|
ابو مازن ومحمد دحلان اصبحا الآن في
ذروة استعداداتهما للعودة الي السلطة.
شارون سيلتقي بوش في واشنطن منتصف الشهر الجاري
الناصرة ـ القدس العربي
ـ من زهير اندراوس5\5:
قالت الاذاعة الاسرائيلية العبرية الثلاثاء ان رئيس الوزراء الاسرائيلي
ارييل شارون، سيغادر البلاد في منتصف الشهر الجاري متوجها الي واشنطن
لاجراء محادثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش. وجاء هذا الاعلان الرسمي
بعد مرور اقل من ساعة علي اعلان مصادر مقربة من رئيس الوزراء
الاسرائيلي ان شارون قرر الغاء زيارته المقررة الي واشنطن بعد اسبوعين،
بسبب فشله في الاستفتاء الذي اجراه حزبه حول خطة فك الارتباط، واكدت
المصادر المقربة من ديوان شارون انه تراجع عن قراره وسيسافر الي واشنطن
للمشاركة في مؤتمر الجالية اليهودية ايباك والتقاء الرئيس بوش، علي
صعيد اعمال المؤتمر.
وكان شارون قد اجتمع بالرئيس الامريكي في منتصف الشهر الماضي نيسان
(ابريل) وحصل منه علي دعم مطلق لخطة فك الارتباط وعلي رسالة تعهدات كان
يأمل شارون ان تساعده علي تمرير الخطة في الاستفتاء، وتقرر في حينه ان
يلتقي شارون وبوش بعد الاستفتاء، علي هامش مؤتمر الجالية اليهودية
المقرر عقده في السابع عشر من ايار (مايو) الجاري. وفي ضوء فشله في
الاستفتاء نقل عن شارون، في وقت سابق انه قرر الغاء سفره لاعتقاده بانه
لا فائدة من اجراء لقاء اخر مع الرئيس الامريكي في ظل الظروف الحالية،
الا ان شارون تراجع، كما يبدو عن قراره، بعد ان طلبت الادارة الامريكية
رسميا من الحكومة الاسرائيلية تفسيرات وتوضيحات حول فشل خطة فك
الارتباط وعن البدائل التي سيطرحها شارون للمضي قدما في ما اسمته
المصادر الاسرائيلية العملية السلمية، ووصفت المصادر الاسرائيلية
المكالمة الهاتفية بين المحامي دوف فايسغلاس، مدير ديوان شارون وبين
كوندوليسا رايس، مستشارة الامن القومي في الادارة الامريكية بانها كانت
صعبة للغاية.
وكان شارون قد التقي صباح امس وزير خارجيته، سيلفان شالوم، جيث افاد
مصدر مطلع ومقرب منهما ان شارون وشالوم ناقشا التطورات السياسية في ضوء
نتائج الاستفتاء، كما ناقشا المسائل التي سيتناولها شالوم مع نظرائه
الاوروبيين خلال اجتماعه بهم في العاصمة الايرلندية، دبلن غدا الخميس.
وحسب المصدر ابلغ شارون وزير خارجيته، اصراره علي المضي قدما في تنفيذ
الخطة السياسية بهدف تحقيق الامن والهدوء، علي حد تعبير المصدر. كما
نقل المصدر عن شالوم، قوله ان اسرائيل ملتزمة بالسلام وستبذل كل جهد من
اجل التوصل اليه، لكنها ستضغط علي اوروبا كي تضغط بدورها علي
الفلسطينيين ليعملوا علي تصفية الارهاب وتنفيذ الاصلاحات في السلطة
الفلسطينية، كما ذكرت الاذاعة العبرية الرسمية نقلا عن المصدر
الاسرائيلي المطلع. الي ذلك قال المحلل السياسي في صحيفة معاريف
الاسرائيلية الثلاثاء بن كاسبيت، المعروف بصلاته الوثيقة مع مكتب شارون
ان ثمة غضبا لدي شارون والمقربين منه علي وزير المالية بنيامين
نتنياهو، الذي لم يفعل شيئا من اجل اقناع منتسبي الليكود بالتصويت
لصالح خطة فك الارتباط، ونفت المصادر المقربة من شارون نفيا قاطعا ان
تكون لدي شارون النية باقالة نتنياهو، لان خطوة من هذا القبيل ستفتح
الباب علي مصراعيه امام الحرب الداخلية في الليكود وهو الامر الذي لا
يصب في مصلحة شارون. وافادت الصحيفة بان تحليلات جرت حول تصويت منتسبي
الليكود علي استفتاء خطة فك الارتباط، اظهرت ان في الفروع التي يتمتع
نتنياهو فيها بنسبة تأييد عالية، مثل فرع القدس الذي يشمل 20 بالمئة من
منتسبي الليكود، صوت المنتسبون فيها ضد الخطة. ووصف مقربون من شارون
تصرفات نتنياهو بـالخيانة. واضافوا ان نتنياهو عمل بالخفاء ضد الخطة
لانه يعلم انه اذا عارضها علانية فانه منته بالنسبة للجمهور الاسرائيلي
وللامريكيين. لكن شارون اعلن، كما قالت الصحيفة، انه لن ينشغل في هذه
الفترة في المحاسبات والثأر من الوزراء الذين لم يدعموا خطته. واضاف
كاسبيت انه في هذه الاثناء لم يبدأ شارون في خطة سياسية بديلة لخطة فك
الارتباط لكن البدائل بدأت تتبلور، علي حد قوله.
وتابع المحلل السياسي الاسرائيلي، وصلت من جهاز الامن الاسرائيلي حصرا
وتستند الي تقييمات بان محمود عباس (ابو مازن) ومحمد دحلان اصبحا الآن
في ذروة استعداداتهما للعودة الي السلطة. وبموجب الفكرة الآخذة
بالتبلور لدي اسرائيل فانها علي استعداد للذهاب في عملية سياسية امنية
ملموسة مع الفلسطينيين، شريطة ان يعود ابو مازن الي السلطة ويكون
مستعدا لتحمل المسؤولية والسير في خطة امنية مفصلة. وفي وضع كهذا ستكون
اسرائيل، شدد الصحافي الاسرائيلي نقلا عن مصادر مقربة من شارون، مستعدة
لتسليم الفلسطينيين قطاع غزة واخلاء مستوطنات بشكل تدريجي مقابل اتفاق
مرحلي اسرائيلي ـ فلسطيني.
واكدت الصحيفة ان التحليلات التي اجريت في اعقاب الاستفتاء دلت علي ان
منتسبي الليكود لا يعارضون الانسحاب من غزة ولكنهم ايضا غير مستعدين
القيام بذلك مجانا في خطوة احادية الجانب وانما يفضلون ان يشعروا بوجود
تقدم باتجاه اتفاق مع الفلسطينيين.
واضافت الصحيفة الاسرائيلية انه اذا اراد شارون اعداد خطة جديدة عليه
اجراء تغييرات كبيرة عن فك الارتبط وفي اساسها ان تكون خالية من غياب
شريك فلسطيني. وقالت ان خطة جديدة تحتاج الي مساعدة الامريكيين
والاوروبيين لاعادة صنع شريك فلسطيني من جديد للشخصية الجديدة-القديمة
ابو مازن، علي حد قول المحلل السياسي الاسرائيلي.
|
