دحلان يكشف تفاصيل اقتحام
المرض لحصن ياسر عرفات وتفاصيل اداء القيادة المستقبلي
2004-11-16
§
أداء السلطة للمرحلة القادمة
§
قدرة أبو مازن على قيادة المرحلة القادمة .
§
اقتحام المرض لحصن ياسر عرفات الصحي.
§
رؤيته لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة.
§
تفاصيل ما حدث في خيمة عزاء الرئيس عرفات
§
مستقبل الانتفاضة وقضيتي اللاجئين والقدس لدي القيادة الجديدة
في مكتبه بمدينة غزة عقد وزير الشؤون الأمنية السابق محمد دحلان
مؤتمراً صحفياً حضره مراسلي الصحف المحلية، وعدد من وكالات الأنباء.وفي
بداية اللقاء رحب دحلان بالصحفيين،وثمن دورهم في ممارسة اعلاماً صادقة
ومعبرة عن طموحات أبناء شعبنا والارتقاء بتطلعاته الوطنية.
وفي معرض رده حول مستقبل القيادة الفلسطينية ودوره في هذا المستقبل.
أجاب دحلان:أنا سأقف إلي جانب القانون، فنحن نمر في ظروف غاية في
الحساسية،لأن الشعب الفلسطيني يفتقد الرئيس ياسر عرفات رحمه الله،لأول
مرة منذ خمسين عاماً،أبو عمار كان يحمل كل الأعباء عنا جميعاً،والآن
على القيادة الفلسطينية مجتمعة أن تقود المرحلة المقبلة، بانطلاقة ربما
تكون غير مألوفة للناس.
هناك مخاوف لدى بعض شرائح مجتمعنا الفلسطيني، ولكنني واثق بأن هذه
المخاوف سرعان ما تزول، عندما يتم بناء نظام مؤسساتي قائم على القيم،
لتعويض غياب الرئيس عرفات الذي فقدناه وفقدته الأمة العربية بأسرها.
س. يتردد بأن اللجنة المركزية لحركة فتح رشحت السيد/محمود عباس
للرئاسة...ما مدى صحة ذلك؟؟
ج. من المهم في البداية أن تقوم اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة
فتح بتحديد مرشح الحركة للرئاسة، حتى لا تتعدد الرؤى حول هذه القضية
بالتحديد، وأنا أعتقد أن السيد محمود عباس(أبو مازن) يستطيع أن يكون
جسراً للجمع بين الأجيال، لتتجسد في شخصيته وأداءه تجربة الماضي، وآهات
الحاضر، وطموحاتنا بمستقبل مشرق.أعتقد أن أبو مازن هو المرشح الأكثر
إجماعا في حركة فتح، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم ترشيح رسمي له، لأنه
لم تحدد مواعيد لاجتماعات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لبحث هذا
الموضوع،ولكن نحن نسير في هذا الاتجاه.
س.هل سيكون باستطاعة أبو مازن ضبط الأوضاع مستقبلاً؟؟وهل ستسمح إسرائيل
بذلك؟
ج.بالتأكيد،أنا واثق أن الأخوة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري
سينجحون في الحفاظ على وحدة حركة فتح ولملمة جراحها، ومن ثم التحرك
بنمط غير تقليدي في النهوض بهذه الحركة العملاقة، وذلك من خلال الاعداد
للانتخابات في كل شئوننا.
إذا مارسنا حياة ديمقراطية تعتمد على حرية التعبير واحترام الرأي
الآخر،مهما كان في حدود الأدب،أعتقد أننا سنخطوا سريعاً للأمام.
وحول الشق الثاني من السؤال، أعتقد أن إسرائيل ستكون مجبرة على توفير
الظروف لنجاح التجربة الانتخابية القادمة، لأن المجتمع الدولي سيدفع
باتجاه ذلك، ونحن سنسعى إلي تجيير المجتمع الدولي لصالحنا، حتى نعيد
تثبيت قضيتنا العادلة في أذهان المجتمع الدولي.
المرض يقتحم حصن ياسر عرفات الصحي
ورداً على سؤال حول مرحلة مرض الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله، قال
دحلان:
عندما شاهدت الرئيس عرفات في حالة مرضية صعبة،تأثرت من أعماق أعماقي،
لأنني عملت مع الرئيس عرفات خمسة عشر سنة..عملت معه في لحظات القوة
والضعف..لحظات قاسية عايشناها طوال السنوات الماضية، وقد شاركته طوال
تلك الفترة في العديد من الشؤون التفاوضية والأمنية، وكنت حلقة الوصل
بينه وبين كافة رؤساء ووزراء إسرائيل(براك،نتنياهو،بيريس،رابين).لقد
تأثرت بشعور عميق عندما شاهدت المرض يقتحم حصون صحة الرئيس عرفات،وفي
لحظة تنازلت عن الكثير من القضايا الخلافية في وجهات النظر مع
الكثيرين، وأدركت أننا نعيش في لحظات صعبة..تحتاج منا إلي أن نقف بكل
ما نملك إلي جانب الرئيس، هذا الرئيس الذي رسم لنا جميعاً حدود هذا
الوطن..
