عضو اللجنة الحركية العليا لفتح سمير المشهراوي في مقابلة مع الرسالة
■ مايجري ليس مجرد صراع في فتح ...بل محاولة لاصلاح جدي
■ البعض لم تعجبه نتائج الانتخابات الداخلية لانها في صلاح " الاصلاحيين "
■ على ابو عمار ان يتحمل المسؤولية الاولى ...لكن لايجب حشره في كل شئ
قطاع غزة - وسام عفيفة - عمر احمد -يعتبر سمير المشهراوي من الشخصيات البارزة و الفاعلة في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ,و قد تقلد عدة مناصب تنظيمية و في اجهزة الامن الفلسطينية في لقائنا هذا فتحنا العديد من القضايا الساخنة مثل الصراع داخل فتح ورؤيتها للاصلاح وتعاطي ابو عمار ودحلان في الاحداث الاخيرة .
*إلى أين تسعون للوصول من خلال تحركاتكم واحتجاجاتكم ؟
نحن حريصون أن تستمر احتجاجاتنا بطريقة سلمية ومن خلال أدوات ووسائل لا تقود إلى الاقتتال أو الفتنة الداخلية وذلك لقناعتنا أن اللجوء إلى العنف لا يحقق الغايات النبيلة، وما يعزز هذا الموقف وهذا الاتجاه هو انضمام الآخرين الذين يقف بعضهم موقف سلبي وموقف المتفرج وأقصد هنا القوى الوطنية والإسلامية من خلال اعتبار ذلك صراعاً داخلياً في فتح والسلطة وهم بذلك يعفون أنفسهم من هذه المسئولية.
*لكن القائمين على الفساد والمحاربين له هم بالفعل من داخل فتح التي كانت دائما متفردة بالقرار والوضع برمته؟
هذا أيضاً يحمل نوعاً من الانتهازية بمعنى أن يقال "فلننتظر ما يحصل بينهم في فتح" وكما يقول المثل: "فخار يكسر بعضه" وحتى لو كانت هذه الأزمة في فتح فهي بالتأكيد تنعكس على الوضع الفلسطيني برمته.وأنا لا أعتقد أن الصراع في هذه المرحلة شخصيا أو يختزل على انه صراع نفوذ ولو كان صراع نفوذ لما كنا ندعو الفصائل إلى المشاركة جنبا إلى جنب ولا يمكن أن ندعو إلى إصلاح وطني واتقد انه يمكن اختبار ذلك من خلال المبادرة وموضع هذا التيار في فتح موضع الاختبار ولكن الفصائل للأسف لم تتعاطى مع الموضوع بشكل جدي
*ألا تعتقد أن معظم الخطوات التي تمت حتى الآن تشير إلى التفرد من خلال عمليات الخطف وغيره من الأشكال الاحتجاجية التي أثارت الأزمة.
هناك خلط في الأوراق لمجرد اعتبار عمليات الخطف هي من مسؤوليتنا ومن مسؤولية هذا التيار في فتح ليس لنا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بذلك حتى كتائب شهداء الأقصى نفت أي علاقة بذلك، ومن يقف وراء ذلك واضح بالأسماء والأشخاص والأسباب معروفة، وكل الأمور واضحة بأدق التفاصيل ونحن نتحدى أن يكون لنا علاقة بعمليات الخطف كما أن موقفنا كان واضحا، إنه لا يجوز إخراج حتى أولئك الفاسدون بهذه الطريقة المهينة ولكن وفق القانون وفي نفس الوقت طلبنا من القيادة الفلسطينية أن تدرس الأسباب التي أدت بهذه المجموعات لهذه الأمور.
