فلسطين الحرة فلسطين الحرة

  • الرئيسية
  • من نحن
  • كاريكاتير
  • ونحن نجيب
  • شارك معنا
  • اتصل بنا
Home / تفريط وتنازلات / لقاء دحلان في عمان وإنذار عرفات

لقاء دحلان في عمان وإنذار عرفات

08/12/2023

 

عمان – الحقائق – شاكر الجوهري

  7/31/2004                                                 

خلال جلسة جمعته مع نخبة من رؤساء التحرير والكتاب في العاصمة الأردنية :

 

دحلان ينذر عرفات : الإصلاح قبل 10 أغسطس وإلا !

إن لم تسر أمور الإصلاح على خير ما يرام حتى العاشر من أغسطس، فإن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة “فتح” سيستأنف الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد، وسيواصل تكتيل حركة “فتح” في هذا الاتجاه “حتى لو كلفنا ذلك رقابنا“.

هذا ما قاله العقيد محمد دحلان وزير الشؤون الأمنية السابق في حكومة السلطة الفلسطينية خلال جلسة جمعته مع نخبة من رؤساء التحرير والكتاب في الصحف الأردنية مساء الخميس الماضي، قبل أن يتوجه الجمعة من عمان إلى القاهرة ليلتقي ممثلين عن الاتحاد الأوروبي. مستمعو دحلان فهموا الرسالة باعتبارها انذاراً موجها للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ورئيس وزرائه أحمد قريع ورئيس المجلس التشريعي روحي فتوح.

اشار دحلان إلى أن عرفات وافق مشكوراً في آخر لقاء عقده مع فتوح ولجنة المصالحة التي تشكلت من أعضاء في المجلس التشريعي على مطالب المجلس التشريعي متمثلة في:

اولا: تنفيذ والالتزام بوثيقة الإصلاح الشامل التي أقرها المجلس التشريعي في مايو 2000.
ثانيا: اعادة النظر في هيكلية ومرجعية المؤسسة الأمنية.
ثالثا: مراعاة التعامل مع شخصيات غير مشكوك فيها.
رابعا: توقيع عرفات على جميع القوانين التي احالها المجلس التشريعي إليه.
خامسا: تفعيل الدور الرقابي للمجلس التشريعي.

واعتبر دحلان أن الكرة أصبحت الآن في مرمى أحمد قريع رئيس الوزراء، وروحي فتوح رئيس المجلس التشريعي لتحويل موافقة عرفات إلى وقائع من شأنها انقاذ الشعب الفلسطيني مما هو فيه، وكذلك انقاذ ياسر عرفات من الحصار الإسرائيلي. وأكد أن النشاط الفتحاوي ساهم في اقناع المجلس التشريعي بأن يأخذ دوره، لافتا إلى أن قريع يجب أن يتصرف باعتباره رئيس وزراء لا مجرد مواطن، وكذلك عرفات الذي يجب عليه أن يتصرف باعتباره رئيسا للشعب الفلسطيني، وأن يقوم بدوره في عملية الإصلاح.. مؤكدا أن عرفات موضع اجماع الشعب الفلسطيني بكل تياراته، بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية “حماس“.

محاولة اغتيال نبيل عمرو

النشاط الفتحاوي الذي اشار إليه دحلان يعني له حركة الاحتجاجات الأخيرة التي حدثت في قطاع غزة، ويؤكد الدحلان أن موقف تنظيم حركة “فتح” في الضفة الغربية هو نفسه موقف التنظيم في قطاع غزة لجهة المناداة بالإصلاح ومكافحة الفساد. واعتبر في هذا السياق أن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها نبيل عمرو وزير الإعلام السابق، عضو المجلس التشريعي، وأدت إلى بتر ساقه في أحد مشافي المانيا، هي الأولى منذ عشر سنوات التي يتعرض فيها كادر فتحاوي لمحاولة قتل. ونفى ضمنا الاتهامات التي وجهها عرفات لإسرائيل بمحاولة اغتيال عمرو، قائلا إن السلطة الفلسطينية تمتلك اسلحة اسرائيلية تقوم بشرائها وتهريبها، وكون السلاح والرصاص الذي استخدم في المحاولة اسرائيليا لايعني أن اسرائيل هي من فعل ذلك.

وأكد دحلان: ملتزمون ادبيا تجاه نبيل عمرو، وقد ابلغنا مروان البرغوثي من داخل سجنه الإسرائيلي، بالرغم من خلافاته مع نبيل، بوجوب اطلاق الرصاص على من اطلقه على نبيل”. وحذر دحلان “إذا لم تتخذ اجراءات من قبل السلطة بحق من حاول اغتيال نبيل عمرو، فإن هناك اجراءات سوف يتخذها التنظيم”. وكشف عن أن اسم مطلق النار على نبيل عمرو بات معروفا، وأنه موجود لدى أبو فراس محافظ رام الله.

وأضاف دحلان أن البرغوثي كان يريد اصدار بيان من داخل سجنه الإسرائيلي يكشف فيه الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال نبيل عمرو، “لكننا طلبنا منه عدم فعل ذلك، لأنه موضع اجماع وطني، ولا نريد أن ينقسم المجتمع والرأي العام الفلسطيني حول بيانه”. وكشف دحلان عن أنه لهذا السبب، طلب من الصحف الفلسطينية عدم نشر رسالة البرغوثي كاملة التي كتبها بشأن محاولة اغتيال نبيل عمرو، والاكتفاء بنشر جزء منها.

ولكن ما هي حقيقة ما جرى ويجري في قطاع غزة..؟

الذين أصغوا لدحلان خلصوا إلى الإستنتاجات التالية:

اولا: أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو المسؤول عما جرى، وأنه لا يريد أن يفهم أنه يدفع باتجاه التصعيد من خلال سلسلة التعيينات الأخيرة التي اجراها في قيادات الأجهزة الأمنية.

ثانيا: أن محمود نشبت المسؤول عن اختطاف اللواء غازي الجبالي، بعد أن عينه عرفات قائدا للشرطة الفلسطينية، ليس من مرتبات الأمن الوقائي في قطاع غزة، بل هو من مرتبات الأمن الوطني، وهو من المحسوبين على عرفات شخصيا، حيث كان يوفر له موازنة مالية.

ويعقب دحلان على ذلك قائلا لقد ثبت أن محمود نشبت أقوى من اميركا واسرائيل وأبو مازن وأبو علاء والمجلس التشريعي لأنه ارغم عرفات على عزل الجبالي بعد يومين من تعيينه..! واشار الدحلان إلى أنه سبق أن حبس نشبت لمدة سنة لاتجاره بالحشيش فكان أن اطلقه عرفات ورقاه..!

ثالثا: إن تحرك تيار الإصلاح الديمقراطي بدأ بعد تعيين اللواء موسى عرفات قائداً للأمن الوطني، حيث بدأت حركة احتجاج واسعة شابتها بعض الأخطاء في رفح، وذلك في اشارة إلى مهاجمة واحتلال مراكز أمنية. وقال إن الذين خطفوا الفرنسيين هم من مجموعة أبو الريش، وكان يقودها عامر أبو ستة الذي استشهد هذا اليوم (الخميس)، وهم ليسوا من مجاميعنا.

واشار دحلان على وجه الخصوص إلى المسيرة التي خرج فيها، وفقا لروايته، 30 ألفا من كوادر حركة “فتح” يهتفون بعدم استبدال الفساد بالفساد، وتنفيذ وثيقة الإصلاح التي أقرها المجلس التشريعي في مايو 2000.

ولفت دحلان إلى أن هذه أول مسيرة مسلحة لايطلق فيها النار في الهواء. وقال إن الذين خرجوا في هذه المسسيرة هم الذين قادوا الانتفاضتين الأولى والثانية، وحموا المشروع الوطني الفلسطيني على مر السنين.

ويعزو دحلان حجم هذه المسيرة إلى شعبية تيار الإصلاح الديمقراطي داخل حركة “فتح” التي اهلته لأن يفوز في الانتخابات التنظيمية التي جرت خلال الشهرين الماضيين بأغلبية كاسحة، حيث حصل دحلان نفسه على %99 من الأصوات، وحصل تيار الإصلاح الديمقراطي على معدل اصوات مقداره %95 ويؤكد دحلان أن تيار الإصلاح الديمقراطي في “فتح” سيحصل على %80 – %70 من الأصوات في أي انتخابات شعبية، وعلى %90 – %80 في أي انتخابات تنظيمية على مستوى كل الأراضي الفلسطينية.

ويلفت دحلان هنا إلى أن شعبيته داخل تنظيم “فتح” هي غيرها خارج التنظيم. كما أنها داخل قطاع غزة غيرها في الضفة الغربية، وهي داخل الأراضي الفلسطينية غيرها خارجها. ويحدد دحلان ثلاثة اسباب لذلك:

السبب الأول: الإتصالات التي كان يجريها مع الأمريكيين والإسرائيليين. ويقول دحلان عن ذلك أنه كان يتصل بالأمريكيين والإسرائيليين أثناء وجوده في السلطة وباعتباره مفاوضاً، ولذلك فإنه لم يجر أي اتصال معهم منذ أن خرج من السلطة. ويضيف أن توثيق علاقته بالأمريكيين والإسرائيليين في حينه كان من ضمن واجباته الضرورية شريطة عدم بيعه للقضية وتقديم تنازلات.

وقال إنه يرفض الآن زيارة امريكا حتى بهدف المشاركة في ندوة عادية، لأن عرفات أشعره بذاك، وهذا من قبيل تجنب الشبهات وبعض الملاحظات.

ويلفت دحلان إلى أن عرفات نفسه اقام علاقات جيدة مع الأمريكيين والإسرائيليين لفترة من الزمن، ويقول إن معادلة دولية هي التي صنعت عرفات وجعلت المجتمع الدولي يدفع خمسة مليارات دولار لتمويل السلطة الفلسطينية، لكن الغطاء الدولي رفع عن عرفات إثر الخلاف معه.

وينفي دحلان أن تكون العلاقات مع الدول تهمة في حد ذاتها. ويقول أنا كنت مكلفا بالإتصال مع امريكا واسرائيل طوال تسع سنوات، وكانت هذه الإتصالات تترجم على شكل زيارات يقوم بها عرفات لواشنطن، لكنه لم يستفد منها. ويعيد إلى الذهن أن عرفات زار البيت الأبيض عشر مرات في سنة واحدة. ويهمس أحد الحضور في الآذان أن نبيل أبو ردينة المستشار الإعلامي لياسر عرفات كان يمتنع في بعض الأحيان عن احالة مكالمات من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لعرفات بحجة أن كلينتون شخص تافه لايجوز اشغال عرفات بالتحدث إليه..! وأن عرفات أغضب كولن باول وزير خارجية امريكا، الذي كان متفهما لعدالة الموقف الفلسطيني، حيث سرب للإعلام مواقف نسبها لباول دون أن تصدر عنه..! وأن كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كانت تخفق في الاتصال مع عرفات بدعوى أنه يستحم تارة، ويشذب ذقنه تارة أخرى، وفي اجتماع لمجلس الأمن القومي تارة ثالثة وهكذا..!!

ويواصل دحلان قائلا إذا كانت العلاقات الجيدة مع امريكا تمثل ادانة، فإن الدكتور صائب عريقات، الأقرب لعرفات حتى الآن، ظل على الدوام اقرب إلى الأمريكان مني.

وفيما يتعلق بإسرائيل يقول دحلان أنه نفذ البرنامج الأمني الذي كلف به من قبل القيادة. ويعيد إلى الأذهان المفاوضات التي اجراها مع شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي، ويقول إن هذه المفاوضات أسفرت عن اتفاق نص على اخلاء اسرائيل لأربع مدن فلسطينية هي طولكرم، أريحا، رام الله وقليقليا، وابقاء مائتي مطارد مع اسلحتهم داخل منازلهم، وتحرك عرفات من رام الله إلى غزة لحضور جنازة أخته، لكن عرفات لم يصدق الإتفاق، وقد انبهر بعض اعضاء اللجنة المركزية لحركة “فتح” وقالوا له هذه مؤامرة تهدف إلى اخراجك من رام الله إلى غزة ومحاصرتك هناك.ويضيف دحلان أن ما جرى بعد ذلك هو أن 150 من أصل المطادرين الـ 200 اصبحوا شهداء أو أسرى، وبقي 50 لايعرف مستقبلهم أحد، فيما يشتد الحصار على عرفات نفسه. ويرد دحلان ذلك إلى نظام الكوتا وتسخيف النظام الفلسطيني، وشخصنة الأمور.