عندما وصلت لرام الله، لم أخطط للسفر إلي باريس لمصاحبة الرئيس، لأنني
أعتقدت-كما الكثيرين- أن الرئيس سيشفى من (انفلونزا)،كان الجميع يتحدث
حولها.وقد شرفني أن الرئيس طلب مني الذهاب معه إلي رحلة العلاج، رغم
أنني لست طبيباً، ولا موقع لي في السلطة،وقد سعدت بهذه الثقة،ولو قدر
الله للسيد الرئيس أن يبقى حياً،لقلت للعالم بأسره أنني من طلب من أبو
عمار مرافقته،اجلالاً لهذا الجبل الفتحاوي وهذه المدرسة الدولية.
س.لماذا عدت مبكراً من باريس؟
ج.بعد أن أصبح وضع السيد/الرئيس صعباً في مستشفيات باريس،كان واجبي أن
أنقل للقيادة الفلسطينية في رام الله تفاصيل ما سمعته من الأطباء
الفرنسيين،وما سمعته من زوجة الرئيس السيدة/سهى عرفات، خاصة وأن
الاتصالات عبر التليفون كانت لا تنقل الصورة والأحداث كما كانت في
باريس..وبناءً على ذلك قررت العودة فوراً إلى رام الله.
س.ما هي حقيقة مرض السيد الرئيس؟
الحقيقة الوحيدة التي أصابتنا في الاعماق هي أن الرئيس عرفات قد توفاه
الله.وأنا لا أستطيع أن أتحدث حول سبب مرض الرئيس الا بعد أن نستلم
التقرير الرسمي من الفرنسيين، وهناك توجه لدى القيادة الفلسطينية لنشر
التقرير حين تسلمه،لوضع كافة أنباء شعبنا في صورة كل الحقائق .
س.ما هو مستقبل أموال السلطة؟؟ومن سيسيطر عليها؟؟
هذا الموضوع-للأسف- يتم تضخيمه في العديد من وسائل الإعلام، وهذا
التضخيم ربما يكون مقصوداً من قبل جهات تسعى لخلق البلبلة السياسية في
صفوفنا على الدوام.
ما أعرفه أن كل استثمارات السلطة مسجلة ومتابعة،وتتبع وزارة المالية
لدى الأخ/سلام فياض منذ عدة سنوات، والادعاء بغير ذلك أعتقد أنه في غير
مكانه.
س.ما رأيكم في تشكيل قيادة وطنية موحدة؟؟
أنا لست ضد المشاركة السياسية من قبل كل الفصائل الفلسطينية، ولكن من
يطرح هذا الشعار الكبير عليه أن يدرس جيداً قواعد هذه المشاركة، وعلى
أي أساس، وعلى أي أرضية سياسية.أعتقد أن النية الطيبة والاتجاه الصادق
المتوفر لدينا في التعامل مع الفصائل الفلسطينية سيوفر المناخ لحوارات
جدية مع كل القوى الفلسطينية،وسندفع باتجاه مشاركة فصائلية في الحياة
السياسية بطريقة ديمقراطية ونزيهة، لرسم مستقبل الشعب الفلسطيني الذي
يستحق منا بعد كل الذي قدمه من تضحيات، أن نعمل من أجله ليلاً نهار.
إن المشاركة السياسية ليست شعار وكفى..المشاركة تعني أن يأخذ كل ذي حق
حقه، ولكن أيضاً أن يؤدي الجميع واجباتهم والتزاماتهم .ويجب منذ الآن
أن يتجه جميع الفرقاء-في وجهات النظر- للتنازل عن جزء من مطالبهم حتى
نتفق في وسط الطريق، لانقاذ شعبنا من كل مخططات أعداء هذا الشعب.
ما حدث في خيمة العزاء
س.ما الذي حدث في خيمة العزاء؟
ما حدث باختصار كان معيباً ومولوداً مشوهاً للصورة الفلسطينية التي
نسعى لنقلها للعالم .ما حدث شوه روح الشهيد/ياسر عرفات. الذي ملأ
الدنيا في حياته وفي مماته أيضاً،عندما اشغل العالم بأسره طوال خمسين
عاماً بحياته ومماته أيضاً.
معيب أن نرى وجوهاً لا تاريخ لها في هذه الانتفاضة وما قبلها، لتتقدم
لتخريب عزاء السيد الرئيس/ ياسر عرفات .أعتقد أن لجنة التحقيق ستخلص
إلى نتائج،وستنشر تقريرها وستوصى باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء.
إن ما جرى قبل أيام يدفع القيادة الفلسطينية للاسراع في اتخاذ كل
الاجراءات، من أجل تطبيق القانون والنظام،وذلك لوضع حد لكل
الفاسدين.وقد أيقنت أننا بخير،عندما رأيت حالة من ضبط النفس بعد هذه
الأحداث المؤسفة،ولكن على كل المشاغبين أن يدركوا أن ما كان في السابق
لن يكون مسموحاً به في كل الأوقات،ونحن لن ننزلق لمستوى لغة
الشوارع،وسنعالج كل مواضيعنا بعقلانية وموضوعية بما نمتلك من خبرة.
س.كيف ترى المرحلة المقبلة بعد الرئيس عرفات؟وكيف ستتعامل القيادة
الجديدة في مواضيع اللاجئين والقدس؟؟
بداية،الجميع يدرك أنني كنت إلي جانب الرئيس عرفات في كل المفاوضات
السابقة،ولم أتغيب عن أي جلسة ذات أهمية سياسية أو استراتيجية.وأدرك
تفكير الرئيس عرفات في كل القضايا، وأمتلك كافة محاضر تلك الجلسات. ما
أستطيع أن أقوله أن الرئيس عرفات رحمه الله كان السهل الممتنع،وأنا
أقول –وسجلوا عليّ- أن اسرائيل والولايات والمتحدة لم ولن تجد من بعده
زعيماً فلسطينياً واحداً يحيد عن مواقف الرئيس عرفات المبنية على
قرارات المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 التي أقرت اقامة دولة
فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود عام 1967، ومناقشة كافة
الملفات الأخرى الخاصة باللاجئين والمستوطنات وغيرها ضمن قرارات المجلس
الوطني والقيادة الفلسطينية وما كان يتمسك به الرئيس عرفات رحمه الله.
انني اعتقد أن من سيخلف الرئيس عرفات سيتمسك بما تمسك به الرئيس عرفات،
وأنا هنا سأكشف لكم أن السيد/محمود عباس كان أكثرنا تشدداً في النصوص
الخاصة بقضية اللاجئين،وكنا مجتمعين على ضرورة عدم التنازل على الثوابت
التي أقرتها المنظمة الدولية ممثلة بالقرار رقم 194 ومؤتمرات القمة
العربية ،ولن نتراجع عن ذلك سنتمتر واحد.
س.متى تتوقع انتهاء الانتفاضة؟
بداية يجب أن ندرك أن الانتفاضة هي وسيلة وليس هدفاً، ومعروف أن
الوسيلة ربما تنتهي أو تجمد، أو تستمر في حدود أي إنجازات للأهداف
المحددة ويحقق الشعب الفلسطيني أهدافه.ولكن ما يحدث الآن هو أننا
كفلسطينيين مختلفين في الأهداف، ففي السلطة هناك وجهات نظر مختلفة،
والفصائل لدى كل منها تفكير خاص به.
لقد كانت الانتفاضة الحالية أهم وسيلة لاستنهاض الحال الفلسطيني،ورسمت
هذه الانتفاضة حدود دولة فلسطينية،لأنها أقنعت القيادة الإسرائيلية
أنها لا تستطيع أن تسرق منا أرضنا، وبالتالي أصبح العالم أيضاً مقتنع
ويدفع باتجاه اقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها
القدس الشريف.
س.هل
تتوقع أن تحدث مفاوضات بينكم وبين الإسرائيليين حول الانسحاب من غزة
وشمال الضفة الغربية؟
أعتقد أن القيادة الفلسطينية لن تعود لاسطوانة المفاوضات حول الانسحاب
من غزة،هم قرروا أن ينسحبوا،فلينسحبوا،لأننا لن ندخل في اللعبة السخيفة
لشرط هنا وشرط هناك،وأعتقد أنه لم يتبقِ وقت لمفاوضات حول ذلك.
س.الإدارة الأمريكية تتحدث حول دور جدي لها في منطقة الشرق الأوسط،كيف
ترون ذلك؟
ج.أنا لست متحمساً لأقوال الإدارة الأمريكية، ما يهمنا هو فعلها .نحن
كفلسطينيين لدينا تجربة مرّة مع الإدارة الأمريكية،التي أعطت طوال
الأربع سنوات غطاءاً لشارون، من أجل قتل وتدمير السلطة والشعب
الفلسطيني.آمل أن تقلع الإدارة الأمريكية عن هذه المواقف المنحازة حول
قضايا الشرق الأوسط،ونحن من جانبنا سنسعى إلي استعادة مكانتنا في
الشرعية الدولية،والسير للأمام حتى نحقق لأبناء شعبنا في كل مكان
طموحاتهم وحقوقهم.
|