*هل هذا يعني أن فتح ركبت موجة الأزمة وليست حركة طبيعية تهدف إلى الإصلاح؟
فتح طرحت موضوع الإصلاح منذ سنوات رغم أن ذلك لم يكن مرغوبا فيه أيضاً, وفتح إذا أرادت علاج هذه الأزمة لكان بمقدورنا استغلال الفرصة لنقول: "إلى هذا الحد كفى", ولكننا الآن نريد شراكة حقيقية لان في وضع غاية في الحساسية والتعقيد , نريد أن نتساوى، وللأسف لا يعجبهم إذا صمتنا ولا يعجبهم إذا خرجت الأصوات لتنادي بالإصلاح ودائما الحجة: الوقت غير مناسب، وأنا أعتقد أن هناك ارتباكاً على المستوى الوطني فمن السهل على الفصائل أو أي جهة أخرى أن تقف موقف المشكك وترى في ذلك مبرراً كافياً لموقفها, وأنا أعتقد أن الموقف الوطني يجب أن يكون اكثر إيجابية يطرح برنامجاً إصلاحياً من قبل الفصائل ومؤسسات العمل الأهلي والمثقفين لأن الفصائل عجزت على مدار أربع سنوات من بلورة استراتيجية واحدة.
*إذاً ما هو المطلوب الآن ...هل نبدأ بإصلاح السلطة أم إصلاح فتح ؟
لا شك أن أي خلل في فتح ينعكس سلبا على السلطة لان فتح بمثابة الحزب الحاكم لكن هذا الأمر ليس مطلقا ... فإذا كان لدى الفصائل برنامج وطني فيمكن الحشد من أجله حتى داخل فتح.أعتقد أيضاً أن فتح انطلقت في عملية ديموقراطية في الآونة الأخيرة ونحن نعوّل على هذه العملية لكي تعيد بناء العمل المؤسساتي والتنظيمي ولكي تخرج فتح من حالة الركود نتيجة غياب الأجيال الشابة والمحاسبة والشفافية ولكن نتائج هذه الانتخابات لم ترض جزءاً من حركة فتح التقليدية التي يرون أنها جاءت لصالح التيار الإصلاحي أو أحياناً يسمونه تيار دحلان وعليه صارت هناك العديد من الجهود لعرقلة هذه الانتخابات.
إن ما أفرزته الانتخابات كان مرتبطاً بالمنطلقات والثوابت وأبناء فتح الذين يغارون علي مستقبلها وتضحيات الآلاف من الشهداء في حين حفنة قليلة يلطخوا اسمها الأمر الذي جعلنا نخرج عن صمتنا , للمطالبة بالإصلاح ودعوة القيادة لوقف المفسدين الذين ابتزوا وسرقوا أموالنا وانتهكوا الأعراض ونحن نعتقد أن الحكم في هذا الموضوع هو من اختصاص الجهاز قضائي نزيه ومستقل يستقبل الشكاوي من الأهالي حتى يستطيع أن يعيد الاعتبار لشعبنا للانطلاق في المقاومة والتحرير لأنه لا يجوز ان يظلم شخص في رفح أو بيت حانون أو جنين في حين يتربع آخر في موقع متنفذ ويستفيد منه ودخله عشرات أضعاف الفلسطيني العادي كل ذلك يجعل طرحنا بعيدا عن نظرية المؤامرة أو تدخل جهات خارجية
*ألا تعتقد ان ما يحدث مجرد ثورة غضب واحتقان وان الدافع الأساسي ليس الإصلاح وان ما يجري ليس اكثر من غمامة صيف؟ خصوصا وان من بدأ بتحريك الأزمة هي مجموعات عسكرية وليس سياسيين مثل كتائب شهداء الأقصى؟
لا دعوات الإصلاح موجودة وقائمة أصلا منذ زمن ولكن اليوم هناك دوافع لدى أبناء حركة فتح لم يعد يحتمل أن يوضع المناضل في الحركة في كفه والفاسد في كفة أخرى وإلصاقهم في حركة لها تاريخها الطويل والمشرف لكن الأحداث الأخيرة المتمثلة بعمليات الاختطاف والحرق لمقرات أمنية غير مقبولة علينا خصوصا أن من يداوم فيها اخوة لنا لا ذنب لهم انهم موجودين في هذا الجهاز وهي حالة تنفيس احتقان وتعبير عن سخط ولكنها ليست هبة عاطفية لأنها موجودة قبل فترة يعبر عنها بأشكال مختلفة وربما عندما متابعة حالات الاختطاف والتحقيق فيها ربما يكتشف جهات أخرى تقف ورائها وربما من خطط لها كان يقصد لإجراء تعيينات.ولاشك أن العملية تحتاج إلى تدخل حقيقي من القوى والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين لان إذا تم حصر الأمر في الكادر الفتحاوي ومقاتلي كتائب شهداء الأقصى ربما يصل هذا التيار إلى حالة من الإحباط عندما يجد أن الإصلاح لا يعني أحداً.لكني اعتقد أن من رفع صوته عاليا من شهداء الأقصى والكوادر الفتحاوية قد علقوا الجرس وان ذلك مجرد بداية لاعادة اصلاح الوضع الوطني برمته وفق رؤية شاملة يخرجها من آلياتها القديمة .
