الى الشئ المسمى أحمد الربعي:

عندما قرأت مقالك في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 24-3-2004 بعنوان (كفاح....كاميرات التلفزيون) انتابني شعورين:

فأما الأول: هو شعور بالحزن و الأسى لأنه لازال بين العرب و المسلمين الكثير من الأقلام العميلة، المريضة، الرخيصة، و المأجورة "امريكياً / اسرائيلياً" للترويج لأهدافهم و غاياتهم البغيضة في بلادنا، و لكن بلسان و قلم عربي مريض، ذليل، تابع، لا يعرف للكرامة و العزة اقل معانيها. و لا يفقه من دين الاسلام شئ، "هذا اصلاً اذا كنت تؤمن بالإسلام و مبادئه و تعاليمه.

ماذا يعرف أمثالك عن القادة الفلسطينيين الذين "يتسابقون" الى شاشات التلفزيون لتهديد العدو و وعيده؟

 أليس من الشرف و الفخر لهم ان يتسابقوا لهذا، أم تريدهم أن يتسابقوا لكازينوهات لندن، و هارودز، و ماركس اند سبنسر اليهودي، و عاهرات لندن و غيرها كما يفعل من هم على شاكلتك؟

أم تريد منهم ان يفروا كالجرذان كما فعل بني جنسك عندما غزاهم صدام، و اصطفت طوابير سياراتكم الفاخرة على حدود السعودية، لتأتي طائرات "أصدقائك" و تحصدهم حصداً كالجراد "على أنهم عراقيون" فيما عرف آنذاك ب (طابور الموت)؟

أما الشعور الثاني: السعادة المطلقة، لأنك و "بحماقة نادرة الوجود" ناقضت نفسك بنفسك، فلقد طلبت عدم "القاء النفس الى التهلكه و الإنتحار امام عدو قوي جداً، و يملك ما يملك من تكنولوجيا القتل و التدمير" فنحن "نحب الحياة و لا نريد الموت لأجل الموت" و نسيت أن هذا العدو الذي تتبجح بقوته و كأنك منه، لم تسعفه كل هذه القوة الإ بقتل رجل مريض، مقعد، لا يقدر حتى على الحركة، و لأنه أقوى من هذا العدو بإيمانه، و عقيدته و عزمه على بذل الغالي و الرخيص في سبيل الله.

و لن أجيبك كما فعل بعض مشاهدين الجزيرة منذ زمن في احد البرامج التي كنت ضيفاً "ثقيلاً" فيه، فشتموك و نعتوك بأقبح الكلام و الصفات، و ان كنت قد نسيت، فيمكنك مراجعة ارشيف قناة الجزيرة لبرنامج الإتجاه المعاكس.

و لكن أجيبك أولاً بقوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) و أنصحك بمرجعة طبيب العيون، لعله يصف لك نظارات أقوى لتستطيع أن تقرأ هذه الآية الكريمة، و لكن لا أظن أمثالك أبداً سيفهموها.

و ختاماً: يحضرني بيت من الشعر ذكرني مقالك فيه، الا و هو:

                                              وجهك يا فلان فيه طولُ   و في وجه الكلاب طولُ

بشهادة شيخنا الحبيب أحمد ياسين، و كل شهيد يحيا على أرض فلسطين الطاهرة، تبدأ لهم و لنا حياة جديدة، لا مكان فيها لأمثالك الإ مزبلة التاريخ.

فلسطيني من لبنان
 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع