجمال الشوبكي إلا أنكم لم تحركوا ساكنا. مارس هؤلاء التضليل والمراوغة وعبادة الذات استعدادا لتقديم تنازلات استراتيجية مجانية لحساب هذا الكيان الغاصب تمهيداً لدور لاحق لهم أخطر من دور نخبة السلطة الحالية لأنهم لا يزالون عند عقدتهم ورغبتهم القديمة في ?لتقاط اللقمة الدسمة على أي مائدة ومزاحمة النخبة آنفة الذكر على الدور المنوط بها تاريخيا للتوصل إلى تسوية مع العدو تلحق الضرر الفادح بالقضية الوطنية، واهمين بأنهم سيحدثون خرقاً داخل المجتمع الإسرائيلي من خلال تعاقدهم اليومي مع الفضائيات ( لتلفزتهم )

 
جراء هذا التنازل لدخول المعترك السياسي أو لعودة بعضهم لأي وزارة (ياسر عبد ربه) متعهد الانشقاقات في الساحة الفلسطينية، في الشعبية والديمقراطية. تعهد هذه المرة بشق الشعب الفلسطيني وأهم فصائله الوطنية، حركة فتح.


من أوليات آثار هذه الوثيقة (جنيف) المرصود لها قرابة عشرة ملايين دولار من الحكومة السويسرية أنها ألحقت الضرر الفادح بجوهر القضية الفلسطينية وصلبها (قضية اللاجئين) على المستوى الدولي. أشار بيان الاتحاد الأوربي بوضوح إلى أن حق العودة يعني حق العودة إلى أراضي الدولة الفلسطينية، وليس إلى "?سرائيل" مما يعني أن هذا الفريق المتطوع الواهم بكسب أوروبا إلى جانب الموقف الفلسطيني بعد توقيعه على هذه الوثيقة قد خاب. تبنت أوروبا الموقف الإسرائيلي وهو رفض حق العودة للشعب الفلسطيني الذي تضمنه قرار ت الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 194.


يبقى القول أن الأفضل لهذا الفريق الذي يعتبر نفسه قيادة مستقبلية للشعب الفلسطيني توظيف تفكيره واجتهاده لتنظيم البيت الداخلي الفلسطيني والعمل على تعزيز وترسيخ ثقافة المقاومة والانتفاضة لإجبار العدو على دفع فاتورة الاحتلال بالكامل وعلى كل الصعد لا أن يقبلوا لأنفسهم أن يكونوا وزراء صوريين للتغطية على جرائم الاحتلال وتوسعه الاستيطاني ورسم حدوده السياسية الجديدة على الأرض بواسطة جدار الفصل العنصري لتبديد الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة الخالية من الكتل والتجمعات الاستيطانية وعاصمتها القدس الشرقية كاملة (وليس استجابة للإملاء الإسرائيلية في القدس ما لنا لنا وما لهم لهم لأن تطبيق هذا الشعار يعتبر إضفاء الصبغة اليهودية على المدينة المقدسة) والسيادة الكاملة غير المنقوصة على الحدود والمياه والأجواء والمقدسات وعدم التفريط بالحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة والتمسك بقرارات الشرعية الدولية أساسا للحل العادل، والى أن يتحقق ذلك لا بد من تعزيز وترسيخ ثقافة المقاومة والانتفاضة لأن الجوهر وكلمة السر هنا "كنس الاحتلال وإلى الأبد". الوطن باق والاحتلال إلى الزوال .

 
ما هو موقف مجلسكم الموقر من هذا الفريق المتطوع. وإلى متى يبقى مجلسكم الموقر رهينة لأهواء كتلة الحزب الحاكم؟
لا فضل لعربيٍ على عجميٍ إلا بالتقوى، ولا فضل لعضوٍ على آخر إلا بصدق الموقف والانتماء ونزاهة الأداء .

بسم الله الرحمن الرحيم "قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر" صدق الله
العظيم.

والله من وراء القصد
اخوكم
يوسف الشرقاوي

 

 

 

الى صفحة القائمة السوداء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع