ومازال مسلسل أكاذيب دحلان مستمراً :

 

من حقي انتقاد عرفات لكن ليس من حقي أن أوجه له تحذيرات أو إنذارات
إسرائيل آخر دولة من مصلحتها حدوث الإصلاح السياسي الفلسطيني
ليس لنا علاقة بخطف الجبالي ولا أطمح في أن أكون مكان عرفات

اتهم وزير الدولة الفلسطيني السابق لشؤون الأمن محمد دحلان، أعضاء في اللجنة المركزية لفتح بأنهم معنيون بإبقاء الرئيس ياسر عرفات محاصرا.
ورفض دحلان في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ، في القاهرة، الاتهامات بأن حركة الاحتجاجات التي يقودها هدفها الوصول الى السلطة، وقال «لا أطمح في أن أكون مكان الرئيس عرفات وهو يعلم ذلك جيدا. ثم ان هذا الموقع غير مغر على الاطلاق»، مشيرا الى ان هذه الاتهامات متوقعة من كل جهة مدانة وتتهمني لدعوتي للإصلاح.

وفيما يلي نص اللقاء الذي أجري معه :

** اعطيت الرئيس عرفات مهلة حتى 10 اغسطس/اب الجاري، أي أول من أمس، لكنكم لم تقوموا بشيء؟
ـ قضية المهلة هذه مختلقة تماماً ولكن الحقيقة انه لم يصدر عني شيء من هذا القبيل، ثم انني أكره المهل لاننا اعتدنا أن نأخذ مهلا من قوات الاحتلال، وبالتالي أنا لا أتعاطى مع لغة التحذير، ثم انه من باب الأدب والخلق ألا نعطي مهلا لبعضنا، فكيف عندما يتعلق الأمر بالرئيس عرفات، أنا من حقي أن أنتقد الرئيس عرفات لكن ليس من حقي أو أوجه انذارات أو تحذيرات لأحد وتحديدا اذا تعلق الأمر بالرئيس.

** جرت أحداث كبيرة في الشارع الفلسطيني جعلت الفلسطينيين يتخوفون من وقوع حرب اهلية فما تعليقك، خاصة انك أنت المتهم بالوقوف وراء هذه التحركات؟
ـ أنا أؤيد ما حدث في غزة من هبة جماهيرية شعبية سلمية للمطالبة بالاصلاحات، ما حدث هو تطور داخل الشأن الفلسطيني، وأنا كنت واثقا انها لن تصل أبدا الى صراع على السلطة كما يحلو للبعض أن يصوره، بالاضافة لكونه غير واقعي، ما حدث من تحركات واحتجاجات كانت بأمل جلب نتائج إيجابية ودفع القيادة لاجراء تغييرات جوهرية على العمل الداخلي والسياسي. أما الحفاظ على الواقع الراهن فيخدم الاحتلال ويعززه، وباختصار الحديث الشعبي الفلسطيني في كل بيت الآن هو اجراء اصلاحات وتصحيح كل المسارات، فهذه قضية أصبحت مطلبا شعبيا فلسطينيا، والمجلس التشريعي الفلسطيني قدم وثيقة الاصلاح للرئيس عرفات في عام 2002 والمجلس الثوري لحركة فتح قدم اقتراحا للاصلاح في عام 1997 قبل أن تطالب الولايات المتحدة بالاصلاح وقبل أن تدعي اسرائيل بأنها تريد اصلاحا، فهي آخر دولة يمكن ان تريد اصلاح السلطة الفلسطينية، لان اسرائيل مصلحتها في وجود سلطة فاسدة وفاشلة ومترددة تعيش بلا رؤية وبلا وحدة وطنية، وبرأيي ان ادعاءات اسرائيل ودعوتها لاصلاح السلطة بهدف إلغاء المطالبة بالاصلاحات من قبل الفلسطينيين وتصوير الاصلاح على انه مطلب وقضية اسرائيلية.

** لكن ألا تعتقد ان اختطاف مسؤول كبير وأجانب وإحراق المباني ليست مطالب جماهيرية؟
ـ حركة الاحتجاجات التي جرت في غزة التي أباركها لا علاقة لها بخطف غازي الجبالي أو بخطف الفرنسيين، ما حدث تشويه للحقيقة وتداخل لما حدث، والحركة الشعبية التي أيدتها ليس فيها أي تجاوز باستثناء الاعتداء على مكتب في رفح، هذا كان خطأ كبيرا لم يتكرر، مجموعة كتائب شهداء جنين هي التي خطفت الجبالي, وهي تمول من السلطة ماليا وتسليحا وادارة وأعضاؤها موظفون في السلطة، وكتائب الشهيد أبو الريش هم الذين خطفوا الفرنسيين للتضامن مع الرئيس عرفات، وهذه الكتائب أيضا تمولها وتسلحها السلطة باعتبارهم موظفين في الأمن الوطني، اي اننا لا علاقة لنا بهاتين الحركتين، نحن تحركنا ككادر تابع لفتح مطالبين بالاصلاح ومناشدين الرئيس عرفات بألا يقر التعيينات الأخيرة التي تتعلق ببعض المسؤولين الذين ثبت تورطهم بفساد كبير وهم غير مؤتمنين على حياة الناس.

** هل تعني ان هاتين الحركتين تعمدتا القيام بحوادث الخطف لاحداث فوضى ولتأليب الجميع على حركتكم؟
ـ بالمناسبة، استنكرت حوادث الخطف، لكن رغم ذلك لا أريد ان أوزع التهم، فهذا سلوك سيئ، وبالمناسبة هؤلاء الشباب الذين قاموا بهذه الحركات وطنيون اجتهدوا فاخطأوا والرئيس عرفات يعرف من يمولهم، ولكن ان تدار الأمور للاساءة للحركة الشعبية التي تريد الاصلاح فهذا أمر مرفوض.

** اعتبر البعض ان حركة الاحتجاجات التي تساندها وتقودها جعلت الفساد شعارا احتموا به لاخفاء مقاصدهم الحقيقية وهو تحقيق السلطة والنفوذ؟
ـ هذا غير صحيح فأنا كنت وزيرا في حكومة أبو مازن واستقلت وكنت مديرا لجهاز الأمن الوقائي واستقلت بارادتي وأنا الوحيد الذي قدم استقالته مرتين، وبالتالي لا أطمح الى أن أكون مكان الرئيس عرفات، ولا يوجد في مخيلتي ذلك وهذا أمر غير وارد لعدة أسباب تاريخية كثيرة أنا مقتنع بها والرئيس عرفات يعلم ذلك جيدا، الرئيس عرفات يعيش في ظرف قاس ومؤلم ولا يتمتع بكونه رئيسا لدولة مستقلة ذات سيادة، فهذا الموقع غير مغر على الاطلاق، لكن هذا لا يمنعني من المطالبة بالاصلاحات، وأتوقع ان كل جهة متهمة ومدانة ستخترع عني رواية، واذا كنت بالفعل متهما بطمعي في الاستحواذ على السلطة فليكن وليقوموا اذن بتنفيذ الاصلاحات التي يطالب بها فقط المجلس التشريعي وحينئذ سأؤدي لهم التحية، ثم ان اتجاهات الانتخابات في حركة فتح كانت تؤيد الرئيس عرفات لكن تعارض الفاسدين في السلطة.

** لكن الرئيس عرفات لم يبارك نتيجة هذه الانتخابات بل طعن فيها؟
ـ لان هناك من أخافه منها وقد قلت للرئيس عرفات اننا اتجاهان، اتجاه قائم على إعادة الاعتبار للعمل السياسي الفتحاوي والتنظيمي والاداري حصل على 95 في المائة. والاتجاه الذي يريد الابقاء على الوضع الراهن حصل على 1.12 في المائة، والجهتان تؤكدان الثقة بأبوعمار، لكن الاتجاه التصحيحي يريد اصلاحا يضمن حقوق وواجبات كل فرد ويضمن تحركا للحركة التي أماتها سلوك اللجنة المركزية وقتلها السلوك النمطي في معارضة النقد ورفض اجراء انتخابات بحجج واهية، وأتساءل كيف لحركة عملاقة بها آلاف الشهداء والأسرى والجرحى لا تجري فيها انتخابات ولا يجري فيها تقييم للأداء رغم المراحل الحاسمة التي نعيشها، سواء اتفاق اوسلو أو الحروب التي عاشتها المنطقة، وأجيب هنا باختصار ان فئة انتخبت منذ خمس عشرة سنة تريد ان تحتكر الحركة الى الأبد تحت بند اننا نعيش تحت الاحتلال، واتساءل مرة أخرى كيف تستطيع حركة سرية مثل حماس أن تجري انتخابات مرتين في الضفة وغزة ونحن حركة علنية عمليا لا يمكننا اجراء الانتخابات، والرد ببساطة انه لا توجد ارادة للتغيير ودوما يصدرون للرئيس عرفات المخاوف على شاكلة «إحذر المؤامرة كبيرة»، خاصة ان الرئيس محاصر وأقول ان هناك قيادات فلسطينية معنية بابقاء الرئيس عرفات تحت الاحتلال، وهناك اشخاص من اللجنة المركزية لفتح تكلف الشعب الفلسطيني عشرات الآلاف من الدولارات والرئيس عرفات يعرفهم وهم يعرفون انفسهم جيدا ومستعد أن أواجههم لكن ليتفضلوا ويردوا عليّ، ولا أريد أن أذكر اسماءهم، القضاء هو الذي سيتحدث عن الاسماء، وهؤلاء يسعون للتهويش وتصدير الخوف ويشيعون في الاوساط ان الذي يطالب بالاصلاح هو تيار اسرائيلي يقف ضد الرئيس عرفات، أؤكد انه لا يوجد من يقف ضد الرئيس عرفات ولا يوجد شيء نختلف عليه بشكل جذري سوى مصالح الشعب الفلسطيني وكيفية تحقيقها.

** لكن الكثيرين يرددون انك مدعوم اميركيا مع مراعاة ان الرئيس عرفات مرفوض اميركيا الآن؟
ـ الرئيس عرفات كان مدعوما من الاميركيين بعد اوسلو وأنا كلفت عندما كنت في موقعي من الرئيس عرفات وعلى مدة تسع سنوات بتوطيد العلاقة مع الاميركيين، لماذا لم تسمعي طيلة هذه التسع سنوات أنني على علاقة جيدة بالاميركيين إلا بعد ان خرجت من حكومة أبو مازن.

** وما حقيقة انك فرضت فرضا على أبو مازن بضغوط خارجية؟
ـ أنا لم أفرض على أحد، واذا كنت فرضت على أبو مازن فليعلن ذلك ولقد قيل أيضا عن أبو مازن انه فرض على أبوعمار، للأسف كل شخص ينتقد يصبح فجأة شخصا مفروضا، ثم اذا كان حقيقة اني فرضت على حكومة أبو مازن فأنا قدمت استقالتي حتى أدحض ذلك، ثم انني خلال عملي بالسلطة كنت أكلف بمهام مع الاميركيين والاسرائيليين، لكن الآن وبعد ان خرجت من موقعي أتحدى كل السلطة ان تثبت ان لي علاقة ولو اتصال بالولايات المتحدة واسرائيل.

** رئيس الاستخبارات الاسرائيلي علق على احداث غزة قائلا «ان دحلان عجل في حركته هذه» فما تعليقك؟
ـ شيء سخيف أن تحشر اسرائيل نفسها في ذلك الأمر، وللأسف هذا رددته دوائر صحافية عربية واعتبرت احداث غزة مخططا اسرائيليا.

** لماذا لا توافق على وضع شعار «من أين لك هذا» بحيث يصبح قاعدة في التعامل في السلطة الفلسطينية؟
ـ بالعكس أنا المتطوع الأول لذلك وأدعو الى تطبيق هذا الشعار، أنا صفحة بيضاء مفتوحة للجميع حتى لبعض هؤلاء الحاقدين الذين يكيلون التهم بالتآمر والخيانة، وأنا لا احتاج لشهادة وطنية من أحد، بل ممن عاشوا معي في المعتقلات وفي المخيمات وفي العذابات، واتساءل كيف يمكن لبعض المرتزقة أن يصفوا ثلاثين ألفا خرجوا للاحتجاجات في غزة بأنهم مشبوهون.

** بمناسبة شعار «من أين لك هذا» الكثير يتساءلون عن مصدر انفاقك بسعة على مؤيديك وعلى أعضاء حركة الاصلاح؟
ـ أولا هؤلاء موظفون في السلطة وليسوا في حاجة لمن ينفق عليهم، وهذه كلها ادعاءات لابتزاز الرئيس عرفات من قبل البعض ليحصلوا منه على مبالغ مالية، هناك نخب تطالب بالاصلاح وهي تحترم الرئيس عرفات، والرئيس عرفات يعرفها ويعلمها جيدا ويحترمها، قيادات أمنية طالبت بالاصلاح فلماذا اختصرت القضية بشخصي أنا فقط، أمين الهندي مدير الاستخبارات استقال محتجا، وفتحي جمعة قائد البحرية استقال محتجا، ورشيد أبو شباك، ولماذا استقال رئيس الحكومة أبوعلاء، ووزير الداخلية في المجلس التشريعي قال «ان وزارتي سليبة ورهينة»، ذلك يعني انه ليست هناك مصلحة شخصية.

** لكن الرئيس عرفات وافق على اجراء تعديل جوهري في الحكومة الفلسطينية وعلى اقرار القوانين المعطلة منذ عام 2000 وعلى اقرار وثيقة المجلس التشريعي المتعلقة بالاصلاح لعام 2002 وإعادة النظر في تكوين المؤسسة الأمنية؟
ـ هذه أمور إيجابية للغاية وآمل أن تطبق هذه القرارات وأن تتحول من مرحلة الموافقات الى مرحلة التنفيذ وهذا كفيل بتحقيق الرضا للجميع وسيعيد الاعتبار للسلطة وسيساعد الرئيس عرفات وسيقلل حجم المنتفعين وسيخضع الجميع للمحاسبة والقانون، وباختصار هذا ما أردنا تحقيقه ولا نريد أكثر من ذلك.

** اعلنت انك تعرف من قام بمحاولة اغتيال الوزير السابق والنائب نبيل عمرو؟
ـ هذا كلام مختلق وأنا غير ملزم بما ينقل على لساني، خاصة في عمان أنا لم اتحدث لأحد، وأقول ان محاولة اغتيال نبيل عمرو محاولة دنيئة وسافلة وحدث مرعب في الوضع الفلسطيني وهو له رؤية واضحة في الاصلاحات في العمل السياسي والتنظيمي والاداري منذ مدة، وعلاقته طيبة بجميع الكوادر الفتحاوية، والقول الفصل للسلطة في أن تقبض على مرتكبي هذه الجريمة لحسم الجدل.

** البعض يعتبر كتائب شهداء جنين حركة مشبوهة فمن يساندها؟
ـ يكفي اتهامات لقد كانوا يعملون مع هاني الحسن عندما كان وزيرا للداخلية ويأخذون دعما من السلطة، ونشاطهم ايجابي رغم ما ارتكبوه من اخطاء هنا أو هناك، باختصار كل هذه الظواهر السلبية نتاج ضعف السلطة ويجب ان ينتهي هذا الحال من خلال وزارة داخلية قوية وسلطة قوية تفرض هيبتها وقانونها على الجميع.

** ما صحة انك تسعي لزعامة غزة وان ما تقوم به جزء من سيناريو يهدف لتحقيق ذلك؟
ـ هذا كلام غير صحيح، لكن بالنسبة لغزة كل ما أطالب به ان تكون السلطة جاهزة وأعدت نفسها لانسحاب اسرائيلي مفاجئ من قطاع غزة، اسرائيل لن تنسحب من غزة كبادرة حسن نية، لكن لان مصالحها الأمنية لم تعد موجودة في غزة، ولأن المقاومة في غزة عنيفة، لكن موقفي باختصار هو لا يجوز أن تعتبر السلطة الانسحاب الاسرائيلي من غزة مؤامرة، لدي مخاوف قوية من ان تنسحب اسرائيل من جانب واحد بدون التنسيق مع السلطة، يجب التأكيد على عدم دفع أي ثمن سياسي لاسرائيل مقابل انسحابها من غزة أي عدم تقديم اي التزام من السلطة مقابل ذلك.

** متى ستلتقي الرئيس عرفات؟
ـ سأسافر الى غزة يوم الجمعة، وسألتقي الرئيس عرفات الأحد المقبل ولا حاجة للرئيس عرفات ان يقلق من جانبي، وانا قلت أنا سيف بيده لصالح الشعب الفلسطيني، عليه أن يقلق من بعض المنافقين.

 

الى صفحة بدون تعليق

الى الصفحة السابقة

هذا الموقع لايمثل اي مجموعة أو حزب أو حركة إنما يهتم بقضايا الشعب الفلسطيني، وما يعرض لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع