مروان البرغوثي : الانتخابات هي افضل مدخل لاحداث الاصلاح الحقيقي
لندن -الحياة -قال النائب الاسير مروان البرغوثي ان هذه الانتفاضة »انجاز تاريخي للشعب الفلسطيني... وتمثل المواجهة الاهم والاقوى مع المحتل الاسرائيلي منذ نكبة عام 1948». واعتبر ان »خطة الفصل الاسرائيلية عن غزة تؤكد ان خيار المقاومة هو الكفيل بدحر الاحتلال», وان »خطة ومهمة الانتفاضة تحويل مشروع الاحتلال الى مشروع خاسر, وهي تقوم بذلك بشكل رائع».
ورأى البرغوثي في مقابلة نشرتها امس ان الانتخابات الفلسطينية تشكل »المدخل الحقيقي لاحداث انتفاضة جديدة تطيح رموز الفساد» بأشكاله. ونفى حدوث »اتصالات سياسية» معه من الجانب الاسرائيلي داخل معتقله. وفي ما يأتيي نص أجوبة البرغوثي على أسئلة »الحياة» من داخل معتقله:
كيف تقومون أداء حركة »فتح» على مدى السنوات الاربع الماضية, خصوصا في ظل تراجع شعبيتها في الشارع الفلسطيني حسب استطلاعات الرأي الاخيرة ووجودكم خلف القضبان؟
- قامت حركة »فتح» بدور تاريخي في الكفاح الفلسطيني, وهي من اطلق الرصاصة الاولى وفجر الثورة وبلور هوية الشعب الفلسطيني في اطار الشراكة مع باقي القوى في الثورة وفي منظمة التحرير الفلسطينية. واعتقد ان فتح افرزت اهم ظاهرة كفاحية في تاريخها وهي كتائب الاقصى وذلك بمبادرة ميدانية من كوادر ومقاتلين وقيادات الحركة المناضلة, وهذه الكتائب قامت وما زالت تقوم بدور قوي ومشرف الى جانب الاجنحة العسكرية الاخرى لفصائل المقاومة. والكتائب تحمل تراث قوات العاصفة وتراث الكرامة وصمود بيروت وصبرا وشاتيلا وتراث القطاع الغربي لحركة فتح, ويبقى ان نقول ان نسيج أي حركة يعتمد على مدى استجابتها لمصالح شعبها وقدرتها على انجازها وتمثيلها. ورغم كل المشكلات التي تعيشها حركة فتح, وهي ليست قليلة, فانه ما زال بامكانها التقدم مع ضرورة اجراء اصلاحات جوهرية تعزز من ديموقراطيتها ووحدتها وقوتها.
> حصلتم على النسبة الاكبر من التأييد في الاستطلاع الاخير, المرتبة الثانية بعد الرئيس الفلسطيني والاولى في حال غيابه بنسبة 58 في المئة, فما هي قراءتكم لهذه النتائج؟
- ان التأييد والدعم الذي يظهره ويقدمه الشعب الفلسطيني لي هو أمانة ومسؤولية, وهو تأييد لخيار الانتفاضة والمقاومة ولخيار الوحدة الوطنية والعمل المشترك وللديموقراطية والتعددية والثوابت الوطنية ولامانة حمل المسؤولية. وهو يزيد من ايماني العميق والذي لا حدود له بعظمة هذا الشعب العظيم الذي ننتمي اليه ويؤكد ان التضحية في سبيله وفي سبيل حريته وسيـــادة الوطـــن وكرامته, هي في محلها.
