غزة - الحقائق - منير أبو رزق
في: 8/15/2004
أحمد حلس لـ «الحقائق» :
"الاصلاحيون " سخروا لحركتهم الميتة المال والإعلام
سنحارب حتى لا تصبح حركة فتح عصا في يد أي جهاز أمني
لا يمكن لجهة أو أسماء عليها ملاحظات أن تسمي نفسها إصلاحية
كشف أمين سر اللجنة الحركية العليا لحركة فتح بقطاع غزة أحمد حلس عن مذكرة قدمتها قيادة فتح في غزة للرئيس ياسر عرفات؛ تحمل مقترحات لحل الأزمة الاخيرة التى ما زالت تعصف بالعلاقات الفلسطينية الداخلية ، ومع ذلك قال حلس ان الخلاف الذي برز مؤخرا على الساحة الفلسطينية الفتحاوية هو خلاف بين الطامحين نحو المواقع .
وأكد حلس أن حركة فتح ستقاتل من اجل الا تتحول الحركة الى عصى في يد أي جهاز أمني.
وأشار حلس إلى أن الجهة الإصلاحية قسمت المجتمع الفلسطيني تقسيمات غريبة عن ثقافته الوطنية؛ لا تمت بصلة للمشروع الوطني، مؤكدًا عدم وجود اى قطيعة بينه وبين وزير الأمن الداخلي المستقيل محمد دحلان ، كما نفى أمين سر الحركية العليا ما يشاع عن تحالفه مع جهاز الاستخبارات العسكرية أو غيرها من الأجهزة الأمنية.
وفيما يلي نص الحوار :
** قيل إن هناك مذكرة تم توقيعها من قبل الحركية العليا وقدمت للرئيس عرفات تحمل مقترحات لحل الأزمة، ما هي طبيعة هذه المقترحات ؟
- المذكرة التي أرسلت للسيد الرئيس هي مذكرة اللجنة الحركية العليا، وليست بحاجة للتوقيع من الأعضاء؛ أي لم يتم توقيعها من أحد، وإنما أرسلت باسم اللجنة الحركية العليا، والمذكرة لا تحتوي على جديد؛ لأن موقفنا في اللجنة الحركية والذي سبق وأن قدمناه في أكثر من مناسبة في قيادة الحركة تقضي بضرورة إصلاح أوضاع الحركة وأوضاع السلطة الوطنية وأوضاع منظمة التحرير الفلسطينية، عبر ممارسة الديمقراطية في كل الأطر الوطنية والحركية.
الجديد أننا أضفنا في هذا الموضوع ضرورة الاعتماد والتركيز على المشروع المقدم من المجلس التشريعي ووثيقة الإصلاح المقدمة منه، وضرورة الاستفادة من التجربة الأخيرة، وتوحيد الأجهزة الأمنية في إطار وزارة الداخلية، وإمكانية تشكيل وزارة للأمن الوطني تكون مسئولة عن الأجهزة الأمنية أو الأجهزة العسكرية، ويكون هناك مجلس للأمن القومي يشكل الإطار التوحيدي لكل الأجهزة.
** هل اقترحتم أسماء لتولي منصبي وزير الأمن العام ووزير الداخلية ؟
- لا، لم يتم تناول الأسماء؛ لأن الإشكالية ليست في وجود أسماء، وإنما في وجود نظام؛ فحينما يوجد النظام نستطيع أن نحكم من خلاله على من الذي يصلح ومن الذي لا يصلح، ولكن في غياب النظام كل الأسماء عرضة للاتهام بالتقصير.
** لكن التعيينات الأخيرة التي اتخذها الرئيس بعد عمليات الاختطاف في غزة قوبلت بتذمر في الحركة، ألا تعتقدون أن الأسماء مهمة في هذا الجانب ؟
- نحن نعتبر أن الخلاف الذي دار حول الأسماء لا يشكل خلافًا في حركة فتح ولا في المجتمع الفلسطيني، بل هو خلاف بين الطامحين لهذه المواقع، وهم في مواقفهم لا يعبرون عن موقف الشارع، باعتقادي أن كل من مارس مهمة أمنية على مدار السنوات العشر الماضية تعرض للاتهام والكثير من الملاحظات، وحتى نكون منصفين لا يمكن أن نوجه اتهامًا أو أن نبرىء أحدًا دون أن يكون هناك أدلة ووقائع مثبتة
**هل تعتبرون ان المذكرة التي رفعت للرئيس هي صيغة توفيقية بين أعضاء اللجنة الحركية التي تضم إصلاحيين ومحافظين إن جاز التعبير ؟
- أنا لا أفهم كيف يسمى أحد ما نفسه مصلح أو تسمي جهة ما نفسها بأنها جهة إصلاح، أعتقد أن من يحق له ذلك هو المجتمع والشارع الفلسطيني، من خلال ممارساتهم على الأرض، ولذلك لا يمكن لجهة أو أسماء عليها العديد من الملاحظات أن تسمي نفسها إصلاحية، نحن نقول إن حركة فتح بمجملها حركة إصلاحية، ولكن بعيدًا عن هذه المسميات والتقسيمات أقول: حينما نجتمع كإطار في اللجنة الحركية، ورغم التباينات ورغم الاختلافات فإن القواسم المشتركة موجودة، والمصلحة الوطنية هي دائمًا التي تحكم على الأقل الموقف النظري لها، أما كيف يترجم الموقف النظري إلى ممارسات عملية أعتقد أن مزيدًا من الثقة والعمل المشترك هو الذي يولد هذا السلوك.
** هل هذه المذكرة هي مطالب أم توصية للرئيس عرفات؟
- هي مقترحات للدراسة، وأعتقد أن هذه الصيغة يمكن أن نسميها توصيات أو نصائح أو أي مسمى، وهي ليست بالتأكيد قرارات لأن الإطار الأدنى حينما يخاطب الإطار الأعلى لا يقدم له قرارات وإنما يقدم توصيات.
** هل هي المخرج من الأزمة برأيكم ؟
- لا ندعي بأن في هذه التوصيات الخلاص، ولكنها إسهام ورؤية من جانب اللجنة الحركية نعتقد من خلالها أننا نساهم بتحريك الأمور بالاتجاه الإيجابي، وبالتأكيد فإن هذه التوصيات مع غيرها من التوصيات من أطر حركية وأطر وطنية من الممكن أن تشكل الحل.
** لاحظنا أن هناك مجموعات عسكرية تتخذ قراراتها دون العودة إلى اللجنة الحركية العليا، والذي يفترض أنها هي مرجعية فتح في غزة ؟ وهناك من يقول انكم تقودون إطار نظري لا أكثر ولا أقل؟
- أنا أقول إن اللجنة الحركية هي الإطار القيادي الميداني لحركة فتح في قطاع غزة، وهي تقوم بهذا الدور بشكل كامل، ولكن هل اللجنة الحركية تعمل على قلب رجل واحد؟ هذا هو السؤال، أليست المجموعات وكل التشكيلات في النهاية يجب أن تخضع للحركية العليا ؟.. ولكن هل تتبع للجنة الحركية بإطار أم تتبع للجنة الحركية كأفراد ؟!.. فحينما تمارس اللجنة الحركية دورها كإطار موحد أنا أجزم بأن كل الأطر الحركية، وكل التشكيلات الحركية في قطاع غزة ستتبع وتنضبط للجنة الحركية.
** معنى كلامك أن اللجنة الحركية غير موحدة، بمعنى أن كل عضو داخل اللجنة الحركية يمارس ما يراه مناسبًا ؟
- نعم، لا أريد تجميل الصورة، لكني أقولها بصراحة: إن حالة اللجنة الحركية العليا ليست في أفضل حالاتها، ولكن هناك اجتهادات وتباينات نسعى دومًا لتجاوزها، ننجح أحيانًا، ولكن في مرات كثيرة يجد التباين له أشكالاً على الأرض تؤكد عدم صحة العمل.