ويجب ان نعترف انه في الماضي لم تكن باقي الفصائل بهذا الحجم والوضع كما هي عليه اليوم لذا يجب ان نبني شراكه وإعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية من خلال اشراك حركة حماس والجهاد الاسلامي واعادة الرقابة على التوظييف والمال العام واعادة هيكلة المؤسسات بما يتناسب ومصالح شعبنا فلا يعقل ان يكون بعض من في السلطة في هذا الترف ونحن في مرحلة مقاومة وتحرير
*ما هو تقييمك لتعاطي ابو عمار مع هذه الازمة ؟ وهل هو مسئول عما يجري؟
اقول ان ابو عمار هو صاحب القرار وهو المسئول الاول والاخير الذي يتخذ القرارات ويرسم السياسات واي نتائج يجب ان يتحمل القسط الاكبر منها لا ان نقول عندما تحدث اخطاء ان ابو عمار لا يتحمل المسئولية من هنا وجهنا ندائنا لابو عمار وناشدناه ليغير من واقع الحال وان يدعو الفصائل للمشاركة وان يتم الإصلاح ونحن من حقنا ان نستخدم كافة الوسائل المشروعة للضغط في هذا الاتجاه لكن من الجائر ايضا حشر كل الموضوع في شخص ابو عمار لانه من يمنع ان يقوم وزير بالإصلاح والشفافية في وزارته . من هنا كيل الاتهام لابو عمار بشكل كامل غير دقيق وغير صحيح واعفاءه ايضا غير صحيح, لان بامكان ابو عمار عمل الكثير وما كان يصلح بالامس لا يصلح اليوم في التعامل مع الازمات في خارج الوطن
لقد ثبت اننا لم نستطع بناء مؤسسات قضاء مستقل او تطبيق القانون الاساسي الذي كان يجب ان يصادق عليه الرئيس وان يكون هناك فصل بين السلطات الثلاث
*ولماذا لم يفعل ابو عمار كل ذلك ؟ هل هو معني باستمرار حالة الفوضى ام هل يخشى من منافسة اطر اخرى مثل دحلان , خصوصا في ظل حصاره؟
لاشك ان حصاره واستهدافه من امريكا واسرائيل ساهم بشكل كبير في خلط الاوراق وضبابية الرؤيا وخلق عدم الثقة بكل ما يحدث وثقته بالاخرين حتى فيما يتعلق بابناء فتح القريبين منه لكني اؤكد ان الغالبية الفتحاوية تدعمه وتتمسك به وتطالبه بان ينهي علاقته ببعض الفاسدين من حوله ،من هنا اقول ايضا ان الكثيرين ممن هم حول ابو عمار ساهموا في عملية تضليله واوغروا صدره على اقرب الناس مثل ابو مازن ودحلان .
