فلسطين الحرة فلسطين الحرة

  • الرئيسية
  • من نحن
  • كاريكاتير
  • ونحن نجيب
  • شارك معنا
  • اتصل بنا
Home / تفريط وتنازلات / لقاء دحلان في العربية 04/08/04

لقاء دحلان في العربية 04/08/04

08/12/2023

 

 

بالعربي: لقاء مع محمد دحلان
الاربعاء ( 18 جمادى الثانية 1425 هـ) الـسـاعة 12:54 م
Wednesday , August 04 , 2004 12:54:41


اسم البرنامج: بالعربي
مقدم البرنامج: جيزال خوري
تاريخ الحلقة: الأحد  1/8/2004

ضيف الحلقة:
 محمد دحلان (الوزير السابق للشؤون الأمنية في حكومة أبو مازن)

جيزال خوري: مسا الخير.
 إعلان شارون عن الانسحاب من غزة فجّر أزمة حركة فتح, التي كانت ناراًًً تحت الرماد منذ سنوات, بعيداً عن الحرتقات, والمؤامرات, والفساد والإصلاح للانسحاب من غزة قراءتان وموقفان سياسيان داخل الساحة الفلسطينية, الموقف الأول والذي يمثله أنصار الرئيس ياسر عرفات متخوّف من مستقبل الضفة الغربية, ومن العودة إلى حالة 94 – 2000 أي الاستقلال في الظاهر، والاحتلال لكل مرافق الحياة في غزة والقطاع والضفة بطبيعة الحال, الموقف الثاني والذي يمثله محمد دحلان الوزير السابق للشؤون الأمنية في حكومة أبو مازن متحمس للانسحاب من غزة, باعتباره انتصاراً للشعب الفلسطيني على الاحتلال ولو من غزة فقط, معقل ومنشأ دحلان أصلاً, لكن للحالة الفلسطينية خطوط حمراء, كالاقتتال الداخلي, أو الفوضى, أو المس برمز القضية الفلسطينية الرئيس ياسر عرفات, محمد دحلان ضيف برنامج بالعربي الليلة عبر الأقمار الصناعية, بداية من هو هذا المتهم الأول لتحريك الشارع الغزاوي؟ تقرير كارين طرابي.

بطاقة محمد دحلان الشخصية

 كارين طرابي: هل يمثل العقيد محمد دحلان فعلاً العصب الأمني في الداخل الفلسطيني حتى عندما يكون غائباً, حاضراً عن ساحة المعركة؟ من المؤكد أن نفوذ وزير الداخلية السابق ونضالاته الثورية والسلمية يجعلون منه أحد أبرز القياديين الفلسطينيين, رغم أنه أكثرهم شباباً, ولد محمد دحلان لاجئاً في مخيم خان يونس عام 1961م, ودرس في الجامعة الإسلامية بغزة, حيث برز كقائد حركة شبيبة فتح, اعتقل في السجون الإسرائيلية عشر مرات, ما بيـن 1981م و 1986م, تعلم أثناءها اللغة العبرية, قبل ترحيله عام 1988م ليواصل بعد ذلك تنظيم الاحتجاجات في الضفة الغربية وغزة من مقر منظمة التحرير في تونس آنذاك, شارك في إعداد اتفاقية أوسلو, وفي مختلف جولات المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي, ليعود بعد قيام السلطة الوطنية إلى غزة كقائد لقوات الأمن الوقائي, في العام 2002م عينه الرئيس عرفات مستشاراً للأمن القومي, ليتولى بعد ذلك في حكومة محمود عباس الحقيبة الأكثر جدلاً وزارة الداخلية, والتي استقال منها مع استقالة أبو مازن, وإذ شهدت علاقته مع الرئيس الفلسطيني مداً وجزراً, توجهت أصابع الاتهام في الاضطرابات الأخيرة التي شهدها القطاع إلى رجل غزة القوي, صاحب العلاقات المتينة مع الإسرائيليين, والأميركيين, والمصريين, فما هو الدور الذي يطمح أن يلعبه محمد دحلان.
جيزال خوري: محمد دحلان مسا الخير ما بعرف إذا فينا نبدأ بالسؤال اللي سأله التقرير شو طموحات محمد دحلان؟


محمد دحلان: يبدو أن الجدل حول هذا الطموح أو حول هذا الدور لن ينتهي بسبب الكثير من التداخلات, أنا قلت في أكثر من مكان وفي أكثر من مرة أن طموحي أن أبحث عن دور يلائم ويتلاءم مع طموح الشعب الفلسطيني, الذي يريد أن يتحرر من الاحتلال الإسرائيلي, وأن يبدأ ببناء دولة فلسطينية مستقلة نجد فيها كرامة فُقدت على مدى الـ50 سنة الماضية, وشعب دُمر وحُطم كل مقومات بقائه عبر السنوات الماضية, لا يوجد لدي هدف شخصي, ولو كان ذلك موجوداً لما استقلت في المرة الأولى من جهاز الأمن الوقائي, في ذروة علاقتي الإيجابية مع الرئيس عرفات بعد عمل استمر 15 عاماً, كنت معه في لحظات الضعف, وفي لحظات القوة, في لحظات الفرح وفي لحظات الغضب, تركته بعد أن فقدت الأمل في إمكانية تغيير نمط العمل الفلسطيني الداخلي, ثم مكثت 7شهور خارج الحكومة.
جيزال خوري: نحن ما بدنا نرجع كتير للماضي إذا بتسمح, يعني حكيت إنت بتطمح يكون عندك دور لمصلحة الشعب الفلسطيني, تماماً أنا هيدا الدور اللّي بدي أحكي عنه, ما رح أرجع للي صار بغزة, واللّي ممكن يحصل في أي لحظة, أو ما يحصل اليوم, قلت إنو أنت متهم بهالمشاغبات, ولكن ليس شرف يعني هذا شرف لك إذا اتهمت فيه, أنا بدي أعرف مزبوط تماماً دورك فيما حصل في غزة في المدة الأخيرة؟


محمد دحلان: يعني أولاً أرجو أن لا يؤخذ حديثي في أنني أطمح في أكون لي دور, أنا لا أريد أن يكون لي دور في الحكومة أو دور أو منصب, لا أبحث عن منصب, أو موقع, لذلك تركت المواقع, ولكن هذا لا يعني في المطلق أن أنزوي, أنا مناضل ناضلت في أوساط الشعب الفلسطيني, في العمل الرسمي وغير الرسمي, لذلك أنا أعمل في العمل العام الآن, على أساس أن نشكل رافعة للشعب الفلسطيني, وللسلطة الفلسطينية لأداء دورها في المستقبل, خاصة الخروج من هذه الأزمة الطاحنة التي يعيشها الوضع الداخلي الفلسطيني في مواجهة إسرائيل, التي أصبحت يدها مطلقة في الساحة الدولية, في حين رُفع الغطاء الدولي عن الشعب الفلسطيني, وبالتالي مسألة الأحداث في غزة أولاً أنا لا أجد فيها تهمة, ولا أجد فيها معرة أن يخرج للشعب الفلسطيني بشكل سلمي, للتعبير عن ملله مما حدث عبر العشر سنوات الماضية, مطالباً بإصلاحات جدية, ومطالباً بإعادة الاعتبار لحركة فتح, لأن من خرج في المظاهرات الأخيرة هم كادر حركة فتح, الذي عبر عن امتعاضه من أداء الحركة, وعن امتعاضه من تقصير قيادة الحركة, وتركها لقدرها مقابل تنظيمات فلسطينية أخرى, تمتد وتزدهر وتنمو على حساب الحركة, التي لها إرث مئات عشرات الشهداء, وآلاف الجرحى, ومعاناة المعتقلين.
جيزال خوري: نحن رح نرجع لهالتنظيمات بس إنت دورك شو كان يعني إنت.. يعني كل الناس متفقة بإنو..
محمد دحلان: لا أخفي دوري المعلن,..
جيزال خوري: شو هو؟
محمد دحلان: جيزال أنا لا أخفي دوري, وطلبي في أن السلطة يجب أن تُعيد الاعتبار للعمل الفلسطيني بكامله, على المستوى السياسي, والإداري, والتنظيمي, وكل المستويات التي تنقذنا وتحرّكنا من هذا الواقع الذي نعيشه إلى واقع أفضل, لذلك أنا تضامنت مع كل هذه الحركة التي طالبت الرئيس عرفات بإجراء إصلاحات, وفي نفس الوقت أنا من الذين سعوا حين تجاوز بعض الإخوة في مدينة رفح, أو في مدينة خان يونس تجاوزوا واعتدوا على مراكز السلطة, قلنا أن مراكز السلطة هي ملك للشعب الفلسطيني, وهي ملك عام وليست خاص, وبالتالي من يريد أن يعبّر عن وجهة نظره في التعيينات الأخيرة يجب أن يعبر عن ذلك على أساس وقواعد واضحة, وهي أن تكون المسيرات سلمية, وأن يكون فيها تحريماً كاملاً للاعتداء على أي موقع هنا أو هناك, لذلك بعد الخطأ الأول أو التجاوز الأول الذي حدث في مدينة رفح لم يحدث أي تجاوز آخر, بدليل أن عشرات الآلاف خرجوا من كوادر فتح في مدينة غزة في مسيرة عظيمة, نادت وطالبت الرئيس عرفات بإحداث تغييرات أو إحداث تعديلات في العمل الفلسطيني,لم يحدث من هذه المسيرة رغم أن جزءاً منها كان مسلحاً, لم يحدث تجاوزاً واحداً.
جيزال خوري: نعم بس فيه تجاوزات.