> كيف تقومون »الانتفاضة» مع دخولها عامها الخامس, بما في ذلك خطة »فك الارتباط» الاسرائيلية: ما هي الانجازات والسلبيات؟
- ان خطة الفصل الاسرائيلية عن غزة تهدف الى انقاذ ما يمكن انقاذه من الاحتلال, وهي تهدف الى الهروب من المأزق الذي تعيشه اسرائيل في ظل الانتفاضة المباركة, وبلا شك ان الانسحاب هو انتصار للانتفاضة والمقاومة وتأكيد لهذا الخيار, كونه الكفيل بدحر الاحتلال بعدما فشلت المفاوضات خلال عشر سنوات في ازاحة كرافان ، واذا كان الاحتلال يخطط للهرب من غزة باللجوء الى توسيع وتعزيز وتكريس الاستيطان والاحتلال في الضفة, فانه يفعل ذلك منذ سنوات وهذا لم يثن شعبنا عن مواصلة الانتفاضة. والانسحاب من غزة يشكل بداية انهيار للاحتلال. الانتفاضة هي انجاز تاريخي للشعب الفلسطيني بدليل ان شعبنا ضحى بالدم وبالارواح ليؤكد تمسكه بوطن الاباء والاجداد وعلى ارادته في الحرية والاستقلال. واظهرت الانتفاضة قدرة غير معهودة في المواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي منذ نكبة 1948 وحتى الان, فهي المواجهة الاقوى والاهم التي يخوضها الفلسطينيون ضد المحتلين .
واسرائيل تعيش حالة من التخبط لا سابق لها, وما اعلان شارون عن الانسحاب من غزة الا نتاجا للمقاومة. والانتفاضة انجزت برنامجا وطنيا كاملا متفقا عليه وان لم يتم توقيعه بعد وكرست الوحدة الوطنية الفلسطينية التي لا سابق لها. يضاف الى ذلك الانتصار السياسي والقانوني والاخلاقي الذي تحقق في لاهاي وما تبعه من تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة, وهو تصويت بطريقة او بأخرى لمصلحة الانتفاضة والمقاومة, وايضا وهو الاهم اعطى مشروعية لا سابق لها للانتفاضة التي تحظى بالشعبية الاكبر في صفوف الفلسطينيين, بحسب الاستطلاعات, رغم كل المحاولات التي جرت وتجري لتخطيئها.
> ما هو ردكم على التيار الذي يقول ان الانتفاضة كانت »خطأ» وانها ألحقت اذى بالفلسطينيين وكرست الاحتلال؟
- أنا اسأل, اين التيار الذي يقول ان الانتفاضة خطأ. الاستطلاعات التي تجرى تباعا تؤكد بالدليل القاطع والالتفاف الشعبي ان شعبنا ينحاز بكل قواه السياسية والاجتماعية والاقتصادية الى خيار الانتفاضة لانها تمثل حركة استقلال الشعب وهي ولدت بعد فشل السلام والاتفاقات واستمرار الاستيطان والعدوان. مهمة الانتفاضة وخطتها هي تحويل مشروع الاحتلال من مشروع رابح الى مشروع خاسر, والانتفاضة تفعل ذلك بشكل رائع.
> هل هناك اي اتصالات سياسية معكم داخل المعتقل من اي نوع كان, واذا كان الرد ايجابيا, ما الذي يطرحه الاسرائيليون الان؟
- اعتقالي الوحشي والتحقيق والتعذيب المرير وعزلي الانفرادي المستمر منذ اليوم الاول لاعتقالي, هو الشكل الوحيد للعلاقة بيني وبين السجان المحتل والمجرم. ولم يصدف ان جرى اي اتصال او حديث سياسي او غيره بأي شكل من الاشكال.
> ما هي رؤيتكم لمحاربة »الفساد السياسي» في السلطة الفلسطينية, وكيف تقومون اداء الرئيس ياسر عرفات السياسي في المرحلة الاخيرة؟
- الانتخابات هي أفضل مدخل مناسب لاحداث الاصلاح الحقيقي والذي كان يجب ان يحدث منذ سنوات, لكن مصالح بعض الفئات عطلت هذا الاصلاح. ويجب ان يكون واضحا ان اي اصلاح يجب ان يخدم خيار المقاومة والانتفاضة. واميركا واسرائيل لا تريدان الاصلاح كما يظن البعض, لانهما ساهمتا في تغذية الفساد وبأشكال مختلفة في السنوات الماضية، والانتخابات هي المدخل الحقيقي لاحداث انتفاضة جديدة تطيح عناصر الفساد ورموزه, وهي التي تكرس نظاما سياسيا ديموقراطيا فلسطينيا جديدا. ان الرئيس الفلسطيني هو رمز للنضال والكفاح الفلسطيني, وهو رئيس منتخب ولا يستطيع احد ان يفرض على شعبنا زعيما من دون ارادة الشعب الذي هو صاحب الحق في اختيار قيادته.