فلسطين الحرة فلسطين الحرة

  • الرئيسية
  • من نحن
  • كاريكاتير
  • ونحن نجيب
  • شارك معنا
  • اتصل بنا
Home / تفريط وتنازلات / الورقة المصرية لحوار الفصائل!

الورقة المصرية لحوار الفصائل!

08/12/2023

 

الورقة المصرية تعتمد على خارطة الطريق واسر ائيل تريد دور امنيا مصريا

حوار القاهرة : هل تكون اخر ورقة مصرية للتوفيق بين الفصائل حول الانسحاب من القطاع ؟

الرسالة-وسام عفيفة -مرة أخرى حوار فلسطيني في القاهرة بهدف الوصول إلى موقف فلسطيني موحد امام خطة شارون للانسحاب من غزة ,  ورغم تأجيل موعد الحوار الذي كان من المزمع عقده الاحد الماضي الا ان هذا التأجيل يندرج كما يبدو في اطار استعداد مصري كامل للخروج باتفاق هذه المرة , خصوصا وان مصر والفصائل غيرت هذه المرة تكتيكها في الحوار الذي سبقه من خلال لقاءات ثنائية مع الفصائل الرئيسة , وقد أفادت مصادر مطلعة أن الأطراف المشاركة في الحوار، بما فيها مصر، اتفقت على ضرورة التأجيل “حتى تحصل مصر على ضمانات من (اسرائيل) تكفل تنفيذ الرؤى التي سيُتّفق عليها” في الحوار.وكان مقرراً أن تشارك خمسة فصائل أساسية في اجتماعات كلاً على حدة مع مسؤولين مصريين,  تتحول لاحقاً الى اجتماعات موحدة بمشاركة مصرية يحضرها ممثلو خمسة فصائل أساسية هي: حركة “فتح” وحركة “حماس”، وحركة الجهاد الاسلامي والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين, والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . وفى هذا الاطار قامت القاهرة بعدة اتصالات مع اللجنة الرباعية ومنها الولايات المتحدة واتصالات اخرى مع الجانب الاسرائيلي حتى تتمكن مصر من تقديم ما يسمى فى كواليس وزارة الخارجية” ورقة عمل مصرية” لتحريك العملية السلمية.

وعليه يبدو واضحا ان حوار القاهرة محكوم هذه المرة بسقف خطة شارون للانسحاب من غزة وان القاهرة تحاول ان تعطي كل طرف فلسطيني الحد الأدنى من مطالبه بهذا الشأن وبشكل رئيس كلا من السلطة الفلسطينية وحماس, الأمر الذي يحمل في طياته انتقادات بان طبيعة التحرك المصري، كان من الاصوب ان يتم بصرف النظر عن تلك الخطة، ويتجاوزها لصالح تسهيل مهمة الفرقاء الفلسطينيين في الحوار؛ لتأمين الساحة الفلسطينية ضد كل الاخطار، بما فيها خطة شارون.

*** تكتيك جديد

وكانت القاهرة استقبلت الشهر الماضي مسؤولين في حركتي “حماس” و”الجهاد” , واعلن بعدها أن مساحة الاتفاق على برنامج فلسطيني موحد للتعاطي مع مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة “تحققت”، وأن الحوار بين الفصائل سيضع الخطوط النهائية لذلك الاتفاق.وبحسب المحللين والمطلعين فقد اعتمدت القاهرة نهجاً جديداً بخصوص الحوار مع الفصائل الفلسطينية في إطار جهودها لإنجاح ما يعرف بـ “المبادرة المصرية” المرتبطة بخطة “فك الارتباط” الإسرائيلية والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ودورها الأمني – السياسي لإنجاحه.وذكرت المصادر المطلعة ان القاهرة ستشرع في حوارات مع خمسة فصائل صنفت بالمسلحة او العسكرية. والفصائل الخمسة هي “حركة “حماس” و”حركة الجهاد الاسلامي” و”فتح” والجبهتان “الشعبية” و”الديمقراطية” لتحرير فلسطين. اما باقي الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الـ 12 فستدعى في وقت لاحق تحدده نتائج الحوارات مع الفصائل “العسكرية” ونجاح مصر في الوصول الى “اتفاق” معها يضمن انسحاباً اسرائيلياً من قطاع غزة لا يخلف حاة من الفوضى.

وتم تحديد أسبوع الى عشرة أيام كسقف زمني للمحادثات المصرية مع وفود الفصائل الفلسطينية الخمسة التي ستصل في وقت متزامن الى القاهرة,  مع الإشارة إلى  ان عدداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية عبروا عن تحفظهم على “تجزئة” الحوار في جولته الثالثة الى مرحلتين خلافاً للجولتين السابقتين.ويسود الاعتقاد ان مصر تسعى الى التوصل الى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية الخمسة بشأن ترتيب الأوضاع في قطاع غزة في فترة الانسحاب الإسرائيلي وما بعدها، على نحو يضمن وقفاً للطلاق النار إذا أريد لمصر ان تلعب دوراً فاعلاً في هذه القضية.وعليه فقط تسربت معلومات تشير إلى ان الورقة المصرية تتضمن ستة عناصر:

 1- ان الانسحاب الاسرائيلى من قطاع غزة سوف يكون جزءاً من خريطة الطريق.

 2- ان المباحثات حول الوضع فى الضفة وباقى الاراضى الفلسطينية سيتم التفاوض عليها عقب الانتهاء مباشرة من الانسحاب من قطاع غزة .

 3- تتزامن المفاوضات حول الضفة الغربية والقدس على محادثات اخرى حول الوضع النهائى ومشكلات الحدود واللاجئين والمياه .

 4- البنود الثلاثة السابقة سيتم تقديمها فى صورة وعود مشتركة مصرية امريكية طبقا للمرجعية الامريكية فى ذلك والخاصة باقامة الدولة الفلسطينية.

 5- تعهد مصرى كامل بانجاح خطة الانسحاب من قطاع غزة وذلك بتقديم كافة المساعدات الفنية للشرطة الفلسطينية , بما فيها مساعدة الفلسطينيين على تشغيل مطار وميناء غزة .

6-  تتضمن الورقة المصرية حدوث تواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية .

*** مخاوف حماس والسلطة.

السؤال الكبير الذي ينتظر من القاهرة ان تجيب عليه هو كيف سوف ترد على مخاوف الطرفين الرئيسين(السلطة -وحماس) بشأن مستقبل القضية الفلسطينية أثناء وبعد تنفيذ خطة الانسحاب الصهيونية والضمانات التي يمكن لمصر ان تقدمها في هذا الشأن,فحماس متخوفة على مستقبل المقاومة والانتفاضة الفلسطينية والإنجازات والتضحيات التي قدمتها . جزئيا ورد ذلك في تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد وصوله للقاهرة الأحد الماضي  حيث حذر من قيام أجهزة الأمن الفلسطينية بنزع سلاح المقاومةوقال إن الفصائل الفلسطينية ستتوافق فيما بينها على برنامج سياسي موحد بعد خروج قوات الاحتلال من قطاع غزة.

أما في السلطة الفلسطينية فهناك تخوف كبير من توقف العملية السلمية بشكل نهائي بعد الانتهاء من قطاع غزة, وطرح الحوار الأخير الذى أجرته حركة فتح تحديدا مع المسؤولين المصريين هذه المخاوف باعتبارها لا تريد تحمل خطأ تاريخي يتم محاسبتها عليه طبقا لبعض المصادر الفلسطينية فى القاهرة.

***اجابات مصر

وكما ان مصر تريد اجابات واضحة وقاطعة هذه المرة من الفصائل والسلطة الفلسطينية فإن الفصائل والسلطة ايضا تريد ضمانات لمخاوفها واجابات على تساؤلاتها , خصوصا وان الأطراف المدعوة للمشاركة في الحوار ترى أن (إسرائيل) لم تقدم الى مصر حتى الآن أي تأكيدات على أن الانسحاب من غزة سيتم وفقاً لبرنامج محدد، وأن القاهرة لم تحصل على ضمانات تكفل عدم تدخل (اسرائيل) في شؤون القطاع ووقف الهجمات ضد الفلسطينيين أو العودة لاجتياح المناطق الفلسطينية بعد الانسحاب.ورجحت المصادر أن تكون الزيارة المقرر ان يقوم بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس جهاز المخابرات عمر سليمان الى (اسرائيل) بداية الشهر المقبل فاصلةً في شأن مسألة الحوار الفلسطيني – الفلسطيني .واشارت مصادر فلسطينية الى ان التوجه المصري العام يتلخص في ان مصر لا تريد ان “تنوب عن الاحتلال” خصوصاً اذا تضمن الانسحاب الاسرائيلي انسحاباً كاملاً من الحدود المصرية – الفلسطينية . واوضحت المصادر انه فيما تستطيع مصر “تأمين” الجانب المصري من الحدود، فإنها تريد اتفاقاً مع الفصائل والسلطة الفلسطينية لتأمين الحدود من الجانب الفلسطيني. وقالت المصادر ان “مصر لن تضع يدها في المسألة من دون التوصل الى هذا الاتفاق”.

ولهذا السبب فتحت مصر قناتي اتصال مع الطرف الفلسطيني، اولاهما مع السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية، والثانية مع الفصائل الفلسطينية الرئيسة “.أما فيما يتعلق بفصائل المقاومة فإن تريد اجابات واضحة بشكل خاص من حركة حماس لما تتمتع به الحركة  من تأثير على مجريات الاحداث فيما يتعلق بالعمل العسكري,  وفي هذا الاطار اشارت مصادر صحفية الى ان خالد مشعل بحث مع المسؤولين المصريين بالقاهرة مسودة ورقة توجز التصور المصري لمرحلة ما بعد تطبيق خطة “فك الارتباط” في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وقالت مصادر مطلعة ان مصر ستناقش مع خالد مشعل مسودة ورقة اعدتها القاهرة حول الاوضاع السياسية والامنية في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي احادي الجانب . وذكرت المصادر ان مصر ستخير مشعل بين قبول الورقة كما هي او رفضها بشكل كامل. واشارت الى أن الورقة المصرية التي وصفت بـ”النهائية” سيتم عرضها على جميع قادة الفصائل الفلسطينية تباعا.وتعالج الورقة موضوع الحوار الفلسطيني قبل اقدام اسرائيل على تنفيذ خطة فك الارتباط. واوضحت المصادر ان الورقة تستند الى مبادئ المبادرة المصرية التي طرحت قبل عدة اشهر وتتناول سبل التعاطي الفلسطيني مع خطة فك الارتباط. يذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كان رفض بشدة المبادرة المصرية التي تنص على ان خطة فك الارتباط يتوجب ان تكون جزءا من خطة “خارطة الطريق”، وان يكون تفكيك المستوطنات في القطاع مقدمة لتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية. في حين شدد شارون في اكثر من مناسبة على ان الدور المصري في خطة فك الارتباط يجب الا يتعدى الدور الامني.

** (اسرائيل) حاضرة في المفاوضات

بين مخاوف وتساؤلات الفصائل والسلطة الفلسطينية من جانب ومحاولات مصر توفير ضمانات واجابات من جانب اخر  يبدو واضحا ان الطرف الاسرائيلي-هو  الحاضر الغائب في مفاوضات الفصائل في القاهرة كون تساؤلات الفصائل تتعلق بالحكومة الصهيونية الحالية والضمانات المصريه .  وفي هذا السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب ان ( إسرائيل)  لا تزال تصر على عرقلة الحوار الفلسطيني الداخلي الذي ترعاه القاهرة، وذلك من خلال اصرارها على خطتها التي بمقتضاها يتم استخدام القاهرة “كأداة” لتسهيل اخلاء القطاع من المستوطنين والمستوطنات، دون اي ضمان بعدم تدخل (اسرائيل)، امنياً وعسكرياً، كلما “اقتضت الحاجة”، ما يجعل الدور المصري، غير ما تراه القاهرة، باعتباره يعمل على تأمين الساحة الداخلية الفلسطينية،

ويضيف حبيب “مرة اخرى، تضع (اسرائيل) جدول اعمالنا، وتحدد مسارنا على صعيد الحوار الوطني الداخلي، اذ اننا نعتقد ان مثل هذا الحوار، ينبغي ان يحدث بصرف النظر عن خطة شارون لاخلاء قطاع غزة ، ذلك ان تصويب الوضع الداخلي الفلسطيني، واشهار مبدأ الشراكة السياسية مع الالتزام بوجود سلطة واحدة وحيدة، هو هدف فلسطيني في الجوهر، ترعاه القاهرة، وترفضه (اسرائيل)، وهو ما كان يجب ان يعزز اصرار القاهرة على المضي قدماً في تحركها الهادف الى تأمين الساحة الفلسطينية داخلياً، وتشجيع اطراف الحوار للتوصل الى وفاق داخلي فلسطيني، بمعزل عن خطة شارون، الا باعتبار تلك الخطة احد العناصر التي يتوجب مجابهة استحقاقاتها في حالة التنفيذ.

ويحذر حبيب من سيناريو مستقبلي مشيرا  الى ان  الخضوع للحسابات الاسرائيلية، التي يتم على اساسها وضع الاجندة الفلسطينية المتعلقة بالحوار، يجعل من الوفاق الفلسطيني وكأنه صدى لخطة شارون، واستجابة فورية – على الاقل- لها، مع ان الامر يتجاوز هذه الخطة بكثير.ويتابع حبيب:  القاهرة اذاً، فعلت كل ما يمكن من أجل تأمين التوصل الى وفاق فلسطيني داخلي، عبر الالتزام بورقة عمل، تتضمن كافة عناصر التوافق الوطني الفلسطيني، لكن مثل هذه الورقة، ستظل ابعد من التوافق بشأنها، نظراً لدخول العنصر الاسرائيلي المخرب، ليشكل العقبة المستدامة لمثل اي تحرك يمكن معه تأمين الوضع الداخلي الفلسطيني، وعدنا من جديد، للتأجيل الذي يجلب معه التأويل ويجعل من الساحة الفلسطينية، عنواناً للخلافات والفوضى، وبعيدة عن بيت فلسطيني قادر على مواجهة استحقاقات مرحلة مقبلة، بكل ما فيها من خطورة.

*** فتح والحوار

المعضلة التي تواجه المصريين لا تقتصر فقط على اقناع فصائل المقاومة بالتوافق مع مبادرتها بل التعامل مع السلطة وفتح,  حيث واجهت القاهرة مراوغة  مستمرة من الرئيس ياسر عرفات وتشتت في الموقف الفتحاوي,  وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي عدلي صادق انه يمكن لـ “فتح” أن تستفيد من تأجيل الحوار الفصائلي، فتبذل جهداً للحوار مع نفسها، وصولاً الى مقاربات لرؤية فتحاوية واحدة، يمكن من خلالها، أن تنخرط الحركة في الحوار، من موقف قوي، لن يتأتى لها، إلا باستجماع أشتاتها. بل إن تشكيل الوفد الفتحاوي، بالشكل الذي حدث في كانون الثاني من العام الماضي، عندما وصل المتحاورون الى طريق مسدودة، لن يكون مجدياً، وسيعكس حالة الهزال في الحركة، ونحن بصدد حوار، يبحث في استراتيجية العمل الفلسطيني في هذا الخضم المعقد والعسير!ويستذكر صادق ما جرى في الحوار السابق ,  مشيرا الى ان  المصريين لاحظوا ، ولاحظت الفصائل، أن الوفد الفتحاوي كان ضعيفاً، الأمر الذي  استمدت  منه “حماس” قدرة أكبر، على الحديث بلغة، تتسم بالمسؤولية عن مصير الشعب الفلسطيني. ونحن نرحب بمشاركة الجميع في المسؤولية، لكننا نطالب بوفد فتحاوي قوي فكرياً وأدبياً وسياسياً. وفي هذا السياق، لا بد من خليط مستجمع من أقدر أعضاء الأطر القيادية، ومن الكفاءات، لأننا نبحث في المصير الوطني، ولأن المهمة صعبة، لا سيما وأننا نواجه احتمالات تكريس “دولة غزة” وما تمثله من مخاطر على المشروع العام، بالمعنى السياسي ـ التسووي، وبالمعنى الأمني والإداري!

 

تفريط وتنازلات

Related Articles

  • إعلان بيروت في 28/03/2002
  • التفاصيل الكاملة لخارطة الطريق
  • إعتراف عرفات بإسرائيل
  • نص كلمة بوش حول خارطة الطريق
inside
جميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة فلسطيت الحرة