فلسطين الحرة فلسطين الحرة

  • الرئيسية
  • من نحن
  • كاريكاتير
  • ونحن نجيب
  • شارك معنا
  • اتصل بنا
Home / تفريط وتنازلات / كلمة عبد ربه يوم التوقيع

كلمة عبد ربه يوم التوقيع

08/12/2023

نص كلمة ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم اعلان وثيقة جنيف

السيدات والسادة ،
جئت اليوم وبصحبتي فلسطينيون من كافة مناحي الحياة. هناك فلسطينيون معنا اليوم من الذين قضوا ما يزيد على 20 عاماً في الأسر بسبب حلمهم بإنهاء الاحتلال، وهم لا يزالون يتمسكون بأمل الحرية لفلسطين ولرفاقهم خلف القضبان.


معنا محاربون قدامى رأوا رفاقهم يسقطون شهداء الكفاح من أجل الحرية ، معنا رجال ونساء مُزقت اسرهم ، واستشهد آباؤهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم في سبيل تحرير وطنهم وشعبهم.


معنا مزارعون فقدوا أراضيهم وأشجارهم وثمرة شقاء عمرهم أمام جدار الفصل العنصري. معنا شباب مناضل يكافح اليوم في سبيل مستقبل يبني فيه حياته وحياة عائلاته في جو من الطمأنينة . ومعنا لاجئون تمزقت حياتهم وفقدوا بيوتهم وأملاكهم، يتطلعون الى اليوم الذي يضعون فيه الماضي وراءهم وينظرون الى المستقبل.


جاء هنا ايضاً رجال أعمال وناشطون في المجتمع المدني يجلسون معاً متّحدين لإرساء أسس دولة فلسطينية حرة ديمقراطية متقدمة, مثقفون وطلاب، وممثلون عن القوى الوطنية والديمقراطية وأعضاء في المؤسسات القيادية في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من الداخل والخارج.


هؤلاء هم ممثلو شعبي ، الشعب الفلسطيني. لقد عانينا جميعاً آثار الصراع والاحتلال والقهر، ونتطلع جميعاً الى مستقبل يعمه السلام المبني على العدل والحرية والكرامة. اليوم نمد يد السلام لنصنع السلام.


يقول بعض منتقدينا إن الاتفاقات يجب ان توقعها الحكومات، وليس جهات غير رسمية. نحن نتفق معهم، ولكن ماذا نفعل اذا لم يتفق المسؤولون؟ اذا لم تتفاوض الحكومات؟ لا يمكننا الانتظار ومشاهدة مستقبل شعبينا ينهار ويتجه نحو الكارثة.
ان من واجبنا تقديم هذا النموذج لهم، لنثبت لهم ولشعبينا وللعالم أجمع أن المفاوضات ليست عبثية بل مجدية. ويوم يجلس الطرفان رسمياً على طاولة المفاوضات سنكون أول من يدعمهما ويحيي خطوتهما تلك.

أيها الأصدقاء:


للأسف إن هذا ليس هو الواقع اليوم. إننا اليوم نتجه نحو مستقبل يملأه الألم والمعاناة، فالجدار يبنى في قلب فلسطين من أجل ان يبقى الفلسطينيون تحت الاحتلال الى الأبد. ان بعض القوى التي تفضل جدران العزل على جسور التعاون والتعايش تعمل اليوم دون كلل لتحقيق مخططاتها.


يقولون لنا أننا لا نستطيع التوصل الى حل، اننا جيل ضائع لا يمكنه الحصول على أكثر من حل مرحلي طويل الأمد، على أساس الوقائع التي تفرض على الأرض. يأملون أن يتحول جدار العزل العنصري ومصادرة الأراضي الى حل دائم تحت غطاء عملية سلمية وهمية.
إن هذه ستكون كارثة. قد تصبح اسرائيل أكبر مما هي عليه اليوم، ولكن الثمن سيكون باهظاً : سيستمر الفلسطينيون في العيش تحت الاحتلال ، وقد يفقدون الأمل في الحل القائم على دولتين، وستصبح اسرائيل رسمياً دولة فصل عنصري، ينبذها العالم بأسره. إن هذا مستقبل بشع لا أخلاقي لا يمكن أن نقبل به أبداً.


إننا نقدم بديلاً. إن اتفاق جنيف يضمن التطلعات الأساسية للشعبين . لنا الحرية والاستقلال في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، ولكم يا جيراننا الاسرائيليين ستكون إسرائيل آمنة بالمعنى الواسع للأمن، معترفاً بها من قبل الجميع، ومقبولة كعضو طبيعي في المجتمعين الدولي والإقليمي، مع الحفاظ على طبيعتها ، هذا هو الحل البسيط لصراعنا المعقد، وهو الحل الوحيد الممكن.


لم يوجد ولن يوجد حل يتعدى هذه الحدود، كلنا نعرف ذلك، فلمَ الانتظار؟ لمَ سفك مزيد من الدم للوصول مستقبلاً الى ذات الحل الذي نستطيع التوصل اليه اليوم؟


ولهذا فإننا نعلن اليوم حرباً من نوع مختلف: حرب الأمل ضد اليأس، السلام ضد العنف والقهر، المساواة ضد التمييز العنصري، التعايش والحوار ضد الإرهاب.


إن وثيقة جنيف تثبت أن التسوية التاريخية يمكن ان تحل محل المواجهة الأبدية، لقد أظهرنا في هذه الوثيقة أن مصالحنا وتطلعاتنا الأساسية يمكن أن تكمل بعضها البعض ، لا أن تتعارض. لقد أكدنا أننا لا نحتاج ان ندحر الآخر كي نحقق أحلامنا ، ان أحلام أي منا لا تحتاج أن تصبح كوابيس عند الآخر.


أيها الزملاء:

اسمحوا لي أن أخاطب المجتمعات اليهودية في أرجاء العالم ، ان أخاطب اليهود الليبراليين والمحافظين ، المتدينين والعلمانيين . فلنضع خلافاتنا جانباً ، أمامنا فرصة فدعونا لا نهدرها.


إن اتفاق جنيف يشكل معادلة لحل تاريخي. نحن نشترك في قيم العدل والمساواة التي أنبتت الحضارات وحاربت الظلم مجتمعين عبر العصور، فدعونا لا نخذل تاريخنا وتراثنا . ادعمونا كي تتعايش أحلامنا وتطلعاتنا مع أحلامكم وتطلعاتكم ، كي يتمكن كلانا من التطور والنمو.


أيها الأصدقاء:


في محاولة لسحب الشرعية عن جهودنا، يدعي البعض ان اتفاق جنيف يتعارض وخطة خارطة الطريق. إنهم مخطئون ، فنحن نحاول إنجاح هذه الخطة، إننا نثبت أن المرحلة الثالثة- الحل النهائي – منها ممكنة. إننا نطور رؤية الرئيس بوش بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً الى جنب مع إسرائيل. إننا نفصّل ما أدركه العالم بأسره : لن يتحقق الاستقرار إلا اذا تولد الأمل الحقيقي بمستقبل أفضل، ونحن نرسم هذا المستقبل بتفاصيله.


إننا نعرب عن تقديرنا الخاص لسويسرا، ولوزيرة خارجيتها الشجاعة السيدة مشيلين كالمي – راي، فبدون جهودكم ودعمكم لم يكن ممكناً حصول مثل هذا التقدم الذي نراه اليوم، كما نتقدم بالشكر الخاص لمن يشاركوننا الحضور اليوم، حاملو جائزة نوبل للسلام الرئيس جيمي كارتر، الرئيس ليخ فاليسا، والسيد هيوم، وشكرنا لمن لم تحل عدم قدرتهم على الحضور دون مشاركتهم لنا بالرسائل: الرئيسين نلسون مانديلا وبيل كلينتون، رئيس الوزراء توني بلير – ومبعوثه اللورد ليفي. ولا بد أن نخص بالذكر إخوتنا العرب جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك ومبعوثيهما السيدين أندريه أزولاي وأسامة الباز، والتي تثبت رسائل الدعم التي أرسلاها لنا أن الأمة العربية لا تزال تؤمن بالسلام وستكون في طليعة أي جهد لتحقيقه. إن في رسائلكم ودعمكم لشهادة على ثقتكم وأملكم وتعطشكم للسلام.

السيدات والسادة:


أود أن أختم كلمتي بتحدٍ: إن الشعب الفلسطيني يريد السلام، والشعب الاسرائيلي يريد السلام، والعالم يريد السلام. هل سنسمح لبعض أعداء السلام بتدمير أحلامنا؟


إن هذه ليست نهاية الطريق بل بدايته. إن الخيار أمامنا: إما أن نسلك طريق السلام التي تخطها اتفاقيتنا ، او أن نختار الحلول الكاذبة التي ستكرس الظلم والاضطراب . إني أدعو أصحاب الضمائر الحية للانضمام إلينا لبث الروح في الحل القائم على دولتين كي نؤسس للسلام الدائم

 

تفريط وتنازلات

Related Articles

  • إعلان بيروت في 28/03/2002
  • التفاصيل الكاملة لخارطة الطريق
  • إعتراف عرفات بإسرائيل
  • نص كلمة بوش حول خارطة الطريق
inside
جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة فلسطيت الحرة