السبب الثاني: تشويهات عرفات لشخص الدحلان، الذي يقول إن أكثر شخص آذاه في حياته، وأكثر من ضباط التحقيق الإسرائيليين الذين حققوا معه ذات مرة سبعة أشهر متتالية، وأمضى في سجونهم عشر سنوات، هو ياسر عرفات “لقد طعنني في وطنيتي بعد أن رتبت له استقبالاً جماهيريا لدى وصوله قطاع غزة شارك فيه ستمائة ألف نسمة“.

ويكشف دحلان هنا “صارت لدي رغبة في التحدي”..”ما بطلعله لا هو ولا غيره أن يخونني”..”من الذي يصدر شهادات بالوطنية..؟“.

ويشير الدحلان هنا إلى أن جميل الطريفي وزير الشؤون المدنية في حكومة السلطة المعروف بعلاقاته مع اسرائيل، والذي كان يقف في الشارع يوما كاملاً من أجل أن يرحب بالحاكم العسكري الإسرائيلي زمن الإحتلال، إن سمع أنه سيزورالمنطقة الفلانية.. الطريفي، وفقا لدحلان، يقول عنه الآن أنه (أي دحلان) يمثل تياراً اسرائيليا..! ويشير دحلان إلى أن يوسف إبن الطريفي قبض عليه الإسرائيليون بتهمة تجارة السلاح، فكان ان اطلقوا سراحه اكراما لخدمات أبيه..!

السبب الثالث: الأسافين الإسرائيلية التي يقول دحلان أنها استهدفت محمود عباس (أبو مازن) كما استهدفته حين كان وزيرا للشؤون الأمنية في حكومته. ويقول دحلان إن جانبا من هذه الأسافين كان يتم من خلال الإعلام الإسرائيلي بشكل يومي ومنهجي ويهدف إلى تخريب العلاقة بينه وبين عرفات، عبر تأكيد ثقة اسرائيل بدحلان وعدم ثقتها بعرفات.

أما الجانب الآخر من هذه الأسافين فكان يتم على الحواجز الإسرائيلية المنتشرة داخل الأراضي الفلسطينية وعددهها 600 حاجز، وكان القائمون عليها جميعا يخاطبون حشود الفلسطينيين بخطاب واحد “اللي مع أبو مازن يمر، واللي مع عرفات يظل واقف”..! ولهذا يقول دحلان “قررنا العمل في الميدان، وبعد ذلك نكسب من في الخارج”، متهما الأميركان كذلك بتدمير حكومة أبو مازن.

ولكن ما الذي حدث على الأرض..؟

يقول دحلان: تداعينا في القطاع والضفة لبدء نشاط ميداني من خلال اجراء انتخابات تنظيمية، وقد تم ذلك في أحد عشر منطقة، كان يجري فرز الأصوات فيها بوجود الناخبين والمرشحين، لكن نتائج هذه الانتخابات لم ترق للقيادة، فكانت سلسلة التعيينات الأخيرة في قيادات الأجهزة الأمنية، وما تبع ذلك من تحركات. غير أن دحلان يكشف عن مواجهات مع عرفات سبقت ذلك يعود اولها إلى حين عين عرفات الدكتور زكريا الأغا عضوا في اللجنة المركزية لحركة “فتح”، علما أن دحلان نفسه كان مسؤول التنظيم في قطاع غزة، ما دعاه لسؤال عرفات:

كيف تعين الأغا عضوا في المركزية..؟

يقول دحلان إن عرفات اجابه يومها: باسم من تتكلم..؟ فرد عليه قائلا: باسم عشر سنوات امضيتها في السجن الإسرائيلي .

ويشير دحلان إلى ضرورة تثبيت العضوية في حركة “فتح” لعدم صحة الوضع الحالي حيث لايوجد توثيق لمن هو عضو في الحركة من غيره. ويقول إنه يوجد 120 ألف منتسب للحركة في قطاع غزة و300 ألف منتسب في الضفة الغربية، وهؤلاء يفترض أن ينتخبوا 1750 كادراً يمثلون المؤتمر العام للحركة الجاري الإستعداد لعقده.. مؤكداً نحن نقاتل الآن من أجل الانتخابات.. مؤكداً أن اللجنة المركزية الحالية لحركة “فتح” لا تمثله من حيث القانون أو النظام، حيث مضى على عقد آخر مؤتمر عام للحركة خمسة عشر عاما، في حين أن النظام الداخلي ينص على عقد مؤتمر عام كل خمس سنوات.

ويشير دحلان إلى أن اعضاء اللجنة المركزية يقرون بخطئهم لجهة عدم عقد مؤتمر عام خلال الفترة السابقة. ويقول بدوره “نحن نقبل بتأجيل عقد المؤتمر العام إلى ما بعد الانسحاب الإسرائيلي“.

ويشكك دحلان في امكانية فوز أي من أعضاء اللجنة المركزية الحالية في أي مؤتمر عام مقبل، ويقول إن الذين يخافون مغادرة رام الله، كيف لهم أن يخوضوا معركة انتخابية ويطرحوا برامجهم على قواعد التنظيم في مواقعهم..؟!

ويقول دحلان أنه من القلائل الذين انتقدوا الأوضاع الفلسطينية علنا منذ عام 1999 ويقول أنه تحدث اولا داخل الغرف المغلقة أثناء اجتماعات القيادة الفلسطينية التي يشارك فيها اعتبارا من عام 1995، ثم تحول إلى الحديث العلني بعد استقالته من قيادة الأمن الوقائي في قطاع غزة، وفك الحصار الأول عن عرفات، ولذلك اخذوا يشككون في وطنيتي. ويورد نموذجا على سوء علاقة اعضاء اللجنة المركزية بالقاعدة التنظيمية والأساليب التي يستخدمونها في التعامل معهم مشيرا إلى أن هاني الحسن اختلف ذات مرة مع أبو قصي مسؤول المطاردين في حركة “فتح”، فهدده هاني الحسن بقطع رواتب المطاردين، فأجابه أبو قصي “بنطخكم”، فما كان من هاني الحسن إلا أن أخذ في اطلاق شائعات تنال من وطنية أبو قصي وتشكك بارتباطه مع الأجهزة الإسرائيلية، والإدعاء أنه يحمل هوية اسرائيلية..!! لذلك، يقول دحلان أنه لايخاف التخوين أو التنكيل، وأن الأقدار شاءت أن يحمل العبء عن الآخرين، الذين اجبروه في هذه المرة على عدم التدخل في التحركات الأخيرة في قطاع غزة، وألا يكون رأس الحربة فيها وأن لايتصدر هذه الأحداث، مؤكدا في ذات الآن جماعية القيادة في تيار الإصلاح الديمقراطي، حيث تتشكل قيادة التيار من خمسين شخصا يقول أنه اقلهم شأنا. ويؤكد “موقفنا معروف عبر البيانات والرسائل التي وجهناها لعرفات، لكن الإخوان آثروا كسر لوح الثلج والتحدث علنا”، مشيراً في هذا الصدد إلى اللواء أمين الهندي مدير المخابرات العامة، والعقيد رشيد أبو شباك مدير الأمن الوقائي، والعقيد سمير مشهراوي الذي وصفه بأنه الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي، والذي قضى عشر سنوات في السجن الإسرائيلي، وتولى قيادة الانتفاضة الأولى في قطاع غزة لمدة عام ونصف العام، كما أنه هو قائد كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة حاليا.ويوجه دحلان نقداً شديداً لأعضاء اللجنة المركزية لحركة “فتح” قائلا “عشرة حرامية طلعونا كلنا حرامية، ولم يعد أحد يستطيع القول أنه وطني وليس حراميا”. (ملاحظة: عدد اعضاء اللجنة المركزية 17 عضوا).

وأكد دحلان أن تيار الإصلاح الديمقراطي لن يقاتل عرفات، وقال متسائلا هل نقاتل عرفات على الخازوق والدمار والجثث..؟ واشار إلى وجود نهجين في الساحة الفلسطينية.. نهج الفوضى وعقلية الفاكهاني، ونهج اصلاحي سر قوته في ايمانه بالتغيير، وقوته الأساسية، كما قال، في الميدان، حيث يستطيع دحلان اخراج مظاهرة من ثلاثين ألف مواطن تخرج في مسارات تحدد لها. أما سر قوة النهج الآخر ممثلا في اللجنة المركزية فهو، كما يقول، “التمسح بشرعية عرفات التي يحبسها داخل المقاطعة برام الله”. وكشف عن أنه قال لعرفات يوما أنه لا وجود ولا أي دور للجنة المركزية. “أنت رامي حطتك عليهم”. وقال إن أقل عضو في المركزية يحصل من عرفات على ثلاثين ألف دولار شهرياً، والنشيط منهم يحصل على مائة ألف دولار. ومع ذلك يرد دحلان سبب عدم نشاط تيار الإصلاح الديمقراطي في الضفة الغربية كما هو في قطاع غزة إلى تشتت التنظيم في الضفة، ووقوعه تحت تجاذب اللجنة المركزية للحركة.

ويوجه دحلان هنا نقدا حاداً للجنة المركزية والقيادة الفلسطينية قائلا لا فرصة لدينا لمواصلة الكذب.. يجب أن نقف مع الذات لنحدد أين اخطأنا وأين اصبنا.. في الأردن ذبحنا بعضنا البعض دون أن يعرف أحد حتى الآن من كان على حق..؟ وفي لبنان حصل ذات الشيء دون أن نعرف حتى الآن من كان على حق..؟ وقال لا يكفي تحميل المسؤولية للعدو الصهيوني.. هذا كلام شعر. أما في تونس، فيقول دحلان أنه من قبيل الصدفة، لم يتكرر فيها ما حدث في الأردن ولبنان. ثم ينوه إلى أنه لا توجد حتى الآن قصاصة ورق واحدة تسجل تاريخ الثورة الفلسطينية.
مسؤولية الدم الفلسطيني .


وفي الوطن، يقول دحلان إن القيادة واصلت الحكم بواسطة عقلية الشتات، وقادت السلطة بعقلية البراميل، لأنها لاتعرف حتى الآن كيف يمكنها أن تقيم حاجزا حضاريا على طريق دون استخدام البراميل. وسخر من المقولات المتداولة على مستوى القيادة الفلسطينية في وصفها للشعب الفلسطيني بأنه غير قابل للإنثناء ووصف القيادة نفسها بأنها لا تهزم. وقال “هذا كلام ما بجيب رأسماله“. وطالب القيادة بالنزول إلى رفح لترى كيف هدمت اسرائيل ثلاثة آلاف منزل، وإلى بقايا جنين وبقية الضفة الغربية لترى كيف هدمت اسرائيل عشرين ألف منزلاً. واشار لوجود سبعة آلاف وخمسمائة سجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية وسقوط ثلاثة آلاف قتيل خلال سنوات الإنتفاضة الثلاث، قال إن ألفين منهم كان بالإمكان انقاذهم من الموت، وذلك في معرض نقده الأداء السياسي للقيادة الفلسطينية. وطرح مثالا على ذلك قمة كامب ديفيد الثلاثية التي جمعت عرفات مع ايهود باراك برعاية الرئيس الأميركي بيل كلينتون، ومبادرة كلينتون اللاحقة. وقال إن عرضا سخيا لم يقدم في كامب ديفيد، ولكن القيادة الفلسطينية في المقابل لم تكن تفاوض، وإنما كانت تناكف، في حين أنه كان بإمكانها الدفع باتجاه تقديم عرض أفضل. واستطرد قائلا: لقد رفضنا كامب ديفيد لعدم وجود عرض مقبول، فلماذا رفضنا مبادرة كلينتون، لتعود القيادة وتقبل بها بعد سنتين..؟!

وكدليل على عدم فاعلية وجدية القيادة الفلسطينية في العمل، قال إنه تولى مفاوضة الإسرائيليين والأمريكيين طوال عشر سنوات لم يتلق خلالها أية تعليمات سوى القول له “ارسل حكيما ولا توصيه“..!

وتساءل دحلان: من يتحمل مسؤولية الدم الفلسطيني الذي سال خلال السنتين الماضيتين..؟

واجاب قائلا: اسرائيل دولة مجرمة، ولكن ما الذي فعلته القيادة الفلسطينية لتصويب المسار..؟! واضاف أبو مازن طلع كرزاي، وأنا المندوب السامي الذي يحرك الأسطول السادس..!! مع أننا انخرطنا في حكومة السلطة من أجل انقاذ عرفات..!

لهذا، يقول دحلان، اعدنا الأمانة، ولم تعد هناك حاجة لدفع خمسة عشر ألف دولار من أجل قتل أبو مازن..!
واشار دحلان إلى أن امريكا تحتاج إلى الموقف والقرار الفلسطيني أكثر مما تحتاج القيادة الفلسطينية امريكا “لأننا نملك مفتاح الأمن“.

وأكد أنه لم يتعرض حتى الآن لمحاولة اغتيال لأن الناس في الداخل تدرك وتعرف حقيقة وطنيته، “ومن لا يوجد وراءه مؤيدين بنطخ”. وأضاف في معرض تأكيده على ضرورة اصلاح السلطة أنه لا يريد مناصب في السلطة، فقد أخذ كل حقوقه لهذه الجهة خلال السنوات الماضية، من حيث تولي المسؤوليات ومقابلة الملوك والرؤساء على نحو أرضى غروره، ولم يعد معه في حاجة إلى أي مسؤولية أو منصب وزاري. وكشف هنا عن أنه هو الذي أقنع أبو مازن بتقديم استقالة حكومته. وقال لو لم يقدم أبو مازن استقالة حكومته لظلت قائمة حتى الآن، لأنه في السلطة الفلسطينية لا يوجد من يقيل أحد..!

وكرر لانريد أن نقود.. نريد أن نصحح المسار وأن نصحح أداء القيادة الفلسطينية، وهو ما قال أنه يمكن أن يحدث من خلال “ترويح كل القيادة“، أو “ترويح الجميع باستثناء عرفات“.

وأكد: لدينا قدرة على أن نصبر خمس سنوات اضافة إلى الاربعين سنة التي انقضت من عمر الثورة الفلسطينية، بدلاً من خوض معركة فاشلة.
وأقر دحلان أن ما حدث في رفح لجهة اللجوء إلى السلاح كان خطيراً جداً، ولذلك تم ايقافه في آخر لحظة. وحمد الله أنه لم يقتل أحد، وانتهت عملية احتلال ومحاصرة مقرات السلطة في الثالثة فجراً، مؤكدا أن مثل هذه العملية لن تتكرر.

وأشار إلى أن كتائب شهداء الأقصى طرحت مشروعا للإصلاح، قدمت نسخة منه لياسر عرفات، وأخرى للجنة المركزية للحركة، وثالثة له. وقال لقد رفعوا شعار الإصلاح، ونحن لحقنا بهم، وهم اصحاب الفضل. وأكد “تبنينا برنامجهم دون اضافة حرف واحد“.

وسجل دحلان للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اصراره على أن يصبح رئيسا عبر الإنتخاب، وقال إن هذا جعل من الإنتخاب المدخل الوحيد المقبول لرئاسة السلطة.

ونفى علاقة أبو مازن بالتيار الذي يضمه.. تيار الإصلاح الديمقراطي. وقال “إن أبو مازن لا يتدخل فينا.. نحترمه ويحترمنا، لكن لا علاقة له بعملنا، إما لأنه لا يريد، أو لأنه متردد”. واضاف إن حكومة أبو مازن كان بإمكانها أن تحقق المزيد من الإنجازات، وأكثر مما كان متوقعاً “لو لم تكسر رجلاه“. وأكد أن من يقف مع الإصلاح من داخل القيادة “سنضعه فوق رؤوسنا”.. نافيا امكانية أن تؤدي التحركات الراهنة في غزة إلى فصل القطاع عن الضفة. وقال لن تكون هناك “دحلانستان” “وجبريلستان”، في اشارة إلى دحلان نفسه وجبريل الرجوب، قائد الأمن الوقائي السابق في الضفة الغربية الذي يشغل الآن مستشار الأمن القومي الفلسطيني. وأكد وجود ترتيب مع التنظيم في الضفة الغربية، وقال إن معظم التنظيم في الضفة الغربية مؤمن بطروحات تيار الإصلاح الديمقراطي، وإن سقف هذا التنظيم هو مروان البرغوثي. وأشار دحلان إلى أن الشهداء هم الذين صنعوا عرفات، وصنعوه هو نفسه. وأردف يقول لا أشعر بأن الذين ساهموا في صنع رمزية عرفات يجب عليهم أن يشاركوا في هدمها. وقال يجب تصويبه لا هدمه.

«حماس» وإسرائيل

ولكن، ماذا عن موقفي حركة “حماس” واسرائيل مما يجري:

يقول دحلان إن النشاط الإصلاحي داخل حركة “فتح” اغاظ كثيرين واربكهم، وخاصة حركة “حماس”، لإن اصلاح “فتح” والسلطة لا يبقي لها شيئا تقوله لجهة مقاتلة ومكافحة فساد السلطة.

وقال دحلان إن تياره لا يراهن على وقوف أحد إلى جواره غير حركة “فتح” وجمهورها، ولذلك يقول إن “فتح” هي التي تحركت. واشار إلى أن “بعض الاخوان خونوا وشككوا بهذا النشاط، فقلنا لهم على لسان المشهراوي تفضلوا وتولوا قيادة حركة الإصلاح، ونحن مستعدون لأن نسير من ورائكم، فلم نر أحدا منهم“.

وأكد: “حماس” تريد بقاء فساد السلطة و”فتح” كي تظهر في مظهر الأصلح لقيادة الشعب الفلسطيني. ونفى أن يكون متحاملاً عل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” وقال “ما بطلعلوا يتحدث عني بالهمز واللمز وهو الذي عاش عمره في الكويت”. واضاف أنا لم اهاجمه، قلت إنه كان يتوجب عليه أن يثأر لدماء الشيخ أحمد ياسين.

هل يعني ذلك اجازة دحلان للمقاومة..؟

يجيب قائلا “هناك فرق بين الدفاع عن النفس والانتقام في حالة معينة. والاستهبال الذي تمارسه “حماس” عبر اطلاق صاروخ من طراز القسام يحفر حفرة في الأرض نخسر مقابلها بهدم خمسين منزلاً”. وأضاف “أنا مع المقاومة المحكومة ببرنامج متفق عليه” و”أكد “احترام “حماس” كجزء من المقاومة، لكن عليها أن تتحمل مسؤولية اخطائها، لا أن تحملها للسلطة”. وأضاف “حماس كانت السبب وراء فرض الحصار الإسرائيلي على عرفات، إذ سبق لشارون أن هدد بمحاصرة عرفات حال وقوع أي عملية، وكان أن نفذت “حماس” عملية“.

وعاد دحلان ليعرب عن سعادته لتحالف “حماس” مع عرفات الآن، لافتا إلى أنه يرفض التحالف مع أحمد جبريل، في اشارة إلى العلاقات الحسنة التي تربطه الآن مع عرفات. وقال: جبريل اوغل في دمائنا في طرابلس، ولا يحق له أن يصنفنا الآن.

اما اسرائيل، فيقول دحلان إنها لا تريد اصلاح السلطة، لأنها في هذه الحالة لا تستطيع اتهامها بالفساد..!
إلى ماذا يمكن الوصول من كل ذلك..؟

وكيف يمكن فهم تحدث دحلان باسم كتائب شهداء الأقصى، واصرار امريكا واسرائيل ومصر على توليه منصب وزير الداخلية في حكومة السلطة..؟

دحلان نفسه يقول في سياق حديثه، وفي معرض الدلالة على تعقيدات الوضع الفلسطيني إن سائق سيارة اجرى في غزة يعلق عليها عبارة تقول “والله ما انا فاهم حاجة“..!! 

 

تفريط وتنازلات

Related Articles

  • إعلان بيروت في 28/03/2002
  • التفاصيل الكاملة لخارطة الطريق
  • إعتراف عرفات بإسرائيل
  • نص كلمة بوش حول خارطة الطريق
inside
جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة فلسطيت الحرة