رؤية دحلان لأحداث غزة

محمد دحلان: قدّر بعض الإخوة أن هذه المسيرة ربما تعتدي على موقع هنا أو هناك, تم تغيير مسير المسيرة, أو طريق هذه المسيرة حتى لا يكون هناك احتكاك بين الإخوة, لذلك نحن نريد نشر ثقافة الاحتجاج السلمي, في داخل السلطة وداخل حركة فتح, حتى نستطيع أن نغيّر أو نستطيع أن نضغط باتجاه التغيير, ولم نتبنى إلا شعارات المجلس التشريعي, التي طُرحت من خلال المطالب التي قدمها المجلس التشريعي بما عُرف فيما بعد بوثيقة الإصلاح من المجلس, التي مرّ عليها ما يقارب (4أو5) سنوات, لم يُؤخذ بها إلا في الفترة الأخيرة.
جيزال خوري: طيب, بس هيدا يعني بعدين منحكي عن التوقيت, عم تقول عن التجاوزات, هناك تجاوزات أخرى غير حرق مقرات السلطة, هناك يعني ثقافة ثانية وهي خطف وأخذ رهائن.
محمد دحلان: هذه الثقافة أولاً ليس لنا علاقة بها, وهذه الثقافة هي ثقافة طارئة على المجتمع الفلسطيني, وعلى العمل الفلسطيني, خاصة أولئك الذين قاتلوا على مدى سنوات طويلة من الاحتلال, أولاً.. لذلك نحن اختلط الحابل بالنابل, أو حاول البعض الذين يريدون أن يخلطوا الحابل بالنابل, أولاً أريد أن أستعرض ذلك حادثة حادثة, حادثة اختطاف غازي الجبالي الكل يعلم أن هناك غضباً من تعيين الأخ غازي الجبالي في موقع الشرطة, بعد أن طُرد من موقعه وشُكلت له لجنة من الرئيس عرفات للتحقيق معه, قبل وجود الأخ أبو مازن في رئاسة الوزراء, ثم بقدرة قادر أُعيد إلى موقعه مما دفع الكثيرين للتعبير عن امتعاضهم لهذا الحدث, كيف يُتهم تارة, وكيف يُعاد إلى موقعه تارة أخرى.
جيزال خوري: بس خطف الرهائن الفرنسيين؟
محمد دحلان: دعيني أكمل, دعيني أكمل، وبالتالي الإخوة الذين اختطفوا غازي الجبالي كان معزوماً بطرفهم على وجبة غداء وهم أصدقاء, بالإضافة إلى ذلك أن هؤلاء الإخوة هم محميون من الأخ أبو عمار طيلة الفترة السابقة, ولم يكونوا طارئين على العمل الفلسطيني, وكل تجهيزاتهم يأخذوها من السلطة الفلسطينية, الشمس لا تُغطى بغربال, وبالتالي إذا حدث خطأ من بعض الإخوة أن يُتهم طرف هناك, أو طرف هناك, ثانياً الإخوة الذين خطفوا أو تظاهروا بخطف, وأنا أعتقد أنه لم يكن هناك خطف حقيقي للفرنسيين, هم مناضلون معروفون من الانتفاضة الأولى, والانتفاضة الثانية, وهم موظفون من السلطة الفلسطينية, وتحديداً من قوات متعددة في الأجهزة الأمنية, ومعروف أنهم يتلقون إمكانياتهم أيضاً من السلطة الفلسطينية, وبالتالي خطفوا لأسباب هم أعلنوا عنها, يريدون أن يُعلنوا تضامنهم مع الرئيس عرفات, وبالتالي هذان الحدثان ليس لهم علاقة بمسيرات تطالب بالإصلاح في العمل الفلسطيني, وإن كانت تحاول إسناد بالطريقة التي يروها ملائمة, وهم أعلنوا ذلك, وهم قالوا أنهم يتحملون مسؤولية هذا السلوك, لذلك يجب عدم الخلط بين السلوك العام الذي يطالب به معظم الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وانتماءاته, وبين خطأ هنا وخطأ هناك.
جيزال خوري: محمد دحلان أنت بتعرف كتير منيح يمكن أكثر من غيرك أنو وقت الواحد بيبلّش بفوضى معينة, أو باحتجاجات معينة مش كتير منظمة بتفلت شوي من ايد الناس, فبيصير فيه تجاوزات في بداية هذه المرحلة بما سمي انتفاضة الإصلاح ممكن أن تفلت من أيديكم, أنا تماماً بدي أعرف قديش أنت مستلم الشارع الغزاوي؟ السؤال الآخر أين هو هوى غزة اليوم؟ هل هو مع الرئيس ياسر عرفات, أم هو مع الحركة الإصلاحية مثل ما سميتوا حالكم بقيادة محمد دحلان؟
محمد دحلان: لالالا أنا أولاً قطاع غزة بكامله من أقصى مخيم رفح, حتى آخر مدينة بيت حانون هي مع الرئيس عرفات وللرئيس عرفات, ولكنها ليست مع أولئك الذين يمارسون كل أنواع الفواحش, وأولئك الذين اغتصبوا وقتلوا ودمروا وسرقوا ونهبوا وحرروا, وبالتالي الشعب الفلسطيني لا جدال على أنه مع الرئيس عرفات, ولكنه ليس مع الفاسدين, وليس مع الاستمرار هذه حالة الفوضى التي يعيشها الشعب الفلسطيني, ثانياً إن حالة الفوضى التي يعيشها قطاع غزة والضفة الغربية, هو نتاج طبيعي لسببين أو لعاملين: الأول هو الاحتلال الإسرائيلي وعملية السور الواقي, وما تلا ذلك من خسائر أو مكاسب في الانتفاضة, والثاني هو أن السلطة قد نظمت العمل الفلسطيني الذي سيقود إلى الفوضى الداخلية, كونه غير منظم, غير مؤطّر لا يحاسب أحد, وكل الأمور متعلقة بشخص واحد ولا أحد يمون على أي موقع, و12 جهاز أمني, وكل 3 أشهر كما يُشاع في المجتمع الفلسطيني أن الوزارات أصبحت بمثابة عمل بطالة, كل من لا يجد له عملاً يُفترض أن يكون وزيراً, وبالتالي كل حالة عدم التنظيم قادت إلى هذه الفوضى, لأن من يفعل ومن يمارس الفوضى هم منتمون إلى السلطة, وليسوا مواطنين عاديين, المواطن العادي لا يجرؤ أن يرتكب أخطاءً, وبالتالي الأخطاء التي ارتكبت بالتدريج تراكمت ووصلت بنا إلى هذه النتيجة, لذلك نحن نطالب فقط بإعادة صياغة وتنظيم السلطة, وسجلوا علينا نحن لا نريد مواقع, ولا نريد امتيازات, نحن نريد أن نرى مجتمعاً مختلفاً عما هو عليه الآن, نحن نريد أن نرى السلطة الفلسطينية في أحسن حال, لا نريد أن نرى السلطة مهشمة, سلطة مدمرة, سلطة مقصرة, سلطة عملياً موجودة بشكل نظري, وبالتالي كل هذا الهذيان الذي يصدر من بعض الموَسوسِين أقول أن هذا غير صحيح, ونحن لا نريد أن نكون طرفاً في أن تُحطّم السلطة الفلسطينية, ولكن في نفس الوقت هذا لا يلغي مطالبتنا بالإصلاح, لا يلغي مطالبتنا فقط نحن لا نريد أن نطلب أكثر مما طلبه المجلس التشريعي في عام 2001 أو 2002 في وثيقته المعروفة بوثيقة الإصلاح, أو المجلس الثوري لحركة فتح, الذي طالب في عام 97 وقدم وثيقة إصلاح للرئيس عرفات, وبالتالي قبل أن تطالب أميركا وإسرائيل, وكل ما قيل فيما بعد بأنه شروط, كان المجلس الثوري سباقاً لذلك, وكان المجلس التشريعي سباقاً لذلك, لذلك الآن أعتقد أن هذا المأزق الذي نعيشه لن نخرج منه إلا بإعادة صياغة العمل الفلسطيني بشكل كامل, وعلى رأس هذا العمل الرئيس عرفات, ولكن ليس بهذه الطريقة التي تكون فيها التعيينات بطريقة استفزازية للجمهور الفلسطيني, واستفزازية لكل وطني فلسطيني محترم, يريد أن يرى مخرجاً مشرفاً لحياة الفلسطينيين, التي نعيشها وهي مأزومة على كل المستويات, لم يبقَ لنا إلا قدرتنا على الصمود, وقدرتنا على تحمّل أعباء الاحتلال, فلا يجوز أن نتحمّل أعباء الاحتلال وأعباء بعض الموظفين في السلطة الفلسطينية.
جيزال خوري: محمد دحلان أنا بشكل موجز بدي تجاوبني على السؤال, يعني إن بدك أو ما بدك هناك قطبان اليوم, فيه أنصار الرئيس ياسر عرفات, وفي ناس اللي ماشيين معك, هل ما بتعتقد يعني حتى لو ما بدّوا الرئيس ياسر عرفات إنه يحطّك بهذا الفخ, هناك قطبان اليوم في فلسطين داخل السلطة, هل تعتقد إنه في النهاية وحسب طبعاً كل التجارب السابقة في النهاية الرئيس أبو عمار هو الذي يربح لأن الشعب معه؟

محمد دحلان: نحن لا نريد للرئيس عرفات إلا أن يربح يا أختي جيزال أرجو أن لا يُفهم من أي سلوك لنا, بعيداً عن التحريض الإسرائيلي من خلال الإعلام الذي يوسوس ليل نهار لإثارة الفتن, وإثارة البغضاء بيننا وبين الرئيس عرفات, وبيننا وبين المسؤولين النظيفين في السلطة الفلسطينية, كما جرى بالأمس أن ما قيل وما تُرك من ادعاءات من بعض الصحافة الصفراء أنني أهدد الرئيس عرفات هذا غير صحيح, هذا معيب بحقي, نحن فئتان واتجاهان, والاتجاهان للرئيس عرفات اتجاه فاسد وهو أقلية, واتجاه نظيف وهو يمثل أغلبية حركة فتح, والاتجاهان للرئيس عرفات, آن الآوان أن يُحاسَب الفاسدون الذين لا يستطيعون أن يشكلوا حماية للرئيس عرفات, نحن لا نريد أن نعاقب أحداً, ولكن آن الآوان أن نقف ونفكر بطريقة مختلفة عن السابق وعلى كل المستويات, أنا أحمد الله أن الرئيس عرفات قد وافق للإخوة في اللجنة الخاصة في المجلس التشريعي على المطالب التي قدموها للرئيس عرفات, وهي الآن تنتقل إلى الأخ أبو علاء كرئيس للوزراء, والإخوة أعضاء المجلس التشريعي أن ينفّذوا هذه الموافقات إلى إجراءات تنفيذية لصالح الشعب الفلسطيني, لأن هذه الموافقات النظرية لا معنى لها إذا لم تُنفذ على الأرض كواقع سياسي وإداري وتنظيمي.
جيزال خوري: إذا بتسمح لح نحكي عن هيدا الموضوع بعد هذا الفاصل الإعلاني. 
                            [فاصل إعلاني]

أسئلة تحت الحزام

جيزال خوري: نعود إلى برنامج بالعربي وضيفنا هو محمد دحلان, أبو فادي يعني بدك تسمح لي أنا ما بدي فوت أبداً بقصة الفساد لأنو بفتكر هي متاهات, في الساحة الفلسطينية, يمكن في الساحة العربية عامة, بس يعني في ناس بتقول إنو طيب مين عم بيحاسب مين في هذه السلطة؟ وبدي يعني منك جواب صريح إذا طُلب منك أن تجيب على أسئلة أو محاكمة بشكل من أين لك هذا؟ هل أنت مستعد؟


محمد دحلان: أنا أول شخص على برامج التلفزيون المحلي والتلفزيون الفلسطيني, أنا أول شخص, أول شخص ولا زلت متمسك بموقفي, وأنا جاهز لأي فتح ملفات قديمة كانت أو حديثة على أي شخص, وأنا سأبدأ بنفسي, ولكن أن تشكل هيئة وطنية جدية, ترُاجع الجميع بلا استثناء, وأنا أول متطوع للمثول أمام هذه اللجنة, حتى نشكل سابقة في تاريخ الشعب الفلسطيني, لتطبيق شعار من أين لك هذا؟ والذي رُفع في عام 1970م ولم يتحرك حتى الآن, هناك قضايا واضحة, هناك قضايا بارزة, هناك قضايا معروفة, ملفات معروفة لدى الجميع, لا تفتح, لا أريد أن أقول الإسمنت الذي هرّب للاستيطان, ولا أقول.. لأ أنا أتحدث عن قضايا محسوسة للشارع الفلسطيني, ومعروف من هم أمراؤها, وبالتالي حتى لا يختلط الحابل بالنابل لأن الوضع الفلسطيني بهذه الطريقة قد خلت عن قصد وعن وعي, لا يوجد فرق بين عميل ووطني, إذا وصل الحد في بعض أعضاء اللجنة المركزية أن يشككوا في الأخ “مروان البرغوثي” مثلاً, وهو شخص لم يفاوض إسرائيل, ولم يعمل في عمل أمني, حتى يكون فيه هناك مجال للتشكيك فيه, فقط لأنه ينافس على أخذ دور كبير في…
جيزيل خوري [مقاطعةً]: ما زال حكيت عن مروان البرغوثي معلش..
محمد دحلان[متابعاً]: أخذوا أسماء مثل الأخ أبو عمار, يعرف الأسماء هذه التي شككت, ثم بعد ذلك شككت في الأخ أبو مازن, ثم بي, أن يتحول كل العمل الفلسطيني إلى متهمين فقط, تارةً هؤلاء الإسرائيليون, وتارة هؤلاء تيار أميركي, وتارةً.. لا يجوز أن..
جيزال خوري [مقاطعةً]: علشان هيك أنا أعتقد أنها متاهة.
محمد دحلان [متابعاً]: الاتهام بهذه الطريقة..
جيزال خوري [مقاطعةً]: لأ خليني يعني نحكي, إنت حكيت عن مروان البرغوثي, هل يعني فيه أصداء لمروان البرغوثي ومن مروان البرغوثي عما يحصل؟
محمد دحلان: أنا لست بصدد أن أوزع تشكيلات عمل فلسطيني أو مواقع عمل فلسطيني, الأخ مروان البرغوثي معروف بمواقفه قبل أن يعتقل, وكانت معلنة..
جيزال خوري [مقاطعةً]: هلأ معو خبر شو صار؟ هلأ معو خبر شو صار؟
محمد دحلان: طبعاً معاه, طبعاً لديه معظم التفاصيل, الأخ مروان مسموح له في زنزانته المعزول فيها أن يشاهد محطتين فضائيتين كما أعتقد الـ
LBC, لا أذكر تلك القنوات, ولكن يتابع عن كثب من خلال محامين وأصدقاء له يزورونه, أجانب يتضامنون معه, ولدينا اتصال دائم معه, ونأمل من الله أن يأتي اليوم الذي يتم الإفراج عن هذا المناضل الذي استطاع أن ينقل حركة فتح من مكان إلى مكان, واستطاع أن يظلل أبناء الحركة بهذه الانتفاضة, واستطاع أن يسجل بصمة فتح في هذه الانتفاضة المميزة.
جيزال خوري: شو رأيه مروان البرغوثي؟
محمد دحلان: مكافأة لذلك شكك بكل شيء, ولا أريد أن أستخدم ذلك عبر الفضائيات, ولكن معروفون الأشخاص الذين اتهموا الأخ مروان, معروفون بالأسماء,..
جيزال خوري [مقاطعةً]: لأ أنا عم بحكي رأيه بالإصلاح؟ رأيه بما يسمى اليوم انتفاضة الإصلاح؟ هل عنده موقف معين؟
محمد دحلان: أنا لا أستطيع أن أتحدث باسم الأخ مروان, وأنا من الذين كانوا ضد أن يستخدم اسم الأخ مروان في أي نشاط في الفترة في الآونة الأخيرة حتى لا يتهم, أو حتى لا يأتي.. لا يخدش اسمه, ولا يخدش نضاله, نحن تعوّدنا على العمل الفلسطيني الداخلي, لا أريد أن أسبب عذابات جديدة لشخص معزول على مدى سنتين وشهرين في زنزانة انفرادية.
جيزال خوري: كتائب شهداء الأقصى مع مين محمد دحلان؟ هل هن مقسومين؟


محمد دحلان: شهداء الأقصى مع نفسها ومع فتح, شهداء الأقصى كتائب شهداء الأقصى هي التي ابتدعت فكرة الإصلاح, وقدمت وثيقة مكتوبة للرئيس عرفات, وقدمت وثيقة مكتوبة للإخوة في أعضاء اللجنة المركزية, أقصد الصالحين من أعضاء اللجنة المركزية, وقدمت وثيقة مكتوبة لمعظم الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية, ولم يتركوا أحداً وأنا من أولئك الذين قُدمت لهم هذه الوثيقة, طرحت موقفي ورأيي فيها, وأعدتها للإخوة في كتائب شهداء الأقصى, التي استطاعت أن تعيد الحياة والدم لحركة فتح بعد أن فقدتها فترة طويلة من خلال العمليات البطولية التي قامت بها, ولا أنكر هنا أن هناك بعض الأخطاء ارتكبتها كتائب شهداء الأقصى في عملية هنا أو هناك, ولكن هذه الحركة استطاعت أن تُعيد لحركة فتح هيبتها وقوتها وقدرتها في الشارع الفلسطيني، هم اقترحوا وثيقة إصلاح نحن لم نقترح وثائق إصلاح, الوثيقة الوحيدة للإصلاح المطروحة من قبل حركة فتح هي من قبل حركة.. من قبل الإخوة في كتائب..
جيزال خوري [مقاطعاً]: شهداء الأقصى، أنت بتمون عليهن؟
محمد دحلان : عفواً؟
جيزال خوري: أنت بتمون عليهن لكتائب شهداء الأقصى؟
محمد دحلان : أنا أمون على الكثير من الإخوة الذين عملت معهم, سواء في بداية الثمانينات الذي عملنا في تأسيس حركة الشبيبة, التي شكلت ذراعاً سياسياً استطاع أن يعيد الهيبة لحركة فتح على المستوى التنظيمي والسياسي، وكذلك ممن عشنا معهم في السجون أو في الانتفاضة الأولى أو في الانتفاضة الثانية، ولكنني لا أطرح نفسي كمركز قوة, أنا لا زلت أقول أننا نحن سيف بيد السلطة الفلسطينية, وسيف بيد الشعب الفلسطيني، وسنبقى كذلك نحن لن نكرر مآسي فتح في الانشقاقات, والتدمير والقتل, الذي كان بارزاً في تجربة بيروت للثورة الفلسطينية, وبالتالي نحن بيد الشعب الفلسطيني ونحن بيد السلطة الفلسطينية، ونحن سلفاً نقول لن نكلف الرئيس عرفات أو الأخ أبو علاء بمواقع، ولكن نحن نريد أن نعيش في مكان مختلف عن المكان الذي نعيش فيه الآن أقصد سياسياً، ونستطيع أن نكون في مكان مختلف عن المكان الذي نعيشه, بأن نترك الفرصة أمام التوظيف بطريقة محترمة للمواطنين، مش بالطريقة المحسوبة والمحسوبية والطريقة المذلة لكل مواطن فلسطيني، لدينا فرص أن نعيد الاعتبار للشعب الفلسطيني..
جيزال خوري [مقاطعاً]: طيب ليش عم تطالبوا بتعديل الوزارة؟
محمد دحلان [متابعاً]: القضايا المتعلقة بالاحتلال وصعوبات وجود الاحتلال ونحن نسلم أن السلطة لا تستطيع أن تقوم بكل شيء, ولكنها تستطيع أن تعالج الكثير من القضايا التي تمس المواطن الفلسطيني.
جيزال خوري: ليش عم تطالبوا بتعديل الوزارة؟ أنو يعني شو خصكن أنتو بتعديل الوزارة؟
محمد دحلان : إذا كانت الوزارة شو خصها، وإذا كانت المجلس التشريعي شو خصه، وإذا كان الأجهزة الأمنية شو خصها، وإذا كان الرئيس عرفات شو خصه، وإذا كان الرئيس أبو علاء رئيس الوزراء يشكو ويشتكي هذه عملية متناغمة تبدأ من الرئيس عرفات وتنتهي بآخر طفل فلسطيني، أنا حتى هذه اللحظة لا أعرف ما هو الموقف السياسي للسلطة, ولا أعرف ما هو الموقف السياسي للسلطة، ولا أعرف الموقف السياسي لحركة فتح، وبالمناسبة أنا عشت وخرجت من السلطة ولا أعرف إذا كان لنا موقف سياسي موحد أم لا، كل عضو لجنة المركزية له موقف خاص به, وسياسة خارجية خاصة به، أتحدى إذا كان هناك تعميم جدي يقول أن حركة فتح رأيها في الموقف كذا وكذا..


جيزال خوري [مقاطعاً]: محمد دحلان إذا بتسمح في شي كتير يعني يمكن جدي للمستقبل غير قصة المناوشات ويعني الإصلاحات، متل ما قلت في المقدمة هناك يعني موقفين من عملية الانسحاب من غزة، الواضح إنك أنت متحمس للانسحاب من غزة, خلينا نقول بنيات حسنة جداً, وهي طبعاً الانتصار على الاحتلال، ولكن الرئيس ياسر عرفات لديه مخاوف كثيرة أولاً: من يضمن مستقبل الضفة؟
محمد دحلان : صمودنا وقتالنا وقدرتنا على البقاء هو الذي يضمن الضفة فقط، أولاً فكرة الانسحاب من قطاع غزة أنا من أولئك الذين كانوا يقولون: أنه لا يوجد أي تحرك سياسي حتى عام 2007، وأنا لا زلت مقتنعاً أنه ما دام شارون حياً يُرزَق لن يكون هناك لنا مستقبل لاتفاق سياسي مع حكومة شارون، فجأة المؤسسة العسكرية وصلت إلى قناعة بضرورة إقناع شارون بالانسحاب من قطاع غزة، وطُرحَت هذه الفكرة بعد أن كان شارون قبل شهرين من 2 شباط حين أعلن موقفه بالانسحاب من غزة كان يقول عن نتساريم أنها قلب تل أبيب أو تساوي تل أبيب أو تماثل تل أبيب, وأن كفار داروم هي عمق التاريخ اليهودي، كون إسرائيل قد اشترتها منذ سنوات طويلة, فجأة تحول هذا الموقف وإسرائيل التي رفضت في أثناء حكومة أبو مازن، وأنا من الذين فاوضوا عليها  رفضت أن تفتح شارعاً في قطاع غزة, فجأة تريد الانسحاب من قطاع غزة.
جيزال خوري: طيب ليش؟
محمد دحلان: فلنفترض أن هناك مؤامرة كبرى, أين دور السلطة في كشف هذه المؤامرة؟ وفي أن تعيد الاعتبار لأدوات عملها وأن تخرج من هذه المؤامرة؟
جيزال خوري [مقاطعاً]: نعم بس السلطة ما فيها تعطي لشارون أوراقاً رابحة، يعني كمان غزة لا تريح الإسرائيليين والخروج من غزة يمكن أولاً أن يريحهم، وما يعود في ورقة بيد السلطة، ثانياً: يعني مثل بيعمل هيك حسن نية دولية, متل ما عمل شارون إنو ليكو أنا انسحبت من غزة، ولكن ليس هناك تفاوض مع السلطة الفلسطينية في التفاصيل, والمشكلة هي في التفاصيل كما تعلم، وهو يسيطر على كل مداخل غزة, وكل مرافق الحياة لغزة، يعني كيف أنتو يعني بتتحمسوا لشيء ممكن أنو يكون في شوية يعني لغط حوله؟


محمد دحلان : كان يفترض على حزب الله أن يبكي حين هربت إسرائيل من جنوب لبنان، وكان يفترض على الحكومة اللبنانية أن تطلب مجلس الأمن الدولي وتطلب منه أن يبقي إسرائيل في جنوب لبنان، إسرائيل هربت من لبنان وإسرائيل تريد أن تهرب من قطاع غزة، إسرائيل لا تقوم بعمل خيري وشارون حين قرر الهروب من قطاع غزة وأقول الهروب من قطاع غزة، يجب علينا ألا نتمسك بعجلات الدبابات أن تبقى في قطاع غزة, تحت شعارات وهمية وواهية، يجب علينا أن نحول الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة إلى انتصار للمقاومة الفلسطينية, التي دفعت آلاف الشهداء والأسرى، أنا لم أرَ في حياتي قيادة ترى أن الانسحاب أو الهروب من مناطق في قطاع غزة أو الضفة الغربية مؤامرة، أنا أتفهم أن هناك حسابات, أتفهم أن هناك مخاوف ويجب أن تكون، ما دامت إسرائيل تريد أن تخرج لوحدها, وبدون اتفاق ودون أن نوقع شروطاً ودون أن نقول أننا نتنازل في الضفة الغربية أو القدس عن كذا وكذا، نعم ما دام ذلك ليس مطلوباً من السلطة.. لنفترض فرضية أخرى لنفترض أن إسرائيل تريد غداً وبدون تنسيق مع أحد أن تهرب من قطاع غزة، أمامنا خياران إما أن نرى الفوضى دون تنظيم السلطة الفلسطينية وأن يكون مشهداً مأساوياً يستغله شارون للطعن بنا وبقدرتنا في الإمساك بزمام الأمور في الضفة الغربية أقصد كشعب وسلطة، أو أن نرى سلطة منظمة, قائمة على فكرة وحدة وطنية, وكما قال الإخوة في حركة حماس أنهم شركاء في الدم يريدون أن يكونوا شركاء في الإدارة، وبالتالي نكون أو نخلق نموذجاً في قطاع غزة, يكون رافعة للمجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الضفة الغربية، هذان الخياران أمام السلطة يجب أن تفكر فيها, سواءً بالاتفاق مع إسرائيل أو بدون اتفاق مع إسرائيل، لذلك نحن قلنا إذا كانت إسرائيل جادة في الانسحاب, شرط أن يكون كاملاً من كل قطاع غزة, دون إبقاء موقع عسكري أو موقع استيطاني، ثم أن يكون لنا حق في أن يكون لنا ميناء ومطار ومعبر دولي, حتى لا يتحول قطاع غزة إلى سجن كبير، وتشكل السلطة في ذلك نموذجاً جديداً في الإدارة والأداء واستيعاب واستقبال المساعدات، وأن يكون نموذجاً يحتذى به بذلك هذا يساعد السلطة على أن تنتقل إلى الضفة الغربية بقوة أكبر, وبقوة دفع دولي أكبر..

جيزال خوري [مقاطعاً]: بس ممكن يصير العكس.. ممكن يصير العكس تماماً، يعني الورقة السرية.. اللي خوّف الرئيس عرفات يقال أنها الورقة السرية للجنة الرباعية، أنو سيكون هناك انتخابات في غزة, يعني المجلس التشريعي سينتقل إلى غزة، وربما يُطلب من الرئيس ياسر عرفات أن يكون في غزة، وأين الضفة في كل ذلك؟ يعني بالعربي المشبرح أنو تنتهي القضية مع غزة.
محمد دحلان : إذا كان تحرير قطاع غزة يعتبر انتهاء للقضية فهذه كارثة، هذا يعني أننا لا نريد تحرير قطاع غزة أو تحرير جزء من الضفة تحت بنود مختلفة, ولماذا قالت منظمة التحرير أنها جاهزة لإعلان دولة فلسطينية على كل شبر تتركه إسرائيل، ليس الآن في السبعينات والثمانينات إذاً كانت هذه الشعارات كاذبة وباطلة، وبالتالي.. وبالتالي نحن لا نقول أننا نريد أن نأخذ قطاع غزة إذا صدق شارون، بالمناسبة ربما لا يحدث الانسحاب بالمطلق, وأنا لدي شكوك كبرى أن يستطيع شارون أن يمرر الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، لأن الائتلاف تفكك وتحطم, الأمور ليست بهذا التبسيط، منذ أن طرح شارون فكرته والحياة السياسية والحزبية في إسرائيل محطمة، شاس ضد الحكومة نصف الليكود ضد رئيس الحكومة الميفدال انشق إلى نصفين، تحركت الحياة الداخلية في إسرائيل, وهذا واجب القيادة الفلسطينية أن تستغل ذلك لتشكل أداة جديدة للعمل داخل المجتمع الإسرائيلي، لا أن نبقى محتجبين ومختفين تحت بنود المؤامرة وتحت بنود..
جيزال خوري [مقاطعاً]: محمد دحلان إذا بتسمح..
محمد دحلان  [متابعاً]: لذلك أنا لا أفترض حسن نوايا من إسرائيل بالمطلق، ولكنني أفترض أن هناك يجب أن تكون ديناميكية داخل القيادة الفلسطينية، أن تأخذ المبادرة وتوسعها, وأن تحول هذا الانتصار إلى رافعة للمستقبل, بدل أن تختفي خلف نظريات المؤامرة، ثم إن الرئيس عرفات لماذا نحن نجتهد في ذلك؟ الرئيس عرفات وافق وأرسل رسالة للإخوة في مصر, موافقته على أن يقوم الإخوة في مصر بهذا الدور لتسهيل إمكانية تسليم السلطة الفلسطينية, ولتجهيز المؤسسة الأمنية الفلسطينية وبالتالي نترك الموافقات والاختلاف حول الانسحاب من قطاع غزة خلف ظهرنا, لأن الرئيس عرفات قد وافق والأخ رئيس الوزراء قد زار مصر، وأعلن أنه يرحب بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة على أن لا يكون على حساب الضفة الغربية, وأن لا تنقل المستوطنات إلى..
جيزال خوري [مقاطعاً]: محمد دحلان إذا بتسمح رح وقفك..
محمد دحلان  [متابعاً]: أن لا يكون نهاية المفاوضات بل يكون بداية المفاوضات إلى آخره، ولذلك تُرك الأمر خلفنا, الآن المطلوب من السلطة أن تعد العدة للحالتين انسحاب إسرائيلي أن نكون جاهزين كسلطة وشعب، عدم انسحاب إسرائيلي أن نكون جاهزين لاستمرار المقاومة بطرق أكثر فعالية وأكثر دقة وأقل ضرراً.
جيزال خوري: إذا بتسمح كمان نتوقف مرة مع الإعلان، بدي أطلب منك الفقرة الأخيرة تختصر شوي إذا بتسمح.
[فاصل إعلاني]

علاقة جديدة مع حماس

جيزال خوري: نعود إلى الفقرة الأخيرة من برنامج بالعربي وضيفنا هو محمد دحلان، بدي أطلب منك أبو فادي إنك تختصر شوي بالأسئلة, لأنه المواضيع كثيرة، أنا بدي منك تفسيراً سياسياً للاتصال الهاتفي اللي جرى بين خالد مشعل والرئيس ياسر عرفات، وخالد مشعل وأبو مازن، يعني هل هي خطة تكتيكية؟ وكيف ترى هذه العلاقة الجديدة مع حماس؟
محمد دحلان: والله أنا سعيد جداً بهذه العلاقة خاصة بين الإخوة في حركة حماس وتحديداً الأخ خالد مشعل والأخ أبو عمار، سعينا لذلك على مدى عشر سنوات وفشلنا, حمداً لله أنها تم تنظيم هذه العلاقة, وآمل أن لا يتم فقدان هذه العلاقة في المستقبل، لأن هذه العلاقة فيها تقوية للمجتمع الفلسطيني وتقوية للعلاقات الفلسطينية الفلسطينية, ولكن آمل أن يتطور هذه العلاقة إلى برنامج سياسي وميداني مشترك يُخرج الشعب الفلسطيني من أزمته الحالية, بدلاً من اقتصاره على اتصال تضامني هنا واتصال هناك، والاستفادة بشكل جوهري من هذه العلاقة.
جيزال خوري: فيه موقف كمان من أحمد جبريل أنه يساند الرئيس ياسر عرفات، يعني أنت عامل نوع من وحدة وطنية عليك أو ضدك خلينا نقول.
محمد دحلان: هذا جيد بالمناسبة، المهم أن يتحدوا.. لكن أنا أشعر أنه معيب.
جيزال خوري [مقاطعاً]: هل اتصلت بالرئيس ياسر عرفات..
محمد دحلان [متابعاً]: عفواً.


جيزال خوري: هل اتصلت بالرئيس ياسر عرفات في الآونة الأخيرة؟
محمد دحلان: أنا آخر مرة اتصلت بالرئيس عرفات كنت في القاهرة قبل أيام، وكنت في غزة قبل التعيينات الأخيرة التي احتج عليها معظم الشعب الفلسطيني، ولكن قبل ذلك كنت على اتصال دائم وكنت أزوره، وأنا لا زلت أذهب وأعود لزيارة الرئيس عرفات، ولكن هناك سوء فهم حول بعض الموسوسين الذين يحاولون تصوير الأمر وكأنه انقلاب، انقلاب على ماذا؟ لدينا شيء ننقلب عليه؟ هذا أولاً، ثانياً: نحن ليس لدينا عقدة وعقلية الانقلابات، أنا شخصياً لست من أولئك الذين تربوا على عقلية الانقلابات, نحن تربينا على عقلية المواجهة وفقط مع الاحتلال, وعلى قول كلمة الحق، أما أن أسمع إلى أن الأخ أحمد جبريل قد اتصل بالرئيس عرفات فهذا جيد أيضاً، وأتذكر أنني حين كنت في السجن في عام 83 أثناء قصف مخيمي البداء والبارد, كانت أعتقد من الأخ أحمد جبريل ومن آخرين يدّعون الوطنية الآن وأنهم يتضامنون مع الرئيس عرفات، وكأننا نحن ضد الرئيس عرفات فهذا شيء مفزع, ولكن في نفس الوقت نحن نثمّنه ونقدّره ونؤيده, حتى من بعض الذين تورطوا في الدم الفلسطيني, الذين أوغلوا في قتل الفلسطينيين في لبنان.

ثلاثة اتهامات لدحلان ومؤيديه

جيزال خوري: إذا بتسمح أنا في 3 اتهامات بدي أحكي فيهم لأنهي المقابلة، مشان هيك بدّي يكون في إيجاز بالحديث، يقال إنه أنتو عم تطلبوا قصة الفساد والشفافية لتنشيف موارد الرئيس ياسر عرفات المالية، هل هذا الشيء صحيح؟
محمد دحلان: عفواً أنا لم أسمع، لم أسمع جيزال.
جيزال خوري: نعم، يقال يقال إذا بتسمح إنه في حديث مكثف عن قصة الفساد والشفافية للضغط على الرئيس ياسر عرفات بمعنى تنشيف موارده المالية.
محمد دحلان: لا.. لا بالعكس تماماً الرئيس عرفات لم يتغير عليه شيء, أثناء وجوده كرئيس للوزراء أو بمثابة رئيس وزراء, ثم بعد ذلك حين عين رئيس الوزراء أبو مازن، ثم بعد ذلك حين عُيّن الأخ أبو علاء, الرئيس عرفات لديه الحق وهو يمارس هذا الحق, في أنه صاحب الحق الوحيد في الصرف والتحكم في الأموال الواردة والصادرة مع وزير المالية الفلسطيني، ولا نريد أن يتغير ذلك ولا نرغب في أن يتغير ذلك، ولكن هناك بعض الفاسدين الذين ما زالوا يطمعون في أن يجمعوا مزيداً من المال, مستغلين حصار الرئيس عرفات، أنا أستطيع أن أجزم أن الكثير, أو أن بعض القيادات الفلسطينية وتحديداً من اللجنة المركزية, يريدون للرئيس عرفات أن يبقى محاصراً في المقاطعة, تحت أوهام المؤامرات الدولية والمؤامرات الداخلية, حتى يستطيعوا أن يجنوا أكبر قدر ممكن من المال، وأن يستمروا محافظين على دورهم الوهمي، نحن.. يجب أن يتضح للجميع نحن نعيش تحت الاحتلال, ويجب أن نتصرف أننا نعيش تحت الاحتلال من أجل رفع هذا الاحتلال والخلاص من هذا الاحتلال, لا أن نتصرف أننا في دولة مستقلة، وواقع الأمر يقول أننا لا نستطيع أن نتحرك من موقع إلى موقع دون إذن إسرائيلي..
جيزال خوري [مقاطعاً]: إي بس تماماً أنتو تحت الاحتلال أنتو.. هناك جدار رهيب وما يسمى بالجدار الفاصل الذي يبنيه شارون, ويعني هو في شكل إيجابي أنو الشعب الفلسطيني رغم كل هذا يطالب بالديمقراطية والإصلاح، بس كمان هناك يعني سؤال كبير حول توقيت هذه الفوضى في غزة, والمطالبات والمظاهرات اللي أنت شو ما كان بتسميهن.. طيب هلأ  وقت أنو ينحكى بهذا الموضوع، هلأ وقت أنو يصير فيه كل هالمشاغبات في غزة؟
محمد دحلان: أولاً حركة فتح حين انطلقت اتُّهمت بأنها يعني متآمرة من حيث التوقيت، أنا أعتقد أن فكرة الإصلاح ومبدأ الإصلاح لا يمنعه أي توقيتات، ثانياً: إن التهويش من بعض المشعوذين إنه دائماً التوقيتات, وإنه هذه مؤامرة قد مللناها، فالاتهام بالمتآمر أو التيارات الإسرائيلية أو الأميركية, أو للتهويش ولمنع ولحجب صوت الحق, الذي أحياناً يصل إلى الرئيس وأحياناً لا يصل هذا لم يعد يخيف أحداً..
جيزال خوري [مقاطعاً]: بس أنا سؤالي صراحة، إنت فهمت أنا سؤالي مش بريء للحقيقة، يعني يقال إن المصريين دفعوك إلى مساندة يعني هذه التظاهرات، فأنا بحب أعرف يعني أديش أنت صديق المصريين..؟
محمد دحلان [مقاطعاً]: أنا لست ورقة بيد أحد، أنا ورقة بجيب أولاً الرئيس عرفات، ثانياً طفل في مخيم رفح، ثالثاً طفل في مخيم جنين أو مدينة جنين أو مدينة طولكرم، أنا لست لأحد، أنا للشعب الفلسطيني، أنا لا ينقصني شيء أيضاً أن أضيفه لتاريخي, أنا ناضلت طُردت, عايشت لحظات سعيدة عايشت لحظات صعبة، ولكن من يعتقد أنني أنا ومن معي لأحد يكون مخطئاً, نحن مع أنفسنا نحن مع قضيتنا، لكن التهويش والتخويف إنّو كل ما انتقدنا وكل ما سجلنا موقفاً أُطلق علينا تياراً هنا وتياراً هناك، إذا كانت في البداية.. وهذه خطأ الرئيس عرفات وأنا أسجل عبر الفضائية, أن الرئيس عرفات حين لم يحاسب من كتبوا وأساؤوا لنا في حكومة أبو مازن، ومن خوّنونا, هم كتبوا رسائل مفتعلة بأسمائنا لبعض المسؤولين الإسرائيليين وهو يعرفهم جيداً, حين لم يحاسبهم هذا انسحب على الآلاف الذين تظاهروا من أبناء فتح، أيضاً هاني الحسن قال أنه متأسرلين, ما يزيد عن 20 أو30 ألف فتحاوي أصيل, معظمهم أمضوا جزءاً من حياتهم في السجون الإسرائيلية أيضاً أًطلق عليهم تسمية متأسرلين هذا لم يعد يخيف أحداً، سنستمر بالمطالبات المدنية والهادئة والعقلانية من أجل أن يتغيّر واقعنا.
جيزال خوري [مقاطعاً]: أبو مازن بيدعمكم؟ أبو مازن شو موقفه الحقيقي؟
محمد دحلان: عفواً.
جيزال خوري: أبو مازن شو موقفه الحقيقي من هالقصة؟
محمد دحلان: تستطيعين أن تسأليه، أنا تحركت وأنا مع من تحركوا كفتحاوي عضو في المجلس الثوري أو وطني فلسطيني في حركة فتح، أو مواطن فلسطيني..
جيزال خوري [مقاطعاً]: طيب، محمد دحلان ماذا تتوقع في الأيام المقبلة؟ هل تتوقع إعادة تشكيل حكومة فلسطينية؟ هل عُرِض عليك منصب ما؟ هل سيكون داخل هذه الحكومة يعني أسماء معروفة؟ ماذا تتوقع في الأيام المقبلة؟
محمد دحلان: أنا ما سمعته من الإخوة المعنيين بالأمر، والحريصين على نقل الحقيقة بين الأخ أبو عمار وبين الأخ أبو علاء، ويحاولون أن يعيدوا العلاقة بينهما، والكثير من الإخوة الحريصين الذين يتحركون في هذه الأزمة فهمت أن الرئيس عرفات قد وافق للمجلس التشريعي على.. الموافقة على ملاحظاتهم وتوصياتهم في وثيقة الإصلاح التي سُلمت للرئيس عرفات في عام 2001 أو 2002 وهي وثيقة تتعلق بتوحيد الأجهزة الأمنية، ووضع قوانين لتحرك الأجهزة الأمنية قبل أن تتذكر إسرائيل وأميركا شعار الإصلاحات، لأنه إسرائيل لا تريد للسلطة أن تُصلح نفسها, إسرائيل تريد أن ترى سلطة فاسدة وإلى الأبد، حتى يسهل اتهامها، ولكن استخدام هذا الشعار فقط لاتهام السلطة والرئيس عرفات، الموافقات التي أعطاها الرئيس عرفات في التعيينات وتشكيل حكومة جديدة وليس فقط تغييراً، ونُقِل ذلك للأخ أبو علاء, أنا آمل أن ينتهز الأخ أبو علاء هذه الفرصة هو وكل الإخوة الشرفاء الذين يتحركون لتنظيم العلاقة الفلسطينية الداخلية, أن يبرز عنها تغيير حكومي جدي، وأنا أقول لا أريد أن أكون في ذلك التغيير، لا أريد أن أكون جزءاً منه، ولكن يجب أن يتغيّر الوضع الفلسطيني، هناك وزراء متهمون، أنا لا أريد أن أنقل بعض الاتهامات وأوضحها..
جيزال خوري [مقاطعاً]: إذا عُرِض عليك وزارة هل تقبل أو لا تقبل؟
محمد دحلان: أنا أكرر مرة أخرى حتى لا أدع مجالاً للشك, أولئك الذين يدعون.. لأنني أسمع بعض المشعوذين أن كل هذه الحركة يتضامن معها الأخ دحلان لأنه يريد وزيراً، لو كنت أريد وزيراً لتوجهت إلى الأخ أبو عمار، بالمناسبة الأخ أبو عمار أي حد بيطلب منه وزيراً لا يكسفه بيعطيه وزارة ما فيش.. طبعاً هذه ليست قضية كبرى, يعني الوظيفة أن تكون موظفاً وزيراً هذه ليست مغنماً بل مغرماً وتهمة، ولكن الشعب الفلسطيني يريد أن يرى وزارة مقلصة، وزارة مهنية، وزارة غير متهمة، وزارة تستطيع أن تتلاءم مع متطلبات الجمهور، وزارة خفيفة تتحرك لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ويريد أن يرى وزير الداخلية ليس كما قال وزير الداخلية الحالي أن الرئيس عرفات قد اختطف وزارته، قال ذلك في المجلس التشريعي إذاً لا يصلح أن يكون وزيراً، وبالتالي أن يأتي وزير يستطيع أن يكون جسراً بين رئيس الوزراء والرئيس عرفات، وأن يُعيد تنظيم المؤسسة الأمنية بحيث بدلاً أن تكون 13 أو 11 جهازاً، أن تكون جهازين أو ثلاثة يستطيع المواطن أن يتوجه لهما في حالات السراء والضراء.
جيزال خوري: محمد دحلان انتهى الوقت، شكراً لوجودك معنا، رح عيد شوي إنه بالعربي أنت مستعد ليعني الأسئلة الكثيرة اللي فيها جدل حول شخصك، شكراً للمشاهدين لوفائهم وإلى اللقاء الأسبوع المقبل.   

جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2004

 

تفريط وتنازلات

Related Articles

  • إعلان بيروت في 28/03/2002
  • التفاصيل الكاملة لخارطة الطريق
  • إعتراف عرفات بإسرائيل
  • نص كلمة بوش حول خارطة الطريق
inside
جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة فلسطيت الحرة