الخلافة مؤجلة وعشراوي غير مؤهلة للحديث عن مستقبل عرفات

مستشار الرئيس الفلسطيني عماد الفالوجي لـ(عكاظ):

المصدر : عبدالقادر فارس (غزة) الإثنين - 18/9/1425هـ ) الموافق 1 / نوفمبر/ 2004 - العدد 1233

مسألة الخلافة في قيادة الشعب الفلسطيني, وحقيقة ما يجري داخل منظمة التحرير والسلطة الوطنية , والحديث عن نهاية الرئيس ياسر عرفات سياسيا, وعدم قدرته على العمل للعودة مرة أخرى, ووضعه الصحي حسب المصادر الطبية, وما ستؤول اليه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل التدخلات الاسرائيلية في الوضع الداخلي الفلسطيني, كانت محاور الأسئلة التي طرحناها على مستشار الرئيس ياسر عرفات وأحد المقربين منه وزير الاتصالات السابق وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني المهندس عماد الفالوجي, وفيما يلي نص الحوار:


* كيف تنظرون الى الوضع الفلسطيني في ظل غياب الرئيس ياسر عرفات, وهل هناك صراع على السلطة أم تقاسم جرى بين القيادات الفلسطينية, وهل تشعرون بقلق على الوضع الفلسطيني بشكل عام?
**بداية أتمنى أن لا يطول غياب الرئيس عرفات عن وطنه وشعبه, وأقول بأنه طالما الوضع الصحي للرئيس عرفات مطمئن فلا داعي للقلق, ولا يوجد أي صراع على السلطة داخل مؤسسات القيادة الفلسطينية كما تروج لذلك الاشاعات الاسرائيلية, خاصة أن كافة مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية تعمل بتعليمات الرئيس وحسب المعتاد, وبالتالي فالرئيس قبل مغادرته للوطن متوجها لباريس أصدر تعليماته بأن تستمر مؤسسات السلطة في العمل كالمعتاد وحسب القانون الأساسي, وبالتالي هناك منظمة التحرير ممثلة باللجنة التنفيذية برئاسة أمين السر الأخ أبو مازن الذي يتولى بشكل مؤقت رئاسة اللجنة التنفيذية في غياب الرئيس عرفات, ومجلس الوزراء والسلطة التنفيذية برئاسة رئيس الوزراء أبو علاء والمجلس التشريعي يستمر في جلساته كالمعتاد, وبالتالي كان بالأمس أول اجتماع للجنة التنفيذية, كما ان هناك اجتماعا للمجلس التشريعي وللحكومة مما يؤكد أن مؤسسات السلطة تسير وفق تعليمات الرئيس عرفات وبناء على تعليماته قبل مغادرته أرض الوطن, وبالتالي نحن لسنا قلقين من الوضع الداخلي المتماسك بصفة فلسطينية, خاصة أن الجميع يدرك حساسية وخطورة الأوضاع الراهنة, القوى والفصائل الفلسطينية تدرك ذلك, المؤسسة الأمنية وأجهزتها العسكرية تقوم بواجباتها كاملة, مدركة أهمية التلاحم والتنسيق المشترك في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة, المجتمع الفلسطيني والشعب الفلسطيني الذي أبدى شعورا كبيرا كما هو متوقع بعد سفر الرئيس عرفات حيث كان هناك التفاف جماهيري واضح وشعور عاطفي جياش قوي يدل على تماسك الشعب الفلسطيني جميعاً في ضرورة الوحدة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة, وبالتالي الأمور تسير بشكل طبيعي جدا, والأهم من ذلك تمنياتنا من الله عز وجل ان لا تطول مدة غياب الرئيس وأن يعود الى أهله وشعبه.


* نقلت بعض الأنباء عن مسؤولين فلسطينيين بأن عصر عرفات كزعيم فلسطيني قد انتهى, كما صرحت عضو المجلس التشريعي الدكتورة حنان عشراوي أن عرفات لن يعود الى ممارسة مهامه الرسمية.. ما هو تعقيبكم على مثل هذه التصريحات للمسؤولين الفلسطينيين?
** لا صحة لهذه التصريحات, فهي أقوال مردودة على أصحابها, ولا أعتقد أن أصحابها مؤهلين كي يتحدثوا بهذه الطريقة وبهذه اللغة, هناك قانون يحكم الشعب الفلسطيني, الرئيس ياسر عرفات هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الفلسطينية, وهو رئيس السلطة ورئيس الدولة, وبالتالي حتى عودته الى أرض الوطن الرئيس عرفات هو صاحب القرار في كيفية ادارة الأمور, وحتى الآن كل الأخبار التي تتوارد أن صحة الرئيس عرفات مطمئنة وجيدة, وبالتالي أي حديث عن الدور القادم للرئيس عرفات يصب في أمنيات العدو وهذا ما تريده اسرائيل وكل من هو ضد مصالح الشعب الفلسطيني يريد ذلك, وأنا أعتقد بأن الرئيس عرفات سيعود معافى كما تقول التقارير الأخيرة الى شعبه ووطنه وعندما يعود هو صاحب القرار في كيفية التعاطي مع السلطة في المرحلة القادمة, ولكن كل من يصدر عنه تصريحات غير متفائلة وتشاؤمية هي مردودة عليه وهي تنافي الحقيقة والدستور, ولدينا دستور يحترم كل الاحترام.
ولا أحد يستطيع أن ينجم بالغيب, فعندما يعود الرئيس هو الذي يقرر اذا كان قادرا أو غير قادر على العمل, وليس بعض أصوات النشاز التي بدأت تصدر من هنا وهناك منذ مرض الرئيس.


* نادت عدة فصائل فلسطينية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وقيادة وطنية موحدة لقيادة الوضع الفلسطيني ما بعد عرفات. . ما هو رأيكم في هذا الطرح ?
** هذا مطلب ليس جديدا, والرئيس عرفات الذي قاد الحوار منذ سنوات كان يتمنى ويسعى للوصول الى هذا الهدف ولكن السؤال, هل تستطيع الفصائل أن تحقق هذا الهدف ? أعتقد بأن الخلافات الداخلية بين الفصائل هي العائق حول تحقيق هذا الهدف, وأنا أتمنى والرئيس عرفات تمنى على مدار سنوات, وأنا بحكم قربي منه أعلم بشكل جاد وجدي بالوصول الى هذا الهدف, ولكن الاشكالية في الفصائل نفسها, فهل يمكن لحركتي '' حماس '' والجهاد الاسلامي '' أن توافقا على المشاركة في حكومة فلسطينية ? فمنذ تشكيل السلطة الفلسطينية قبل عشر سنوات كان الرئيس عرفات في كل تشكيل وزاري يعرض على الفصائل المشاركة, وأنا كنت مبعوثه في أكثر من تشكيل وزاري الى ''حماس '' و'' الجهاد الاسلامي '' لدعوتهم للمشاركة في الحكومة, وكان للفصائل موقف احترمناه جميعا وهو الرفض لأسباب موضوعية وأسباب سياسية, والاشكالية هي في موقف الفصائل, منذ الانتفاضة التي مضى عليها أربع سنوات وللأسف الشديد الفصائل الفلسطينية لم تحقق التوافق على برنامج الحد الأدنى الفلسطيني وهذا خلل في الفصائل الفلسطينية نفسها وليس في أي أمر آخر, ونحن نتمنى أن تصل الفصائل الى اتفاق وأن تحدد مفهوم وشكل وآلية عمل القيادة الوطنية الموحدة في حال توفر ذلك فلا يوجد أي اشكالية في هذا الهدف , الذي هو حلم وهدف كل الشعب الفلسطيني.


* حكومة شارون اجتمعت لمناقشة مرحلة '' ما بعد عرفات '' وسط أصوات متطرفة بالطلب بعدم عودة الرئيس. . كيف ترى التدخل الاسرائيلي في الشأن الفلسطيني ?
** معروف أن هناك وهماً اسرائيلياً ورغبة في التخلص من الرئيس عرفات منذ فترة طويلة, وأعتقد أنهم يستغلون أي حدث طارئ لكي يقوموا بتضخيم الأمور وايهام العالم بأن دور الرئيس عرفات قد انتهى. . فهذا حلم بعض أطراف اليمين في اسرائيل, وأنا أقول انه ليس من حق اسرائيل التدخل في شؤوننا الفلسطينية الداخلية, ولن نسمح لهم بذلك على أية حال, فالرئيس عرفات منتخب من قبل الشعب, وهو القائد الفعلي وهو صاحب القرار السياسي للشعب الفلسطيني والعنوان لأي مفاوضات قادمة أو أي اتفاقيات قادمة, وبالتالي لا يجوز لاسرائيل أو لغير اسرائيل أن يتدخل في شؤوننا الداخلية, ونحن دفعنا ثمناً غاليا لحصولنا على استقلال قرارنا, وبالتالي نحن لم نسمح حتى للمقربين أن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية. . فما بالك بالعدو والكيان الاسرائيلي ? فان الوضع الداخلي الفلسطيني ملك للشعب الفلسطيني وللقيادة الفلسطينية وهي التي تحدد وتختار وتنتخب قيادتها.


* بصفتكم أحد المقربين من الرئيس هل لديكم معلومات أكيدة عن تحسن صحة الرئيس ?
** كل الأخبار المتواردة من باريس بأنه ليس هناك أي خطورة على صحة الرئيس عرفات, وثبت بالدليل القاطع أنه لا يوجد أي أمراض تهدد حياته, ولكن نتائج الفحوصات الأولية الرسمية الكاملة سوف تظهر خلال الـ 24 ساعة القادمة ولذلك نحن ننتظر لأن الأطباء الفرنسيين قالوا انهم سيعلنون النتيجة يوم الأربعاء القادم.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع