فساد خالد سلام ، وتلاعبه بأموال شعبنا يتحمل مسئوليته عرفات
كل هذا يحدث من وراء ظهر الشعب الفلسطيني

الاربعاء 20 آب 2003


بقلم رشاد أبو شاور

طباعة المقال
أنتظر أكبر الفضائح حتى الآن ـ والتي نشرت القدس العربي في عدد الجمعة بعض تفاصيلها في صدر صفحتها الأولى ، تاريخ 15 الجاري ، ثمّ عادت لتتوقف عند معلومات إضافية في عدد يوم الإثنين 18 الجاري ـ حتى أستغل الفرصة وأرفع صوتي مميطاً اللثام عن وجه الخراب ، ذلك أنني فعلت هذا منذ زمن بعيد ، ومن يتابع الشأن الفلسطيني لا شك يعرف ذلك .
لست بصدد أن أسرد مرافعة تتغنّى بصنائعي ، ومواقفي ، وهي مهما عظمت تتواضع أمام دمعة ابنة شهيد ، وابن سجين ، وأرملة بطل ضحّى بشبابه ، وحسرة أم على فلذة كبدها .

ولكنني أود من كل معني أن يتذكر حتى لايقال بأن الكتّاب الفلسطينيين ، والصحفيين ، والمثقفين سكتوا على الفساد ، والانحراف ، فهؤلاء الشجعان الشرفاء وجدوا دائماً ، وواجهوا ، ويكفي أن أذكّر بناجي العلي الذي تصادف ذكرى ( اغتياله) بعد أيام ، وكم أود أن يعود الناس ليتأملوا رسوماته التي فضحت رأس الفساد ورموزه .

العام الماضي ، تحديداً في شهر حزيران 2002 كتبت مقالة بعنوان : خالد سلام ، أو محمد رشيد ، أو محمد برهان من هو ؟ أهو اختراق أمني أم هو تعبير عن حالة الفساد ؟ . والحقيقة أنني قصدت أن تكون المقالة بياناً للرأي العام الفلسطيني والعربي ، ووزعتها على كل من يعنيهم الأمر ، من قادة سياسيين ، وكتّاب وصحفيين ومثقفين ، وقادة معارضة ، محذّراً من أن أموال الشعب الفلسطيني موضوعة بين يدي فاسدين ، وان المسؤول عن هذا الأمر هو الرئيس عرفات شخصياً ، وهذا لايعفي قيادة فتح ، تحديداً لجنتها المركزية ، والقيادات الفلسطينية الساكتة مقابل الفتات . ولقد أثرت موضوع خالد سلام محذّراً من ضياع أموال شعبنا خاصةً وهي في أيدي أشخاص غير مؤتمنين ، وفي غياب المحاسبة . وخالد سلام ليس اسمه الحقيقي ، ولكنه اسم مستعار ، فهو محمد برهان رشيد ، وهو عراقي تركماني وفد إلى الثورة الفلسطينية في مطلع السبعينات ، وعمل في صفوف الجبهة الديمقراطية ، وقدّم نفسه على أنه يعرف في الكهرباء ، ومن بعد صار يجري مقابلات صحفية ، وترك صفوف الجبهة الديمقراطية ، وأخذ يكتب لعدّة صحف ومجلات فلسطينية تصدر في بيروت ، منها ( نضال الشعب ) ( الثائر العربي ) ـ والعجيب أنها لجبهة التحرير العربية التابعة للعراق ، في حين أنه يطرح نفسه كمعارض يساري هارب من جور النظام !ـ و( الصمود) مجلة جبهة قوى الرفض ...

نشرت المقالة _ البيان في بعض الصحف ، وتمّ تداولها بالفاكسات ، وعلى الإنترنت ، وهذا ما دفع بعض الأشخاص أن ينبهوني إلى خطورة ما أفعل ، وأنني أعّرض حياتي للخطر !...

اتصل بي الحكيم جورج حبش الذي اكن له احتراماً بلا حدود وحيّاني على شجاعة ما كتبت ، وختم مكالمته معي بالعبارة المؤثّرة التالية : دير بالك على حالك يابا .

نعم ، قالها باللهجة الفلسطينية الفلاّحية الطيبة ، وكم أثّرت تلك المكالمة في نفسي ، وشدّت من أزري ، إضافة إلى عشرات المكالمات من مناضلين أعتز بهم .