اما فيما يتعلق بمحمد دحلان فلا يوجد مبرر لفكرة ازاحة عرفا ت والسؤال كيف يمكن ان يتم ذلك هل بانقلاب عسكري ؟
اذا كان الشعب ساخطا على سلطة منتخبة وعلى رأسها رمز تاريخي فكيف ستقبل قائد بانقلاب عسكري
*لكن دحلان يعزز وجوده في حركة فتح ؟
من حقه ان يعزز وجوده في فتح ومن حقه ان يعبر عن طموحه الشخصي بحيث لا يتعارض مع المصلحة الوطنية فاذا انتخب في الحركة فهذا حقه واذا انتخب على المستوى الوطني فان ذلك يعني ان الشعب الفلسطيني يرحب به ولا يمكن تدخل اي جهة خارجية ان يكون مقبولا على علينا
*لماذا هذا الموقف من قبل اعضاء اللجنة المركزية لفتح تجاه دحلان؟
ليس فقط ضد دحلان كان ايضا ضد مروان البرغوثي قبل اعتقاله وهو صراع اجيال لا يزال في الاطار الديموقراطي من خلال تعنتهم في عقد المؤتمر العام للحركة
ثانيا: كون ان الجيل الجديد خطف الاضواء وحاز على احترام الشارع دفع ذلك إلى هجوم شخصي على دحلان وغيره دون ان يكون هناك مبرر وطني او اخلاقي وهو ما اصاب دحلان بظلم كبير - لقد اوغروا صدر الرئيس عليه من خلال اختلاق قصص عديدة منها على سبيل ما يطرحه شقيق هاني الحسن (بلال) من ان الاخ ابو مازن لم يشأ ان تقع حرب اهلية في حين ان غيره اراد ذلك - وهو بذلك يقصد دحلان- لذا اسقطت (اسرائيل ) حكومة ابو مازن في حين نسي هؤلاء ان حكومة ابو مازن هي التي تفاوضت مع الفصائل وهي التي توصلت معهم الى الهدنة وقد تركز هجوم اللجنة المركزيى على دحلان لانه يمثل هذا الجيل, في حين تأخذ الفصائل الاسلامية عليه تجربة العام 96 وقمع المقاومة, في حين كان دحلان في ذلك الوقت بمثابة وزير داخلية الرئيس وكان ينفذ تعليماته ولم يجرؤ احد على تنفيذ قرارات اخرى فلماذا يحمل دحلان المسئولية ويبرأ اخرون والان نفس التحريض يمارس ضد فصائل المقاومة في دمشق ومن اولئك الذين اساءوا للرئيس عرفات ولفتح وعلى فضائية الجزيرة احمد جبريل من خلال برنامج شاهد على العصر واليوم يرسل التحية لابو عمار ضد المؤامرة الخارجية
*هناك من يرى انك تمثل واجهة محمد دحلان المقبولة لدى تنظيم فتح ...؟
انا لا اقبل صيغة تصغير الاخرين, ومحمد دحلان يطرح صيغة للاصلاح ومن حق الناس ان يختبروه , ونحن شركاء في هذه الموقف ولا نعمل لدى دحلان, وحتى الاخوة في السلطة الذين قدموا استقالاتهم مثل الاخ رشيد أبو شباك وامين الهندي والاخ جمعة غالي ليسوا موظفين عند دحلان بل شركاء في الرؤيا لكن نظرية التشكيك ونظرية المؤامرة هي السائده وهي تطال قيادات من مختلف الفصائل .
*الا تخشى من ان تتكرر حادثة نبيل عمرو وان تتعرض لما تعرض له كونك احيانا تنتقد الرئيس؟
حادثة نبيل عمرو حادثة جبانة ويجب ان تدان ويجب ان توصف بابشع الاوصاف وتحارب لانه اذا ما بدأنا بالاغتيال السياسي ردا على حرية الكلمة التي نحن في امس الحاجة لها تكون كارثة اما بالنسبة لي فاعتقد ان اي مناضل فلسطيني افنى عمره في الاعتقال والمقاومة لن يحسب حساب لمثل هذه التهديدات لاننا مستعدون ان نضحي من اجل حريتنا ومن اجل ان نضع حدا للفساد وللصوص والمرتزقة الذي دنسوا سمعة الشعب الفلسطيني ولا اخشى ان اتعرض لمثل هذه المحاولة مقابل ابداء رأيي ولو دفعت حياتي ثمنا لذلك