|
النص الكامل للحديث” الانتحاري”
الأحد 30 مايو 2004 21:54
أجرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي مقابلة صحفية خاصة مع رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، وبثتها خلال إحدى نشراتها الأخبارية مساء اليوم (الأحد). وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:
سيدي الرئيس، سيعرض شارون اليوم على حكومته خطته للانفصال عن غزة. إسرائيل مستعدة للانسحاب. هل أنتم، الفلسطينيين، مستعدون لتحمل المسؤولية الأمنية الكاملة في قطاع غزة؟
عرفات: لقد قلت في السابق، وبصراحة، إننا مستعدون. لكن لدي بعض الأسئلة. متى سينسحب؟ هل سينسحب انسحابًا حقيقيًا؟
لماذا رفض المصريون تولي المسؤولية عن المنطقة الحدودية التي تسمى محور "فيلادلفي"؟
عرفات: المصريون مستعدون لإرسال حوالي 60 شخصًا لمساعدتنا في المجالين الأمني والاقتصادي، ومن أجل مساعدتنا في الوضع الحالي. وهذا صحيح أيضًا بالنسبة للأردنيين، فهم أيضًا مستعدون لتقديم المساعدة.
هل هناك لقاءات مع مندوب إسرائيلي أيًا كان؟
عرفات: أعتقد أنه يوجد.
هل هناك لقاءات؟
عرفات: أعتقد نعم.
معك، مع الرئيس؟
عرفات: لا، ليس معي.
إنهم يقاطعونك.
عرفات: نعم، ولكن...
وإذا تجددت اللقاءات؟
عرفات: بكل سرور.
هل ستكون مستعدًا لعقد لقاء مع شارون؟
عرفات: نعم، بالطبع.
هل ستكون مستعدًا للقاء شارون؟
عرفات: ألم ألتقِ به من قبل؟
لكن اليوم؟ في هذه الأوضاع، وبعد كل ما جرى؟
عرفات: بعد كل ما جرى... بين من تعقـَد اتفاقية سلام؟ بين الأحبة؟ السلام يُصنع بين أشخاص يحاربون بعضهم بعضًا.
هل ترسل الآن رسالة إلى شارون، وتدعوه للقاء عرفات؟
عرفات: بكل سرور، وإذا كان لا يريد لقائي، فليلتقِ بأبو علاء.
وهل ستدعو إلى وقف العمليات وإلى وقف إطلاق النار؟
عرفات: من كلا الطرفين.
من كلا الطرفين؟
عرفات: نعم. بالضبط. هذا ما تتحدث عنه "خارطة الطريق".
دحلان: أوصي بأن لا يتم اللقاء في المقاطعة.
لماذا لا تلتقيان عند رئيس الحكومة في القدس؟
عرفات: لمَ لا؟
أنت مستعد للمجيء إلى القدس ولقاء شارون؟
عرفات: لمَ لا؟ ألم ألتقِ به في الماضي في أماكن كثيرة؟ إذا كنا نريد السلام، فهذا فوق كل رأي آخر.
لكنك تعرف أن الأمر متعلق ببوش، وبوش يقاطعك أيضًا.
عرفات: هو لا يقاطعني. العلاقات بيننا وبين الأمريكيين ما زالت متواصلة. صحيح أنه لا يلتقي بي، لكنه يتلقى مني رسائل، وأنا أتلقى منه ردودًا .
هل تريد أن تقول شيئًا لبنيامين نتنياهو، الذي يعارض الانسحاب؟
عرفات: أريد أن أقول له شيئـًا. من وقع معي على اتفاقية الخليل؟ أليس هو نتنياهو؟ أليس هما من وقعا معي على اتفاقية "واي"؟
مشكلتنا ليست بين الشعوب، وإنما بين القادة. وربما تكون المشكلة شخصية بينك وبين شارون.
عرفات: طيب، أنا أمد يدي لشارون، للكنيست، للحكومة وللشعب الإسرائيلي.
ونفتح صفحة جديدة؟
عرفات: لن نفتح صفحة جديدة، وإنما ننفذ ما يقترحه العالم علينا.
وستنتهي الانتفاضة؟
عرفات: هل المطلوب هو وقف الانتفاضة، أو وضع حد للعنف من الطرفين؟
كان هناك حديث في إسرائيل حول تولي محمد دحلان المسؤولية في قطاع غزة.
عرفات: لا، أنا أحتفظ له بوظيفة أخرى.
أي وظيفة؟
عرفات: لن أكشف لكما.
وماذا عن إطلاق صواريخ القسام ووقف متشددي حماس والجهاد؟
عرفات: ألم نستطيع أن نوقف ذلك لفترة طويلة؟
ما هو عدد المنتحرين الذين أوقفتموهم؟
عرفات: 34 عملية.
34 عملية انتحارية؟
عرفات: 34 عملية انتحارية.
خلال الفترة الأخيرة؟
عرفات: نعم.
بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين؟
عرفات: نعم، في الفترة الأخيرة، خلال الأسابيع الستة الأخيرة، لا بل في الأسابيع السبعة الأخيرة.
وهل هذا هو سبب الهدوء؟
عرفات: هذا ليس السبب الوحيد.
أنت قائد الثورة. لماذا لا تمنح الجيل الثاني، أبو فادي (محمد دحلان)، أبو رامي (جبريل رجوب)، فرصة القيادة، وتقول لهم: توكلوا على الله، واستمروا في طريقي؟
عرفات: جيد. أريد أن أسأل سؤالاً. لماذا بقي شارون في الحكم؟ هو كبير في السن مثلي. بيرس، هو أكبر مني سنـًا أم لا؟ القضية ليست قضية سن، إنما قضية أفعال. ولماذا؟ ألا يوجد الكثير من الرؤساء الكبار في العالم؟ أنا رئيس منتخب، أم أنني فرضت نفسي فرضًا؟ أنا أسأل. هل أنا رئيس منتخب؟
نعم.
عرفات: تفضل.
إذًا إبقَ في منصب رمزي.
عرفات: هذا ليس قراري، نحن نعمل وفق دستورنا.
كيف الحياة في ظل الحصار؟
عرفات: هذا ليس سهلاً. تصور، عندما أخرج لرؤية أشخاص أو للقاء أشخاص، وعندما تنكشف عيناي للشمس، فإنهما تدمعان، لأنني لست معتادًا على الشمس. لقد قال لي الطبيب: حاول الانكشاف للشمس، حتى ولو لنصف ساعة في اليوم. |