**ألا تعتقدون أنكم جزء من حالة الاستقطاب والفرز داخل الحركة من خلال تحالفاتكم مع بعض الأجهزة الأمنية كالاستخبارات العسكرية ؟
- هذه محاولة يائسة يحاول أن يصورها بعض أطراف حالة الاستقطاب ليقولوا إن الجميع غارق في هذه الحالة، وأقول إن الأفراد الذين سمحوا لأنفسهم أن يكونوا جزءًا من حالة الاستقطاب لم يستطيعوا أن يفرضوا هذه الحالة على اللجنة الحركية العليا، نحن وإن كان الحديث يدور عن أمين السر أقول إن أمين السر انضبط والتزم دائمًا بالموقف الحركي الرسمي للجنة الحركية نفسها؛ منفذًا لقراراتها وناطقًا بما يتم الاتفاق عليه، لأن رؤيتي للحركة هي أنها صاحبة المشروع، وليست لجهاز أمني، وما سنحارب من أجله وسنحافظ عليه هو أن لا تصبح حركة فتح عصا أو أداة في يد جهاز أمني بغض النظر عن موقفنا من هذا الجهاز الأمني، لكن إذا اختلفنا مع جهاز أمني فهل يعني هذا أننا مع جهاز أمني أخر..
** دعنا نتحدث بصراحة أكبر، ما يشاع أن تحالفكم مكون منكم شخصيًا واللواء موسى عرفات وتيار العائدين وتيار المواطنين إضافة إلى بعض أعضاء اللجنة المركزية، ألا تعتقدون أن هناك فعلاً تقسيمات من هذا النوع على الأرض ؟
- الجهة الإصلاحية التي رفعت شعار الإصلاح هي التي سنت في المجتمع الفلسطيني هذه التقسيمات غير الوطنية حينما قسمت الفلسطينيين إلى عائد ومواطن وخارج وداخل، وفي مرحلة أخرى إلى ضفة وغزة، وفى مرحلة إلى مواطن ولاجئ، فهذه التقسيمات غريبة عن ثقافة المجتمع الفلسطيني، وبالتأكيد هي غريبة عن ثقافة حركة فتح، وحينما نحاربها نكون الأكثر انتماءًا لفكر الحركة ولروح شعبنا الفلسطيني.
** لم تجبني عن السؤال، هل صحيح أنكم عقدتم حلفًا مع الاستخبارات العسكرية مقابل تيار الأمن الوقائي ؟
- أنا لا أشعر أن هناك اتهامًا حتى أدافع عنه، ولا أفاخر عندما أقول إننا اختلفنا خلافًا وصل إلى إطلاق النار مع الاستخبارات العسكرية مثلما اختلفنا مع الأمن الوقائي، ومثلما اختلفنا مع الشرطة والمخابرات، ولم يكن هذا في لحظة من اللحظات اختلاف لمصلحة ذاتية أو لقضية غير وطنية، فنحن نختلف على النهج وعلى الفهم، لذلك لدينا الاستعداد أن نختلف مع الجميع، ولدينا استعداد أن نتفق مع الجميع، ففي مرة سمينا متحالفين مع الأمن الوقائي، وفي أخرى سمينا متحالفين مع الاستخبارات، نحن متحالفون مع شعبنا ومع مشروعنا الوطني الفلسطيني، وفي نفس الوقت لدينا الاستعداد أن نقاتل كل من يخرج عن مشروعنا الوطني.
** في الأزمات من هذا النوع هل يبادر الرئيس عرفات بالاتصال بكم، أم أنتم تبادرون، وهل شعرتم أن الرئيس عرفات في مأزق حقيقي مما حدث ؟
- أنا أمارس مسؤوليتي كأمين سر للجنة الحركية في قطاع غزة، واللجنة الحركية إطار له قياسه، وبالتالي فإن اتصالاتنا باللجنة المركزية وبقيادة الحركة ممثلة بالأخ أبو عمار هي اتصالات مستمرة ودائمة، فاللجنة المركزية هي جهة القرار، والرئيس ياسر عرفات يقف على رأس القيادة، وبالتأكيد فإن الاتصالات ضرورية ويومية ولكل طارئ، الرئيس ياسر عرفات لم يكن في لحظة من اللحظات أقوى مما هو اليوم؛ لأنه اكتشف أو جدد رؤيته باتجاه أن شعبه معه، وأن حركته معه، وإن كل هذه الأصوات النشاز لا رصيد لها في داخل حركة فتح ولا عند شعبنا الفلسطيني، باعت الأوهام للعالم كما باعت الأوهام لشعبنا، صورت للعالم أنها صاحبة الكلمة العليا!! وفي النهاية تنكشف الحقيقة بأن حركة فتح وأن الشعب الفلسطيني واع، ولا يمكن أن يكون جزءًا من أي حالة اقتتال لا تخدم المصلحة الوطنية.
** هل صحيح أن هناك قطيعة بينكم وبين العقيد محمد دحلان؟
- العقيد محمد دحلان صديق شخصي، وقد أكون من أقرب الأصدقاء، ولكن في أحسن حالات الصداقة كنت صديقًا ناصحًا وما زلت صديقًا ناصحًا له، لم أخدعه في لحظة من اللحظات، ولم أصور له خطأه في لحظة من اللحظات بأنه إنجاز، ولم أشكك في لحظة من اللحظات في أي إنجاز قام به أو دور نجح في القيام به، ولكن لدي قناعة ورأي أنه حينما يتعلق الأمر بوحدة الحركة، وحينما يتعلق الأمر بالموضوع الوطني، فالحياد خيانة، أنا لست حياديًا في قضية تتعلق بوحدة الحركة، ولست حياديًا في قضية تتعلق بالموضوع الوطني الفلسطيني.
** هل تم بينكم اتصال خلال الأحداث الأخيرة خاصة وأن دحلان اتهم بالوقوف خلفها ؟
- لم يكن في أي لحظة من اللحظات أي لقاء مفتعل، وإنما تتم اللقاءات إما في الأطر وإما في مناسبات، لم تكن هناك مناسبة تتطلب أن نلتقي ولم نلتق، لم يكن هناك أي ظرف يفرض علينا أن نكون معًا إلا وكنا معًا، ولم تكن هناك ضرورة لمناقشة أي قضية وتهربنا من مناقشتها، وهذا الكلام لا أدعيه أنا لنفسي، وإنما أقول إننا جميعًا لنا دور في هذا الموضوع، دحلان أو أنا أو غيرنا من الإخوان فلا يوجد أي شئ شخصي.. العلاقة ودية جدًا وهناك احترام متبادل.
** كيف تقيم موقف حماس والجهاد والمعارضة عمومًا من الأحداث الأخيرة؟
- أنا أقيم موقف المعارضة كما أقيم موقف حركة فتح، موقف حركة فتح وحماس، والمعارضة بشكل عام، وموقف الشعب الفلسطيني، أقول إنه موقف موحد، ذلك أنه ميز ما بين حاجة المجتمع الفلسطيني للإصلاح والوسائل والأدوات التي استخدمت تحت هذا العنوان؛ لذلك فإن شعبنا الفلسطيني الذي يرغب ويحرص ويناضل من أجل مؤسساته وإصلاح وضعه الداخلي يفرق بين دعوى الإصلاح وبين أي ممارسات تعطل الإصلاح، وتجعل من قضية الإصلاح عبئًا على المجتمع الفلسطيني، نحن وكل القوى الفلسطينية راغبون وجادون في أن يكون هناك إصلاح، لكننا نريد إصلاحًا بأدوات ووسائل نظيفة، وبما لا يشوه صورة النضال الفلسطيني، أعتقد أن موقف المعارضة كان في هذا الوقت واعيًا لخطورة ما يجري، وبالتالي عدم انخراطهم فيه بشكل سلبي خدم وحدة مجتمعنا الفلسطيني.
** هل معنى ذلك أن عشرات الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع يطالبون بالإصلاح كانوا من الفئة التي تتحدث عنها ؟
- حينما أسمع كلمة عشرات الآلاف أظن أن الحديث يدور عن كوكب غير كوكبنا، أو وطن غير وطننا، إنه تزييف للحقيقة عندما يتم الحديث عن الآلاف وعشرات الآلاف، فمن خرجوا منظمة لا علاقة لها بأي إطار شعبي أو وطني، من خرجوا للشارع خرجوا بأوامر، وعادوا بأوامر، وهتفوا بأوامر، تستطيع أن تحصر عدد جهاز أمني معين وتقول إن هذا الجهاز شارك بكل أفراده؛ لأن الحضور والغياب كان إجباريًا.
** معنى ذلك أن الإعلام بالغ في هذه القضية، كيف تقيم موقف الإعلام من الأزمة الأخيرة ؟
- أنا أعذر الإعلام لأنه يبحث عن الإثارة، وبالتالي كان هذا الموضوع وفي توقيته يجذب الإعلاميين، وخلقوا من خلاله سيناريوهات، لذلك أقول: نعم إن الإعلام ساهم في محاولة تصوير ما يحدث وكأنه أمر له ما بعده في الحياة الفلسطينية، وبصراحة أقول: لقد سخر لهذه الحركة الميتة المال والإعلام.
**من قبل من ؟
- من كل الجهات التي تريد أن ترى الشعب الفلسطيني غارقًا في فتنة داخلية، ومن كل الجهات التي تريد أن تبرىء الاحتلال من مسؤولية ما يحدث في الواقع الفلسطيني، تريد أن تقول إن الفلسطينيين غير مؤهلين لأن يقودوا أنفسهم بأنفسهم.
** أفهم من كلامك أن هناك علاقة ما بين قضية الانسحاب الأحادي من غزة والأحداث الأخيرة ؟
- الذي يجعل الأمر أكثر خطورة كما ذكرنا هو التوقيت، فحينما يتفق هذا البرنامج مع حديث شارون عن خطة الانسحاب من غزة، وحينما يترافق هذا مع الاتهامات التي توجه للقيادة وللشعب الفلسطيني بأنه عاجز عن توفير الاستقرار والأمن، وحينما يترافق هذا الأمر مع الانتصار الذي حققناه في محكمة العدل في لاهاي، حينما تكون الأنظار مشدودة للواقع الفلسطيني، وحينما يخرج من داخلنا من يشوه الصورة، أنا باعتقادي بأن ما حدث يخدم هذه المخططات.
** يدعي البعض بأن إطلاق النار على نبيل عمرو، جاء كرد على انتقاداته للرئيس عرفات هل ما حدث للنائب عمرو مقدمة لما هو اسوأ؟
- أعفانا الأخ نبيل عمرو وأعفى المجتمع الفلسطيني من جعل قضيته اتهامًا للفلسطينيين، وتحول إلى اتهام لهذه الحالة التي أرادت تشويه صورة شعبنا، سواء بإطلاق النار على الأخ نبيل عمرو، ومحاولات الخطف التي تمت، أو محاولات إطلاق النار، أو المسيرات المسلحة، أو كل الاتهامات التي برزت في الشارع الفلسطيني، هي كلها تدور في حلقة واحدة، إن الطلقة التي وجهت باتجاه الأخ نبيل عمرو كانت طلقة مجرمة، وكانت تستهدف صورة الشعب الفلسطيني، وتشويه نضاله بنفس الدرجة التي نرى فيها كل محاولات التشويه لصورة النضال الفلسطيني، سواء في ما يحدث في الضفة وغزة أو حتى ما يحاك لهذه القضية في دوائر خارجية.
** ألا ترون أن انسداد الأفق السياسي أمام السلطة الفلسطينية هو بشكل أو بأخر محرض أو مسبب إضافي لهذه الأحداث؟
- نعم بالتأكيد، نحن نقول إن الفساد كله تربى في أحضان الاحتلال، وحينما نقول إن هناك فسادًا نقول إن الاحتلال هو الذي رعى الفساد والأمثلة كثيرة، نحن نريد أن نحارب الفساد كله، ولكننا نبدأ من الفساد الذي يصب في المصلحة الإسرائيلية، مع قناعتنا أن كل أشكال الفساد هي في النهاية مدمرة لمشروعنا الوطني الفلسطيني، أنا أقول إن الاحتلال بممارساته اليومية والاتفاقيات الموقعة هي التي خلقت مناخًا تربى وترعرع فيه الفساد والمفسدون؛ حتى بعض أولئك الذين يطالبون بالإصلاح.
** ماذا عن اللجنة المركزية؟ هناك انتقادات كبيرة بتقاعسها وبتكلسها وعدم فاعليتها، كيف تنظرون لأدائها خلال السنوات العشر الماضية من عمرها؟
- حينما أتحدث عن أفراد أستطيع أن أنتقد وأن أسجل الملاحظات كما أشاء، ومن حق كل أبناء الحركة ومن حق أبناء شعبنا أن يسجلوا ملاحظاتهم على أي عضو في أي إطار، ولكن حينما نتحدث عن الإطار فأنا أضع علامة استفهام؛ لأن هناك محاولة تشكيك بشرعية الحركة من خلال التشكيك في أطرها الشرعية القائمة؛ لذلك فإن التشكيك بشرعية الإطار خيانة، أما انتقاد القائمين والأعضاء في هذا الإطار هو أمر مشروع يملكه كل أبناء حركة فتح من أدنى مستوى إلى أعلى مستوى.
** ألا تعتقدون أن بعض أعضاء اللجنة المركزية متورطون في الفساد وفي الأزمة التي تعيشها حركة فتح؟
- جزء من أعضاء اللجنة المركزية لم يستطيعوا القيام بواجبهم باعتبارهم قيادة الحركة، إذ لم يستطيعوا القيام بالدور الذي يجمع ولا يفرق، لم يستطيعوا أن يقوموا بالدور الذي ينظم كل العمل الحركي بشكل صحيح، لنا ملاحظات كثيرة، ولكن كما قلت لا يمكن أن نجعل من هذه الملاحظات أن تصب في التشكيك في مشروعية وشرعية إطار اللجنة المركزية؛ لأنها قيادة الحركة، من حقنا أن نسعى لإصلاح هذه اللجنة من خلال عملية ديموقراطية، بل أكثر من ذلك سنقاتل كل من يحاول أن يشكك في شرعية حركة فتح.
** كلمة أخيرة توجهها لأعضاء حركة فتح ؟
- أنا أقول إن هذه المعركة ليست معركتنا التي تربينا لأن نكون طرفًا فيها، معركتنا هي مع الاحتلال، ومعركتنا هي بناء مجتمعنا الفلسطيني وبناء دولتنا، فكل خطوة وكل عمل وكل كلمة تدفع باتجاه مشروعنا الوطني هي جزء من معركتنا، كل عمل يقربنا من الاستقلال هو جزء من معركتنا، وبالتالي أنا أحيي كل أبناء الحركة الذين رفضوا هذه الممارسات بغض النظر عن الشعارات التي رفعت، وأحيي شعبنا الذي أثبت وعيًا رائعًا وطنيًا حينما ميز بين الشعار وبين الممارسة.