عندما قلت : لا يهمني البيان السياسي ، بل مال الشعب الفلسطيني ! في منتصف الثمانينات تشكّلت جبهة القوى الديمقراطية من أربعة فصائل هي : الجبهة الشعبية ، الجبهة الديمقراطية ، جبهة التحرير الفلسطينية ، الحزب الشيوعي الفلسطيني .

ولقد جاء تشكيل تلك الجبهة بعد الانشقاق _ سمّاه أصحابه انتفاضة _ الذي وقع في فتح عام 83 ، بغرض حماية وحدة منظمة التحرير الفلسطينية .

بدأت الاجتماعات بين حركة فتح وبين التحالف الديمقراطي في الجزائر ، وقد كان الحضور : أبو علي مصطفى ، وطلعت يعقوب ، وياسر عبد ربه ، وسليمان النجّاب ، وأعضاء من تلك الفصائل منهم كما أذكر : عبد الرحيم ملوح ، أبوليلى ، أبوالعلاء نجم ، وأنا .وكان وفد فتح برئاسة أبو جهاد الوزير وعضوية أبوالهول وهاني الحسن.

في الاجتماع بين فصائل التحالف الديمقراطي دار الجدل حول النقاط السياسية التي يريد التحالف الخروج بها من الحوار ، وبطبيعة الحال البيان السياسي وما سيتضمنه .

وعندما طلب مني أن أدلي برأيي ، قلت ما يلي : سيعطيكم وفد فتح كل ما تريدون سياسياً ، وبياناً يعجبكم ، ولذا أنا لا آبه بكل هذا إلاّ إذا تم الاتفاق على أن تشكّل لجنة تشرف على الأموال الواردة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وتحدد الجهة المعنية بوضع الموازنات ، والمسؤولة عن الصرف بشفافية وعلنية ، أي بصريح العبارة أن ترفع يد ( أبو عمار ) عن المال ، وتنهى هيمنة قيادة فتح على أموال المنظمة ، وهم أحرار في الأموال التي تأتي لفتح من مصادر تخصّها . أذكر أن أبوعلي مصطفى _ رحمه الله _ قال : ولكن يا ( رفيق) هم لن يوافقوا على هذا . فقلت _ ويتذكر من شاركوا في ذلك الاجتماع قرب قصر الصنوبر على البحر _ بشيء من السخرية : ما داموا لن يوافقوا ، فاسمح لي أن لا أناقش في ماذا نريد سياسياً ، لأن من يهيمن على المال ، ويتصرف بها كيفما شاء سيفرض السياسة التي يريد ، ولذا أرجو أن تسمح لي بمغادرة هذا الاجتماع ، والاستمتاع بمشاهدة البحر ، والغابة ، والالتقاء بالفلاحين الجزائريين ...

ماذا أريد أن أقول ؟

المال عصب الثورة ، وهذا ما تعلمناه من دروس الثورات التي سبقتنا . والمال مفسدة الثوّار وهذا أيضا ما عرفناه بالملموس ، والمشاهدة العيانية . وفي ثورتنا الفلسطينية اعتبر الفساد شطارة ، وسادت مفاهيم تليق بالعصابات لا بالثوّار ( هذا ما دفعني لكتابة روايتي :البكاء على صدر الحبيب عام 1974 ) .

أراد بعض المنافقين أن يفسّروا ظهور من يسمى خالد سلام وسطوته وتحكمه بأموال شعبنا ، وحتى العبث بالقضية الفلسطينية ، والاستعداد للتنازل عن حق العودة بأنه ( مؤامرة) ، وان ( أبو عمار ) بريء تماماً مما يحدث .

هنا أتوقف لأسوق مثلين يوضحان ما أرمي إليه .

في عام 79 ، وبعد مؤتمر الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، انتخبت ( أمانة عامة) للاتحاد فرضت عليها أكثرية لتيّار فتح ، وانتزع الاتحاد بعد سنتين على مؤتمر ( تونس) الذي انتخبت فيه قيادة معارضة لخط التسوية الذي برز بعد حرب تشرين 73 ، وتصاعد وتيرة الخطاب السياسي التسووي الفلسطيني .

وقد رتّب لنا اجتماع مع ( أبو عمار) في مقره قرب كليّة الهندسة بالفاكهاني . وفي ذلك اللقاء دار حوار متشعب ، إلى أن توقفنا عند الفساد ، فكان تفسير ( أبو عمار) بأن ( الديرتي وورك ) يعني العمال القذرة تحتاج لناس يقومون بها ، ناس وسخين يعني ...

وكان ردّي : في الثورة الفيتنامية ينفّذ تلك الأعمال التي تسمّى بالقذرة أنظف واصلب وأشرف الناس ، ومن الذين لا يدخنون ، ولا يشربون ، ولا يزنون ، حتى يكونوا مضمونين ، فلا يفسدوا ولا يشتروا .

ولقد احتد الفنان الصديق ناجي العلي ـ وكان قد انتخب في الأمانة العّامة _ وأخذ يخبط على الطاولة محتجاً على كل ما يحدث ومنه حراسة فدائيين بملابسهم المرقطّة للسفارة السعودية ، واقترحت أنا أن يرتدي أولئك الحرّاس ملابس جينز حفاظاً على شرف الزي الفدائي ، خاصة بعد اختطاف المناضل ناصر السعيد !... في آخر الاجتماع دخل القائد اللبناني ، وهو كاتب ومفكّر ، فأصغي للحوار ، واستفسر ونحن نغادر عن سر هذا اللقاء فاخبره أحدنا بأنه بمناسبة انتخاب أمانة عامة جديدة ، وأنه سيكون شهرياً لتبادل الرأي مع القيادة السياسية . هنا ضحك محسن إبراهيم ، وضرب كفاً بكف ، وهو يعلّق : سيكون هذا الاجتماع الأول والأخير ،لأن ( أبو عمار ) لا يلتقي بمن يناقشه ، ويصرخ في وجهه ن ويجادل أساليب عمله ...

وهذا ما كان ! فالاجتماع الأول كان الأخير . الغريب أن بعض الكتاب ، والمثقفين الفلسطينيين برّروا لأبي عمّار ممارساته بحجّة أن الأعمال القذرة تحتاج لقذرين ، وان الشرفاء يترفعون عن ممارستها .

ولقد كان هذا تعليق أحدهم بعد قراءته لمقالتي عن خالد سلام ، لأن هذا التبرير يغطي انتهازية هكذا كتّاب ، وتعاملهم مع ( أبو عمار) وتنعمهم بعطاياه وهباته ونعمه ! .

ذات يوم في دمشق كان الصديق الأستاذ أنيس الخطيب يجلس مع ( أبو عمار) في مكتبه القريب من السبع بحرات ، فدخل أحد ( كبار ) الضباط ،ووقف باستعداد ، وبغتة انهال عليه ( أبو عمار) بالشتائم ، والبهدلة ، والضابط يحني هامته ، وينكس رأسه .

عندما خرج الضابط سأل الأستاذ أنيس وهو عضو مجلس ثوري في فتح ، ومحام مثقف ، أبوعمّار مستنكراً ومستهجناً :

ألا تتوقع يا أخ أبو عمار أن يرد عليك هذا الضابط بكلام غير لائق كالذي وجهته له ، مّما سيحرجك ؟ ماذا كان جواب ( أبو عمار ) :
مش حيعملها ، لأني مبارح مضيت له على مساعدة بعشرين ألف ليرة سوري ! عندما سمعت الرواية علّقت :
أبمثل هذا سنحرر فلسطين ؟! اقصد بمثل هذا الضابط المنكس الرأس ، وبمثل هذا الأسلوب ، والتفكير ! أمّا السيد أنيس الخطيب الذي انتخب أميناً لسر المجلس الثوري لحركة فتح وبأعلى الأصوات ، والذي مارس مهماته كسفير لفلسطين في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد ترك عمله كسفير لأنه رفض أن يكون متسولاً للمال ، وإنما سفيراً يليق بثورة شعب فلسطين ن وحارب الفساد ، وهو يمارس الآن مهنته كمحام حفاظاً على نظافة يده ، وسمعته ، ووفاء لمبادئ فتح التي وضعت لتحرير فلسطين وشعبها .. . هناك فضائح تحدث هذه الأيام ولا يعلن عنها : فضيحة انتقال خالد سلام ، وهي متوقعة جداً ، واحتمائه ( بالقاهرة) ليست الفضيحة الوحيدة ، ولكنها الأكثر صخباً لحجمها الهائل مالياً ، ولأن هذا الشخص المارق هو صنيعة عرفات الذي كان يباهي به ، وبلغ المر به أن يعلن متفجعاً أنه يتمنى لو أن خالد سلام هذا كان إبنه !

الإبن الذي أتقن اللعبة العرفاتية ، وتتلمذ على الأب ( المعلم) سيد التكتيك والمناورة ، ما عادت به حاجة لأب يحتضر ، فهو مع ( الورثة) ، وهو يريد النجاة بنصيبه ، والرياح المؤاتية الآن هي رياح ( أبو مازن) وما يمثله ، ورياح القاهرة التي لها مصلحة في ( تمشية) العملية السلمية وخارطة الطريق عنوانها ، ورضى أمريكا في سلم أولوياتها ، والأموال تنفع بعض ( الناس) هناك ممن بنى خالد سلام علاقات حميمة معهم ...

لا تفسّروا لأمور ، مع ذلك بالمؤامرة لأنها بدأت من العقلية السياسية الفاسدة ، من الفردية وطغيانها والركون إلى أن المال دائم وأنه عنصر القوّة في السيطرة والقيادة والهيمنة والهيلمان !.

هنا أتوقف لأورد فقرة مما كنت كتبته ووزعته ونشر في حزيران 2002 : هل هناك ثورة في العالم أثرى قادتها وكأن دم شعبهم ثروة نفطية ، وهم ( شيوخ) يتصرفون دون رقيب أو حسيب، كما في الثورة الفلسطينية والسلطة المتسلطة على الشعب ، والعاجزة عن الدفاع عنه ، والمتواطئة أجهزتها الأمنية مع العدو ؟

هذا يحدث فقط في الثورة الفلسطينية ولا بدّ من التصدي له ، وفضحه ، وتعريته قبل فوات الأوان ، فقضيتنا الفلسطينية تقف الآن على نفترق طرق ... وتساءلت : لو حدث ( للرئيس) عرفات شيء وهو في هذه السن ، وكل نفس ذائقة الموت ، فهل يعرف أحد من القيادات الفلسطينية ولا سيّما أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح باسم من سجّلت الموال ، أموال شعبنا الفلسطيني ؟ ومن يضمن أن يقّر خالد سلام بهذه الأموال؟ كم سيخفي ؟ ألم يحدث هذا من قبل مع بعض من سجّلت ملايين الدولارات بأسمائهم واستأثر بها أقاربهم بعد موتهم ؟ من منح خالد سلام كل هذه السلطة ؟ من سكتوا وباتوا شركاء في سوء الحال والمال ؟ منذ متى صار خالد سلام هذا خبيراً اقتصادياً ؟ إن شعبنا يفخر بطاقاته الاقتصادية التي أنجبها والتي باتت مشهورة على امتداد الوطن العربي أكاديمياً ومصرفياً وفي مقدمتها صرح البنك العربي ...

هذا بعض ما جاء في مقالتي ـ البيان ، وفي تلك المقالة حذّرت ، ونبهت ، وحمّلت المسؤولية أولاً للرئيس عرفات !..ولكل من سكت ، ونافق ، وارتشى .

إنني أتوجه بهذه المقالة على كل من يعنيهم الأمر بالتالي : هذا الذي يحدث ليس صدفة ً ، وهو لم يبدأ كمؤامرة ، ولكنه تعبير عن مرض استشرى في الثورة الفلسطينية ، مرض الاستزلام ، والفردية ، وانعدام المحاسبة ، واستخدام المال لشراء الذمم والمحسوبين ، وإشاعة أخلاقيات لا تنسجم مع أخلاق شعبنا وبطولاته وتضحياته وعظمته . قبل أيام سمعت ( إشاعة) عن هرب مدير عام إحدى مؤسسات الاستيراد إلى ( كندا) بعد أن ( حشره ) وزير المالية وطلب منه تقديم كشوفات دقيقة عن أموال المؤسسة . وبالمناسبة فأنا أعرف ذلك الشخص منذ كان لا شيء بالمعنى الحرفي ، اقتصادياً ، وتعليمياً ، ومنذ شاءت المصادفات أن ( يعيّن) في مالية فتح كمحاسب صغير الشأن ، ثمّ عندما بدأ رحلة الصعود ، والحق أنه بدا شاباً نظيفاً ووطنياً صادقاً ، ولكنه فسد في ( المالية) بعد سنوات ، وبعد ( أوسلو) لمع كواحد من ( نجوم) زمن السلطة ، وأخذ يلعب بالملايين ... على فكرة : تذكرون قضية السيد جويد الغصين ؟ من يعرف الذي حدث بالتفاصيل ؟ لماذا خطف ؟ هل حوكم؟ أهو بريء أم مدان ؟ . كل شيء يحدث من وراء ظهر شعبنا الفلسطيني العظيم !... قبل أيام زرت ألم الفلسطينية العظيمة ( أم ناظم) أم الشهداء الثلاثة ن فوجدتها تعيش في غرفة بدون حمّام ومطبخ في مخيم شاتيلا ، بعد أن اضطرها صاحب بيت كانت تعيش فيه لتركه أنها لا تملك أجرته !لم تشك ، وبدت متماسكة ، مؤمنة ، صلبة ، وغرفتها نظيفة ومرتّبة . من اجلها ، ووفاء لدماء الشهداء ، وحبّاً بفلسطين ، وحتى لا ينج اللصوص لا بدّ من فضح كل هذا الخراب ، ووضع الحقيقة أمام أيناء وبنات شعبنا . إن خيارنا ليس بين عرفات وأبو مازن ، فالصراع مهما تباين بينهما هو في جوهره صراع على السلطة ، في حين يثور شعبنا ، وينتفض ، ويضّحي من اجل تحرير فلسطين ن وبلوغ حريّته . أمّا الكتاب المبرراتيه الذين رأوا في خالد سلام مجرد منفّذ لأعمال ( الديرتي وورك) فأقول لهم : ها هي اللعبة انقلبت على لاعبها الرئيس ، وها هو شعبنا يدفع الثمن ، وها أنا ذا ارفع صوتي داعياً إلى المبادرة لإنقاذ ثورتنا وانتفاضتنا، وقيمنا ، وأخلاقياتنا ، إضافة على استعادة أموال شعبنا ، وفضح اللصوص جميعاً ، وهي أموال تكفي لو وظّفت بشكل صحيح لصون كرامة اسر شهدائنا ، وأسرانا ، ومناضلينا . قد يرى بعض الفلسطينيين أن ما يحدث هو جزء من المؤامرة على ( قيادة) عرفات ، وهولاء لا بدّ أن يتذكروا أن خالد سلام تمّ تبنيه من ( والده) عرفات ، وان عرفات وضع كل أوراقه في يد نظام الحكم المصري ، وان عرفات أسس المدرسة العرفاتية التي لها تلاميذ تفشّوا في أجهزة السلطة ، وفي فتح ، وهؤلاء سفراء ، وقادة أجهزة ، ومديرو شركات ومؤسسات ، وهؤلاء يضعون مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار ، وهم يلعبون لمصلحتهم مع إبداء الولاء ( للرئيس) ، فإذا مالت الريح مالوا معها واغتنموا الفرصة . إنهم تلاميذ نجباء في المدرسة العرفاتية ، ولذلك فلا يهمهم مصير رئيسهم ، ولا يشغل بالهم ما يعانيه في ( المقاطعة) ، فهم اعتادوا على أن يسخروا من لغة العواطف ، والحفاظ على الولاء ، والصدق في العمل ، فالثورة شيء و..تدبير الشؤون الشخصية شيء آخر !... أمّا نحن ، ونحن نأسى لمصير الرئيس عرفات فإننا بالتأكيد نرفض ( مدرسته ) التي نرى تلاميذها وقد تأستذوا في إجادة ( فنونها) واشتدت سواعدهم ..يرمون ( المعلم) ويتركونه لمصيره دون وفاء ، لأن الوفاء لم يكن يوماً هاجساً في ممارسات هؤلاء ... نحن كشعب فلسطيني لا بدّ أن نستعيد من هؤلاء المارقين أموال شعبنا ، وننزع عنهم إي شرعية يحتمون بها ، وإلاّ سيأخذننا إلى الهاوية والخراب التام ، فهم لصوص مال ، ولصوص قرار سياسي ، ومن يبع ضميره يبيع كل شيء ، ولا محرمات تعصمه ...


رشاد أبو شاور

 

الى صفحة القائمة السوداء

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع