غزة ـ القدس العربي ـ وكالات: أضرب أكثر من مئة من أفراد قوات الامن الفلسطينية عن العمل في غزة في خطوة غير مسبوقة مطالبين السلطة الفلسطينية بانهاء ما قالوا انه فساد مستشر بين كبار الضباط . وللضغط علي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لاتخاذ اجراء في هذا الصدد سيطر المحتجون علي موقع تابع للقوة 17 في وسط قطاع غزة لعدة ساعات يوم الثلاثاء وأرسلوا اليه خطابا يتضمن مطالبهم. وهذه المرة الاولي التي يحدث فيها احتجاج من هذا النوع الذي يشبه التمرد كما وصفه احد المعتصمين داخل قوات الامن الوطني، وهي القوة الامنية الاكبر بين الاجهزة الامنية في مناطق السلطة الفلسطينية والتي تضم آلاف العناصر.
ويتعرض عرفات لضغوط من الفلسطينيين والجهات المانحة الاجنبية التي تقدم مساعدات للسلطة الفلسطينية لاجراء اصلاحات أمنية والقضاء علي الفساد. كما يأتي هذا الاجتجاج في وقت تتعرض فيه القوات الامنية الفلسطينية في قطاع غزة لتحد حول امكانية تسلم الامن في القطاع في حال انسحبت القوات الاسرائيلية.
وافادت مصادر فلسطينية مطلعة أمس ان اكثر من مئة عنصر من قوات الامن الوطني الفلسطيني اعتصموا لليوم الثاني امام مقر قيادتهم في دير البلح وسط قطاع غزة مطالبين باعادة هيكلية قواتهم وانهاء الممالك الشخصية فيها. وقالت المصادر نفسها ان حوالي 130 ضابطا وعنصرا من قوات الامن الوطني الفلسطيني يعتصمون في مقر قوات الـ 17 التابعة لامن الرئاسة في دير البلح منذ الاربعاء احتجاجا علي اوضاعهم .
ووجه هؤلاء وهم ضباط وصفوف ضباط وجنود في الامن الوطني رسالة الي عرفات اكدوا ان هيكلية الامن الوطني الفلسطيني الحالية لم تعد قادرة علي جعله يؤدي واجبه المنوط به اذ لم يعد هناك سوي ممالك شخصية لبعض القادة ممن تهمهم مصالحهم .
وقالوا في الخطاب ان كبار الضباط في قوات الامن الوطنية يحرصون علي تحقيق مصالحهم الشخصية علي حساب الوطن وانهم حولوا اجهزة الامن الي اقطاعيات. وأضاف المحتجون أن زوجات وأبناء بعض الضباط يتلقون رواتب من أجهزة الامن التي تحتاج بشدة الي تلك الاموال لتحديث معدات الاتصالات والعربات والاسلحة. كما زعم المحتجون أن الافراد الفاسدين في قوات الامن بغزة استغلوا الحصار الذي تفرضه اسرائيل علي عرفات داخل مقره في مدينة رام الله بالضفة الغربية لاساءة استخدام السلطة دون علمه.
وشددت الرسالة ان قواتهم لم تعد قادرة علي فرض احترام الناس لقادتها ولا للبزة الخضراء (العسكرية) . وتابعت ان وحداتهم المقاتلة الموجودة علي الأرض والمكلفة بالدفاع عن مناطق السلطة الفلسطينية هي افقر الوحدات الموجودة من حيث وسائل الاتصال والمواصلات والتجهيزات العسكرية . واشاروا في الرسالة الي انه يوجد بيننا عدد كبير من قدامي المقاتلين والمنتمين للثورة الذين بلغوا السن القانونية منذ سنوات عديدة ولازلوا يتقلدون المناصب القيادية في الامن الوطني، متسائلين اين قانون التقاعد .
وفي ختام رسالتهم اكد المحتجون انهم دفعوا غاليا من أرواحهم ودمائهم خلال دفاعهم عن مناطق السلطة الوطنية، وان حصار اسرائيل للرئيس عرفات استغل من قبل قادتهم في الأمن العام لتحويل قوات الأمن الوطني الي ممالك خاصة .
وفي تعقيب لوكالة فرانس برس صرح مصدر مسؤل في قيادة الامن الوطني ان ما يحدث داخل الامن الوطني هو شأن داخلي يخص الامن الوطني .
واضاف ان هذا الوضع يجري الآن العمل علي حله داخل الاطر الرسمية في الامن الوطني وقيادته التي استمعت الي ملاحظات من بعض الضباط في الجهاز بهذا الشأن .